الثلاثاء، 14 سبتمبر 2021 - 07:49 م

الإعلام الشعبي هو الموجة الأولى للثورة التكنولوجية الزاحفة كالطوفان، وهو المتفاعل والمؤثر والمحرك للرأي العام، فأصبح فى مقدور أي إنسان أن يصبح إعلاميا وينشر ما يريد على فيس بوك والوسائل الأخرى، وهذه هى أهم مزاياه.

ولكن من مساوئ الإعلام الشعبي الانفلات والفوضى، أو أن تسيطر عليه جماعات شريرة فتدبر وتبدع فى الشر، وتحرك الناس نحو الخراب والدمار، أو على الأقل تخلق جبالاً من الشك بين الناس ودولهم.

والحل هو تعظيم فوائد الإعلام الشعبى ومقاومة السلبيات، بالسرعة والمصداقية والشفافية، فالشائعات التي تسرح وحدها لمدة ساعة، تكتسب «شرعية التصديق».

لو تأملت صورة خالد سعيد «2010»، بوجهه زي القمر وبجوارها صورة أخرى لوجهه هيكل عظمي متآكل، فالمقصود الذي تم تمريره هو «هكذا تفعل الدولة بالناس»، وملأت الشائعات الأرض والسماء.

واختلط مفهوم الدولة بمكوناته الراسخة، بتصرفات فردية تجرمها القوانين ولا تسقط بالتقادم، وركب أهل الشر موجة الحماس لتدمير الدولة كلها، بدلاً من تصحيح أخطاء ومحاسبة مسئوليها.

لم يعد أمام الإعلام الرسمي إلا أن يفتح كل الطرق والكباري والجسور والأنفاق، مع الإعلام الجديد، ويتفاعل معه ويؤثر فيه ويتأثر به «هات وخد».
 نستبدل الشجار بالحوار، والشائعات بالحقائق، والشر بالخير.

أفلام ومسلسلات زمان كان معظمها يعكس رقي المجتمع وعظمة المصريين، ولم يكن فيها قبيح يقطع الأجساد بالسيف ويفجر نوافير الدماء، ولا شباب يتمتع بالفجور وإدمان المخدرات، ولا صور مفتعلة تسيئ للمجتمع، وكانت تتلمس الطريق الى الحكمة والفضيلة والقيم.

غرس هذه المبادئ فى النشء منذ نعومة أظافرهم، يعمق فى نفوسهم معنى الانتماء وحب الوطن، فلا يعبث فى عقولهم مخربو الأديان والأوطان، ويهدمون داخلهم فضيلة العشق والانتماء، ولا يغسل عقول شبابها مخربون ويعيدون ملأها، بأفكار ومعتقدات، هى أكثر خطورة من الديناميت والمتفجرات والسيارات المفخخة.

مصر ليست الصور السيئة التى يضخمها البعض، بترويج حكايات عن جرائم يشيب لها الولدان، لاتسامها بالعنف والقسوة والسادية والألم البالغ، وتخرج عن حدود الإنسانية والرحمة، ويتفنن المجرم فى ابتكار أساليب تعذيب تنكيل بضحيته، تكشف ظهور نوع جديد يمكن أن نسميه «الإنسان المتوحش».
 ولا أريد أن أسرد وقائع وحكايات، فالمؤكد أن الجرائم التى تتطور أساليب ارتكابها، تحتاج نشر الوعى وتشريعات سريعة، لوقف مخاطر كبيرة تواجه المجتمع إذا لم يستيقظ مبكرا.