انتباه

حكومة «ضهرها للحيط»!

علاء عبدالوهاب

الخميس، 04 أغسطس 2016 - 02:12 م

أصعب ما يمكن أن يواجه حكومة غياب بدائل تختار من بينها.

الأسوأ أن تضع الحكومة نفسها بيدها، وبقلة حيلتها في «خانة اليك»!

أما الأكثر صعوبة والأشد سوءا أن يراك المفاوض علي الجانب الآخر من الطاولة، وقد أًصبح ظهرك للحائط، ولا مفر من القبول بشروطه.

يبدو أن الصورة علي هذا النحو تماما، فيما يتعلق بقرض صندوق النقد الدولي، الذي تسوقه الحكومة باعتباره طوق النجاة الوحيد، الذي لا مفر من تعاطيه علي طريقة الدواء المر كالعلقم، ما دام المرء مضطرا لتجرعه ، وإلا قضي نحبه!

وكأن الحكومة لم تتعلم من تجارب سابقة في التعامل مع الصندوق وروشتته العقيمة، وكأنها لم تتابع الثمار شديدة المرارة التي اينعت في حدائق الخراب بدول أخري عانت شعوبها من قسوة شروط الصندوق.

لماذا انتظرنا حتي لم يعد أمامنا - من وجهة النظر الرسمية - إلا اللجوء للصندوق؟

من المسئول عن وضع مصر في هذا الموقف؟ وكيف نحاسب من قادنا إليه؟

اسئلة لابد من تقديم اجابات شافية مقنعة للرأي العام اليوم، وليس غدا، وقبل ان تلعننا أجيال قادمة عليها ان تسدد فواتير لا ناقة لها فيها ولا جمل.

كفانا تصريحات متفائلة علي طريقة دس السم في العسل، فإذا كان الامر أشبه بالقدر الذي لا يمكن دفعه، فإن الشفافية والصراحة التامة والوضوح الكامل هي الثلاثية التي يجب علي الحكومة أن تتعامل بها مع الشعب، قبل ان تفاجئه  باجراءات قاسية، لن تدفع وحدها ثمن ردود أفعالها التي لا يعلم مداها إلا الله.

قمة المأساة أن من يصف العلاج لم ولن يتجرع مرارته ولو مرة واحدة!

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة