نهار

عبلة الرويني

الثلاثاء، 30 أغسطس 2016 - 01:38 م

عادة ما تأخذنى الأحداث اليومية، والتقاريرالإخبارية والتفاصيل السياسية الكافيه لتعكير المزاج وإرباك العقل والوجدان، وتأجيل الكثير من الاهتمام والحوار.. من رمضان الماضى، تحديدا بعد مشاهدة مسلسل «أفراح القبة» إخراج محمد ياسين، ومن قبل فى أعمال درامية أخرى للمخرج، مسلسل «موجة حارة» ومسلسل «الجماعة» وفيلم «دم الغزال» ومحمد ياسين مخرج يلفت الانتباه، ويشغل الاهتمام بموهبته الخاصة جدا والمميزة، تتأكد عملا بعد آخر..اختيارات محمد ياسين الواعية للعمل الذى يقوم بإخراجه،هى أول تميزه وإبداعه، ووضوح رؤاه الفكرية والجمالية، وقدرة الحوارمع النص، ومع الممثل، ومع الواقع أيضا...لم ينقل محمد ياسين رواية نجيب محفوظ « أفراح القبة» كما هى، ولكن قدم رؤيته الفكرية والجمالية بما أضاف إلى النص الأصلى..تفاصيل دقيقة وقراءة واعية للواقع ولمعنى المسرح والعلاقة العميقة بالممثل..صحيح أن إياد نصار ممثل يمتلك إمكانات وقدرات إبداعية هائلة، لكنه مع محمد ياسين يصبح ممثلا آخر، يتضاعف إبداعه ووعيه وإحساسه..يحدث هذا أيضا مع كل الممثلين العاملين مع محمد ياسين (منى زكى، سوسن بدر، سيد رجب) نشعر أكثر بعمق إدراكهم للشخصية التى يؤدونها، بمشاعرهم الحية، وبحجم الثقة وقوة العلاقة بين المخرج والممثلين..كان الكاتب الجزائرى الأشهر(كاتب ياسين) يبكى بحرقة فى ليلة العرض الأخير لمسرحيته، ويهرب من كل الدعوات الفاخرة الباحثة عن تكريمه، ليتسلل من الباب الخلفى للمسرح مع مجموعة الممثلين ليتناول معهم كأسه الأخير، دون أن يكف عن البكاء لانتهاء العرض وتفرقهم...محمد ياسين يحمل هذا الإحساس العميق بممثليه، وتلك قوته كمخرج.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة