الخميس، 11 أغسطس 2016 - 03:39 م

أعجبني تقرير الفساد الصادر عن لجنة تقصي الحقائق البرلمانية المشكلة بشأن وقائع الفساد بمنظومة القمح،والتي تشكلت بقرار لمجلس النواب عقب تلقي تقارير من هيئة الرقابة الادارية اثبتت وقائع فساد تسببت في ضياع اكثر من نصف مليار جنيه علي الدولة،اضافة إلي الغش في منظومة الغذاء وخاصة الخبز المدعم،وتورط في ذلك مسئولون كبار بعدد من الوزارات خاصة وزارة التموين.
واذا كانت النيابة العامة قد تسلمت ملف القضية فانني علي ثقة ان العدل سيأخذ مجراه،ويقتص ممن اجرموا في حق مصر وشعبها،وقدتطول التحقيقات وزراء في حكومة المهندس شريف اسماعيل،ونحن نتابع،لكن المؤكد ان اللجنة المحترمة ادت عملها علي اكمل وجه،ولم تحاب احدا،بل استجوبت وزراء الصناعة والتموين والمالية والزراعة ورئيس الهيئة العامة للرقابة علي الصادرات والواردات،وكبار المسئولين بالصوامع والغلال والتموين بالمحافظات التي لجأت إلي الغش وخلط القمح بالرمال والاتربة،او استيراد اقماح فاسدة،وتتناول التحقيقات نفي المهندس طارق قابيل وزير الصناعة والتجارة علمه بالقرار بشأن ضوابط تسليم القمح لموسم 2016،وأنه لم يوقع عليه بينما وقع عليه وزراء المالية والزراعة والتموين.
قضية فساد القمح عنوان لجهود مكافحة الفساد التي تقوم بها مؤسسات الدولة،وتثبت الدور المهم لهيئة الرقابة الادارية في كشف الفساد واعلانه امام الرأي العام،كما تثبت دور لجنة تقصي الحقائق بمجلس النواب والتي جابت محافظات مصر لاثبات الفساد،وتستحق الاشادة من الجميع خاصة الاعلام،لانها قدمت نموذجا ناجحا للتنسيق بين البرلمان والرئاسة والحكومة،قد يستنسخ لكشف وقائع فساد في جهات اخري عديدة تهدر المال العام.
دعاء :»‬رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ». »هود - 47»