الخميس، 11 أغسطس 2016 - 03:53 م

اثار اهتمامي قيام جهاز حماية المستهلك الذي يقوم بالدفاع عن حقوق المواطنين  علي الوجه الأكمل.. تفعيلا لما يقضي القانون الحضاري المنظم حاليا.  قام بتحويل المسئولين عن إحدي القنوات الفضائية ومعهم الفنان ايهاب توفيق الي النيابة العامة. تم ذلك بناء علي اتهامهم بالترويج    لاعلان عن مستحضر طبي بزعم انه يعالج مرضي السكر.. هذا الاتهام وفقا لما ذكره رئيس الجهاز  عاطف يعقوب لم يوجه اعتباطا ولكنه ثبت بعد الاتصال بالادارة المركزية للشئون الصيدلية لوزارة الصحة التي أكدت بأن هذا المنتج غير مدرج وغير مصرح بتداوله. جاء من أسباب  توجيه الاتهام لايهاب توفيق في هذه الجريمة  مشاركته  في فيلم دعائي عن المستحضر لخداع المشاهدين وكسب ثقتهم لشرائه.
ما ادهشني وزاد من استغرابي عن أن أجهزة دولتنا السنية تمارس مهامها في جزر منعزلة تفتقد التعاون والتنسيق وهو الأمر الذي يؤدي إلي هذا الخلل وحالة الضياع التي يتحمل تداعياتهما المواطنون والصالح العام. هذه الاعلانات المضللة غير الخاضعة للرقابة و تشمل كل أوجه حياتنا ما هي الا تجسيد لهذه الحالة وتجعلنا نعيش في حالة توهان وتخلف.
ما يحدث يحملنا أعباء  وهموما  كنا في غني عنها لو أن كل جهة حكومية التزمت بمسئولياتها بما يرضي الله والحرص علي خدمة الصالح العام. قد تبرر هذه الجهات تسيبها بأن  ما تقوم به محكوم بالقوانين التي تعمل  في ظلها وهو ما يتطلب اجراء التعديلات التشريعية التي اشار إليها الرئيس السيسي في لقائه الأخير مع رئيس الوزراء لتوفير التسهيلات اللازمة لأداء أجهزة الدولة. كم ارجو أن تكون من ضمن هذه التعديلات العمل علي سد أي ثغرات في قانون حماية المستهلك بما يجعله اكثر فاعلية  بعد ان ثبت ايجابية الدور الذي يقوم به.
ما يجب ان تكون عليه هذه التعديلات فيما يتعلق بهذا الشأن أن يتم التصدي لعمليات الخداع والتضليل بما يسمح بطرح  هذه المنتجات الضلالية الخادعة للمستهلك المصري.  يمكن ان يتحقق ذلك اذا ما قامت    الجهات المعنية بمنح اذون الاستيراد والجمارك بالتنسيق مع وزارة الصحة في مايجري استيراده وطرحه في السوق.
لا جدال ان مثل هذا الاجراء سوف يجنب وقوع المواطنين المساكين ضحايا لاستخدام هذه المنتجات الدوائية وتحمل اخطار وتداعيات ما يمكن أن يصيبهم. من المؤكد أن خطر دخول هذه المنتجات من المنبع في الاسواق سوف   لا يتيح أي فرصة للمتربحين الذين يقومون باستيرادها والاعلان عنها   في وسائل الإعلام .