د. وفاء حجاج خلال تكريمها بأحد المؤتمرات العلمية الدولية
د. وفاء حجاج خلال تكريمها بأحد المؤتمرات العلمية الدولية


د. وفاء حجاج الحاصلة على جائزة التفوق العلمي :

مبيد حيوي لمكافحة تشوه المانجو

حسنات الحكيم

الإثنين، 15 أغسطس 2016 - 06:08 م

كوكتيل من الجوائز والتكريمات يسير علي قدمين.. هذا هو الوصف الدقيق للدكتورة وفاء حجاج الأستاذ بقسم أمراض النبات والقائم بأعمال رئيس شعبة البحوث الزراعية والبيولوجية بالمركز القومي للبحوث التي قضت حياتها في مجال المكافحة الحيوية لأمراض النبات.

ولم يكن الطريق سهلا أمامها، فقد تخرجت في كلية الزراعة جامعة القاهرة عام 1986 وكانت الاولي علي دفعتها ولم يكن لها حظ في التعيين بالكلية، وقال لها أحد المسئولين بها: »لا نريد فتيات في قسم امراض النبات»، فزادها ذلك إصرارا على  أن تثبت للجميع ان المرأة قادرة علي التميز والابتكار، وأنه لا شئ يقف أمامها إذا صممت علي النجاح والتميز لتحصل علي 27 جائزة كانت آخرها جائزة التفوق العلمي لعام 2015..

د. وفاء تتحدث الينا خلال هذا الحوار حول أهم ابتكاراتها العلمية والجوائز والتكريمات التي نالتها خلال رحلتها العلمية والبحثية..

حصلتِ علي جائزة تنمية الابتكار من أكاديمية البحث العلمي عن ابتكارك الجديد »مبيد حيوي لمكافحة تشوه المانجو» فما هو مرض التشوه الخضري والزهري؟ وكيف يؤثر علي محاصيل المانجو؟

يعتبر مرض التشوه الخضري والزهري بالمانجو من الأمراض الخطيرة التي لم يتم التأكد من سببها المرضي إلا منذ سنوات قليلة وتسببه أنواع من فطر فيوزاريوم. ونتيجة السياسة الزراعية لمحاولة زيادة الإنتاج ومقاومة الآفات الزراعية والتي من أهمها الآفات التي تصيب المجموع الخضري والزهري، حيث تتراوح نسبة الإصابة الناجمة عنه بين 20- 80% من إجمالي الإنتاج الزراعي فقد صاحب ذلك إضافات كثيفة من المبيدات الزراعية، بالإضافة إلي منظمات النوهرومونية لعلاج ظاهرة التكتل والتشوه دون اعتبار للجوانب السلبية علي البيئة أو علي صحة الإنسان أو علي جودة المنتجات الزراعية أو وجود متبقيات للمبيدات في المنتج الزراعي مما أدي الي الحد من التصدير للأسواق الأوربية والعربية والتي تلتزم بحدود معينة لنسب المتبقيات.

ومم يتكون المبيد الحيوي الذي قمت بابتكاره وبم يتميز عن غيره من المبيدات؟

بعد العديد من الابحاث استطعت ان انجح في تقديم المبيد الحيوي لمكافحة مرض التشوه الخضري والزهري لشتلات وأشجار المانجو في مصر والعالم وهو ما يعتبر مبيدا حيويا جهازيا ذا فاعلية تطبيقية نشطة في مكافحة مرض تشوه المانجو والمسبب لتكتل الشماريخ الخضري والزهري بشتلات وأشجار المانجو كبديل لاستخدام المبيدات الكيماوية. والمبيد الحيوي يتكون من مادة فطرية مستخلصة من ميكروب حيوي معزول من البيئة المصرية. والمبيد الحيوي آمن وسهل في تطبيقه بدون خطورة علي صحة الإنسان أو مزارع الحيوان والبيئة. ويستخدم في صورة محلول لري التربة حول جذور الأشجار.

تمثل الفطريات خطرا كبيرا يهدد الانسان والحيوان والنبات ايضا، فما هي الفطريات وكيف تنتشر ومدي تأثيرها علي الكائنات الحية؟

- الفطريات كائنات دقيقة تظهر تحت الميكروسكوب ولا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، ويمكن أن تري تأثيرها ظاهرًا وواضحًا علي النبات، وتنشأ البكتيريا نتيجة وجود رطوبة عالية أو في حالة التخزين غير الجيد، حيث تتجمع الجراثيم أو الوحدات التركيبية الخاصة بها التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة، هذه الكائنات يوجد منها ما هو نافع ومنها ما هو ضار، والنافع منها هو ما يتم استخدامه في عمليات المكافحة في انتاج مضادات أو انزيمات، أو غذاء، أو بعض المواد التي يمكن أن تستخدم كصبغات أو خلافه. إلا أن هناك عددا هائلا جدًا من الكائنات الممرضة الموجودة في الطبيعة، والتي تصيب النبات بدءًا من مرحلة البذرة، وهي مراحل النمو الطبيعي للأشجار، وحتي وصولها الي الأجزاء الشجرية، ومن ثم الأجزاء الثمرية والأجزاء التي تؤكل، ثم بعد ذلك تصل الي الأجنة الخاصة بالنباتات فتصيبها من خلال البذور، ويترتب علي ذلك أنه عند زراعة هذه البذور مرة أخري تكون معها الكائنات الممرضة، هذه الكائنات يحتمل وجودها مع الغذاء أو الثمار، أو موجودة علي الأجزاء التي تؤكل، حيث نجد أن كثيراً من الثمار يكون عليها بعض الفطريات وتركيباتها المختلفة من الجراثيم، وبالتالي قد يكون ذلك له تأثيرات مضرة اذا لم يتم مكافحتها من خلال وجودها تحت الظروف الطبيعية الموجودة في الحقل، ومن الطبيعي أنه في خلال فترة نمو النبات تقلل من الانتاجية بكميات كبيرة، وتقلل من النوعية، المشكلة أنه عندما تصيب الفطريات الأجنة أو البذور أو الأماكن التي تؤكل من النبات، فانها تترك حتي بعد مكافحتها أو استئصالها مواد سامة، هذه المواد التي تتواجد في النباتات يكون لها تأثير سام علي النبات، ثم بعد ذلك علي الانسان وكذلك الحيوان الذي سيتناولها.

إذن هل يمكن تناول الجزء السليم من الثمرة والتخلص من الجزء المصاب؟

المشكلة الأكبر أننا عندما نتعامل مع ثمرة أو نبات مصاب بالبكتيريا ونزيل الجزء المصاب ونتناول الجزء السليم، فقد يحتوي هذا الجزء علي نسبة من السموم التي تركتها هذه الفطريات، مما يؤثر علي صحة الانسان والحيوان اذا ما تم تناولها. كذلك توجد مشكلة أخري تأتي في النباتات التي يتم زراعتها بغرض استخدامها كأعلاف للحيوانات وتحتوي علي الفطريات وسمومها، بالتالي تكون مضرة ومن الافضل عدم تناولها.

ماهي الطرق المستخدمة للقضاء علي الفطريات؟

هناك وسائل كثيرة لمكافحة هذه الفطريات مثل المكافحة الطبيعية، ومع الزيادة السكانية الرهيبة، ومع حرص الفلاحين علي جني أكبر قدر من المحصول، بدأ الفلاح يضع سماداً بكثرة ويروي بكثرة، فحصل علي مراده ولكن مع ارتفاع درجة الغذاء داخل النبات وكذلك زيادة درجة السكر والعصيرية، ما جعل النبات أكثر عرضة للاصابة بأنواع الفطريات، ولكي يكافحها بدأ يستخدم المبيدات بمختلف أنواعها وأشكالها، ما يجعل البكتيريا تخرج علينا بسلالة أخري اقوي من الأول، لا تتأثر بالمبيدات، وبالتالي زادت الاصابات، هذا كان يحدث لفترة قريبة، أما اليوم فأوجدنا طرقاً كثيرة آمنة بدأنا في استخدامها ويمكن أن يكون لها دور فعال في أن تصل بنا الي أسلوب مكافحة آمن وهو العودة الي الطبيعة واستخدام ما يسمي بالمكافحة الحيوية، حيث هناك كائنات من الفطريات نافعة كانت تقتلها المبيدات، فنقوم بعمل نوع من التوالد لها بحيث تنمو وتتطفل علي الفطريات الضارة، فيستطيع النبات أن يتغذي بطريقة طبيعية بفعل هذه الكائنات الحية التي كانت موجودة من قبل وتقتلها الميكروبات. وهناك مواد آمنة تستخدم في رفع مناعة النبات، تجعله يكافح ليس فقط أنواع الفطريات، بل يمكن مقاومة أنواع أخري من الأمراض، مثل مضادات أكسدة أو فيتامينات، أو مواد غذائية منتظمة، أو عناصر متوازنة، وبذلك ينمو النبات صحيحًا.

حصلت علي العديد من الجوائز والتكريمات.. حدثنيا عن ابرزها.؟

حصلت علي مدار تاريخي العلمي علي حوالي 27 جائزة دولية ومحلية منها جائزة الدولة التشجيعية في العلوم الزراعية وجائزة البحوث البيئية والتربية البيئية، وجائزة أكاديمية البحث العلمي، وجائزة المرأة المخترعة من الاتحاد الأوروبي عام 2012 و12 جائزة ذهبية وكأس المرأة المخترعة من العديد من الدول.. كما نلت التكريم من المركز الإقليمي لصحة المرأة عام 2013 ومنظمة الفاو ووزارة الزراعة عام 2013.. والجائزة الذهبية للاختراعات والابتكار من الهيئة الدولية KIWIEالكورية، وجائزة خاصة من اتحاد المخترعين الأوروبي للمرأة للتعريف بالسيدات المخترعات خلال المؤتمر الدولي الأوروبي نوفمبر 2013 بالسويد، وتكريم من وزارة الزراعة ومنظمة الأغذية والزراعة (FAO) كما حصلت بفضل الله علي جائزة التميز العلمي 5 مرات علي مدار تاريخي العلمي. وآخر جائزة حصلت عليها هي جائزة الدولة للتفوق العلمي لعام 2015

وماذا عن براءات الاختراع التي حصلت عليها؟

- الحمد لله حصلت علي العديد من براءات الاختراع ومن أهمها براءة الاختراع التي حصلت عليها من أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا عن »مبيدات حيوية لمكافحة أمراض البياض الدقيقي، التشوه الخضري والزهري» وبراءة اختراع عن »مبيد حيوي لمكافحة مرض العفن الرمادي (بيومولد)» كما حصلت علي براءة اختراع عن »مبيد حيوي لمكافحة مرض التشوه الخضري والزهري بالمانجو».

وقد سجلت مؤخرا براءة اختراع في اكاديمية البحث العلمي »لمبيد حيوي لتقليل تأثير السموم الخلوية للأوكراتوكسين». وسجلت أيضا ابتكاري »مبيد حيوي لمقاومة الاجهادات الحيوية والبيئية»، كما اني اعتز جدا بابتكاري لتأسيس وحدة ومجال جديد بالمعامل المركزية بالمركز القومي للبحوث عن إنتاج المبيدات.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة