أحد لقاحات كورونا التى تم التوصل إليها
أحد لقاحات كورونا التى تم التوصل إليها


هل ينتهى وباء كورونا هذا العام

«2021» عام اللقاحات وكثير من التوترات والأزمات الإنسانية

الأخبار

السبت، 16 يناير 2021 - 06:34 م

إعداد/ آمال المغربى ومروة حسن حسين وسميحة شتا ومراد عماد المصرى

رحل عام 2020 ولم ترحل آثاره فمازال الوباء جاثما على أنفاس العالم وأصبح سؤال متى ستنتهى أزمة كورونا، هو السؤال المتكرر الذى يطرحه الملايين حول العالم، بعد عام من المعاناة على جميع الأصعدة عانى العالم خلاله من عمليات إغلاق مطولة وصارمة فى مختلف البلدان وإزهاق أرواح 1.6 مليون شخص، وتدمير سبل المعيشة وشلل فى النظم الصحية، وخسارة الاقتصاد العالمى أكثر من 9 تريليونات دولار، وما يعادل 400 مليون وظيفة.

الآن نستقبل العام الجديد بوضع ملىء بالمخاوف والشكوك، معظم الناس غير متأكدين من موعد زوال تأثير الفيروس الجديد، ومتى ستعود الحياة إلى طبيعتها، خاصة مع ظهور سلالات جديدة متحورة من الفيروس فى عدد من الدول مؤخرا وهو ما يؤكد أن عام 2021 سيكون عامًا آخر لفيروس كورونا، لكنه سيكون عامًا أكثر استعدادا، وستكون السيطرة على الوضع أسهل من قبل.

اذا كانت السنة الماضية ستسجل فى خانة أسوأ الاحداث التى عرفتها البشرية فإن ذلك سيضاعف آلاف المرات حجم الآمال المعلقة على السنة الجديدة خصوصا وسط احتدام صراع وسباق خيالى لا يصدق بين اتساع الانتشار الوبائى فى كل العالم مع تسجيل سلالات متطورة جديدة للفيروس وبدء عمليات التلقيح ضد كورونا فى الكثير من الدول.

تبدأ سنة 2021 فى ظل مؤشرات قاتمة مع تخطى الولايات المتحدة مؤخرا عتبة 20 مليون إصابة مثبتة بفيروس كورونا المستجد فيما تسجل حملات التلقيح تباطؤا فى العديد من الدول منذرة بتأخر الانفراج المرتقب فى العام الجديد ومع ظهور عدد من اللقاحات ضد فيروس كورونا، فمن الممكن اعتبار عام 2021 هو عام اللقاح.

وسيحدد مدى نجاح إنتاج اللقاحات وتوزيعها على نطاق واسع، مسار السياسات والاقتصاد، والكيفية التى سيتم بها القضاء على الوباء.

ومع تنوع اللقاحات مثل لقاح شركتى فايزر الأمريكية وبيونتيك الألمانية ولقاح شركة موديرنا الأمريكية بالاضافة إلى القاح الروسى واسراع الصين الخطى من أجل تطوير لقاح فعال لـ كوفيد− ودخول أربعة لقاحات صينية المرحلة الثالثة والنهائية من اختبارات الفاعلية والأمان يمكن القول أنه بحلول منتصف عام 2021، يتوقع مسؤولو الصحة أنه سيكون هناك ما يكفى من الإمدادات حتى يتمكن أى شخص يريد لقاحًا من الحصول عليه وسيبدأ بالفعل كبح تأثير الفيروس.

صحيح ان اللقاحات الآمنة والفعالة ضد كوفيد−19 تمنح الأمل، لكنها ليست عذرا للناس للتخلى عن حذرهم وتعريض أنفسهم والآخرين للخطر، فالفيروس لا يؤثر فقط على كبار السن بل أيضا على الأطفال والبالغين بطرق متنوعة، ويمكنه مهاجمة كل جهاز فى الجسم وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية وجود حاجة إلى 4.6 مليار دولار خلال الشهور الاولى من هذا العام كتمويل إضافى لشراء لقاحات كوفيد−19 لما لا يقل عن 20% من السكان فى جميع البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.

وقالت ان اللقاحات ستساعد فى إنهاء الجائحة، لكن آثار كوفيد−19 ستستمر لسنوات عديدة قادمة.

ولذلك هناك اجماع من العلماء على كوفيد−19مستمر، وسيظل باقيا فى عام 2021 و2022، لكنه لن يكون مرضا قاتلا، ستحدث إصابات أقل وضغطا أقل على النظام الصحى حول العالم، لكن لن يتم القضاء عليه تماما وان الحل الوحيد له هو توسيع عملية توزيع اللقاح، ولذلك فهناك ضغوطا من أجل التوزيع المتساوى للقاح رغم ان منظمة كوفاكس وفرت الملايين من الجرعات سيتم توزيعها بالتساوى وكوفاكس هى مبادرة عالمية تابعة لمنظمة الصحة العالمية، تجمع بين الحكومات والشركات المصنعة للقاحات، لضمان وصول لقاحات كوفيدالنهائية إلى من هم فى أمس الحاجة إليها.

ومع ذلك ستصل اللقاحات إلى أوروبا والدول الغنية فى نفس الوقت اولا، أما بقية الدول، ستحصل عليه فى الفترة بين الربع الثانى إلى الربع الثالث من هذا العام وهو ماأكده هانس كلوغه المدير الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية فى أوروبا عندما قال أن 95% من اللقاحات ضد فيروس كوفيد التى أعطيت فى العالم انحصرت فى عشر دول وطالب ان تقوم جميع الدول القادرة على المساهمة بمنح ودعم التوزيع العادل للقاحات مع الإعلان عن عدة لقاحات فى العالم واتساع دائرة الأمل ومع بدء استخدام اللقاحات ضد كورونا، زال الخوف من ألا تكون للجائحة نهاية، غير أن الفيروس المتحوّل فى بريطانيا أرعب العالم خاصة وانه بدأ معاودة الانتشار بشكل واسع مع حلول فصل الشتاء وهو مازاد من المخاوف مع اعلان منظمة الصحة العالمية مؤخرا أن العام الثانى لجائحة فيروس كورونا قد يكون أشد من عامها الأول بالنظر إلى مدى انتشار الفيروس، خاصة فى نصف الكرة الشمالى، مع تفشى سلالات منه أكثر عدوى ولهذا تدرس لجنة الطوارئ فى منظمة الصحة العالميةحاليا النسخ المتحورة من فيروس كورونا، التى تقلق سلطات دول العالم، نتيجة انتشارها السريع.

وقد بلغ عدد الدول التى تنتشر فيها النسخة البريطانية المتحورة 50 بلداً.. بينما توجد النسخة الجنوب أفريقية فى 20 بلداً وتوجد نسخة ثالثة منشأها منطقة الأمازون البرازيلية وتعتبرها المنظمة "نسخة مقلقة" التى أشارت إلى أن العدد قد يكون أعلى من ذلك. وسجلت 25 دولة فى أوروبا، بينها روسيا، إصابات بفيروس كورونا المتحور ومع ارتفاع قابلية الانتقال وخطورة المرض، فإن الفيروس المتحور يثير القلق، وفى غياب الرقابة المتزايدة للحد من انتشاره، سيكون هناك مزيد من العواقب على مرافق الرعاية الصحية التى تتعرض بالفعل للتوتر والضغط وهو ما يؤكد أن عام 2021 سيكون عامًا آخر لفيروس كورونا، لكنه سيكون عامًا أكثر استعدادا، وستكون السيطرة على الوضع أسهل من قبل.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة