صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


كل ما لا تعرفه عن صناعة «النبيذ» عند قدماء المصريين

شيرين الكردي

الأحد، 10 يناير 2021 - 11:35 ص

تقول ميرنا عزمى الباحثة في الآثار اليونانية والرومانية، أن صناعة النبيذ في مصر ترجع للدولة المصرية القديمة منذ بداية الأسرات الملكية، إذ تشير الرسومات والنقوش الأثرية على العديد من المعابد والمقابر إلى أن النبيذ كان من أهم الخمور عند قدماء المصريين، فهناك المناظر المسجلة على مقابر الأسرتين الـ5 والـ6 بسقارة، وهناك مناظر في موقع البرشا الأثري ترجع لعهد الأسرة الـ12، إضافة إلى مناظر مقابر بني حسن بمحافظة المنيا بصعيد مصر.

 

وتشير المناظر المسجلة على المقابر والمعابد إلى طرق صناعة النبيذ وأنواعها، إذ تبدأ بمرحلة جمع عناقيد العنب الكبيرة في سلال يحملونها على ظهورهم، ثم ينقلونها إلى مكان العصر، ثم يفرغونها في أوعية كبيرة، ويقوم الرجال بدوس العنب بأرجلهم، وقد عرف المصريون القدماء العديد من أنواع النبيذ المصنعة بجانب العنب، فهناك نوع يصنع من البلح، ويسمى في صعيد مصر حتى الآن "عرقي"، ونبيذ النخيل ويصنع من عصارة شجرة النخيل.

 

اقرأ أيضا| رهان على زجاجة «نبيذ» تكشف سلالة أخرى لـ«كورونا»

وأكدت أن تأثير النبيذ فى العصر اليونان القديمة، وعلى التجارة اليونانية القديمة مع البلدان والمناطق المجاورة ارتبطت بالعديد من السلوكيات والجوانب الثقافية بالنبيذ وأدى إلى تغيير كبير في اليونان القديمة أيضًا.

 

وأضافت ميرنا عزمي، أن اليونانيون القدماء إبتكروا طرقًا جديدة فى زراعة الكرمة وإنتاج النبيذ، وشاركوها مع مجتمعات صناعة النبيذ المبكرة التى تُعرف الآن بفرنسا، وإيطاليا، والنمسا، وروسيا وغيرها، من خلال التجارة والإستعمار وأثروا بوضوح على طول الطريق على الحضارات الأوروبية القديمة المصنعة للنبيذ مثل الكلت، والأتروسكان، والسكوثيين وأخيرًا الرومان.

 

وجدت زراعة الكرمة فى اليونان منذ أواخر العصر الحجرى الحديث، مع إنتشار الزراعة المحلية فى أوائل العصر البرونزى تعرفت الحضارة المينوسية فى جزيرة كريت على أساليب صناعة النبيذ المصرية بفضل التجارة مع مصر القديمة، ونُقل التأثير على الأرجح إلى يونان الموكيانية وكانت لدى القصور المينوسية كروم عنب مرتبطة بها، حسب ما أظهره سبيريدون ماريناتوس في الحفريات جنوب موقع القصر مباشرةً في أرخانيس.

 

واكتشف ما يعادل فيلا ريفية مينوسية مخصصة لإنتاج النبيذ في كاتو زاكروس عام ١٩٦٧، ويظهر إرتباط النبيذ مع الثور المقدس، في الحضارة المينوسية في منتصف الألفية الثانية قبل الميلاد، في شكل أكواب شربٍ على شكل قرن كانت تُسمى ريتا (قرن الشراب) وثّق إسم أونبوس؛ مرتين في ألواح النظام الخطى ب في كنوسوس وكرره هوميروس مرتين وكان العنب محصولًا زراعيًا مهمًا حيويًا للعيش وتنمية المجتمع إلى جانب الزيتون والحبوب وأتبع التقويم اليونانى القديم دورة سنة صانع النبيذ.

 

عُثر على واحدة من أقدم مكابس النبيذ المعروفة في باليكاسترو في جزيرة كريت، والتي يُعتقد أنها الجزيرة التي نشر منها الموكيانيين زراعة الكروم إلى الآخرين في بحر إيجه وربما إلى البر الرئيسي في اليونان.

 

واكتسب النبيذ أهمية ثقافية ودينية واقتصادية أكبر في الفترة الموكيانية وتشمل السجلات المنقوشة على ألواح مكتوبة بالنظام الخطي بتفاصيل النبيذ ومزارع الكرمة وتجار النبيذ، بالإضافة إلى إشارة مبكرة إلى ديونيسوس، إله النبيذ اليوناني ضمّن اليونانيون وصول ثقافة صناعة النبيذ في أساطير ديونيسوس والبطل الثقافى أريستايوس وتُظهر بقايا الأمفورات المبكرة أن الموكيانيين تبادلوا النبيذ بنشاط في جميع أنحاء العالم القديم فى أماكن مثل قبرص، ومصر، وفلسطين، وصقلية وجنوب إيطاليا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة