العاصمة الإدارية
العاصمة الإدارية: الحياة تحت حماية الجيل الرابع
السبت، 20 نوفمبر 2021 - 01:09 م
محمد طلعت- مصطفى منير
كنا فين وبقينا فين..
منذ ١٠ سنوات تقريبا لم يكن أحد يتخيل أو يتوقع أن مصر بحالها الذي كان وقتها تستطيع أن تتخلص من دائرة العنف والفوضى التي وضعت فيه بغير إرادتها، شـوارع ملتهبة،انفالت أمني، عدم استقرار، وكان املؤكد وقتها العاملية أن المصرين سيقاتلون بعضهم البعض ًوفقا لتقارير مراكز الأبحاث والإستخبارات لــ ١٠٠ عــام على أقــل تقدير قبل أن يكون هناك ما يشبه الأستقرار أو لنقل ما يشبه الدولة لكن إرادة المصريين كانت أقـوى من أي توقعات وحققوا ما يشبه المستحيل، أو كما قال الشاعر«مصر عادت شمسك الذهب«، ففي كل مكان هناك بناء وتنمية عمرانية وحتولت شبه الدولة إلى قوة إقليمية ودولية لهذا الشعب الذي صبر وحتمل مااليتحمله أحد، وكما يقول الرئيس عبد الفتاح السيسي دائـمـا؛ تحية لشعب مصر البطل، الذي يخطو اليوم خطوة كبيرة نحو المستقبل بافتتاح درة التاج للجمهورية الجديدة وهى العاصمة الإدارية.
بعد سنوات صعبة دفع فيها الشعب المصري الغالي والنفيس وصابر وتحمل مكافحة ارهاب وإصلاحات اقتصادية صعبة لأنه وثق فيمن يقود المسيرة، أنه كمشرط الجراح الماهر يستأصل المرض من جذوره حتى يستطيع الجسد أن يعيش سليمًا معافى وهذا ما حدث بالفعل، فمن ينظر لمصر الآن يتعجب كيف حدث هذا في هذا الزمن القياسي ولن نكون مبالغين إذا قلنا أن كل فرد فينا في منطقته يرى على أرض الواقع العمل الذي تقوم به الدولة من تمهيد طرق وشق محاور جديدة لتطوير البنية التحتية في كافة المدن والاحياء القديمة.
وليس ذلك فقط فمازلنا نذكر جيدًا مارس ٢٠١٥ والرئيس السيسي في عامه الرئاسي الاول وهو يتحدث عن حلمه ببناء عاصمة جديدة مختلفة لمصر تواكب المستقبل ومدن جديدة متطورة في كل محافظات الجمهورية بالتوازي مع حركة التجديد والتطوير العمراني في المدن القديمة وقتها خرج المشككون وقالوا إن هذا ما هو إلا حلم بعيد المنال فكيف ستقوم الدولة المنهكة التي تكافح إرهابا واقتصادها يكاد يكون شبه منهار في عمل تنمية عمرانية شاملة.
هؤلاء المشككون نسوا أو تناسوا وهم يقولون ذلك أن المستحيل عندما يأتي لمصر يتحول إلى ممكن، فالمصريون عندما يريدون شيئًا ووثقوا فيمن يقود المسيرة يقفون صفًا واحدًا لكي يحققوا ما قيل عنه مستحيل وخير دليل على ذلك؛ لم يمر عام واحد على حلم الرئيس السيسي بالتنمية والعمران في كل ربوع الوطن إلا وجاء القرار الصعب بالإصلاحات الاقتصادية التي تحملها الشعب بشجاعة كبيرة.
وجاء ثمارها ببناء اقتصاد قوى أصبح يشيد به العالم كله وجعل العمران والتنمية في كل مكان في الجمهورية حيث تم بناء ٢٠ مدينة جديدة ووضع الرئيس السيسي في ٢٠١٧ حجر الأساس لبناء العاصمة الإدارية ورغم أزمة كورونا التي أثرت على العالم إلا أن البنائين المصريين من الشركات الوطنية المصرية تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بدأت في بناء العاصمة الجديدة في ذلك الزمن القياسي والذي جعل الرئيس السيسي يوجه بنقل الحكومة للحي الحكومي في العاصمة خلال أيام قليلة.
تحفة معمارية
يقول الدكتور أحمد عبد الحميد الخبير الاقتصادي؛ إن مايميز العاصمة الإدارية هو أنها تم بناؤها دون أن تتحمل خزينة الدولة أي مليم وهذا إنجاز كبير أن تبني مثل هذه التحفة المعمارية وبهذا المستوى من العمران دون أن يثقل ذلك على الميزانية العامة أو على هيئة المجتمعات العمرانية بل إن كل ذلك تم من خلال شركة العاصمة الإدارية التي قال الرئيس السيسي إنه سيتم طرحها خلال عامين في البورصة، كما أن الشركة تمتلك أموالا سائلة في حدود الـ ١٠٠ مليار جنيه في البنوك وأصولها تتراوح بين 3 و4 تريليون جنيه.
وأضاف الخبير الاقتصادي، أن ذلك هو تفكير مختلف ساعد في إنجاز البناء في وقت قياسي فالرئيس وضع حجر الأساس للعاصمة الإدارية في أكتوبر ٢٠١٧ ورغم أزمة تفشي فيروس كورونا إلا أن البنائين المصريين من الشركات الوطنية تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة انجزوا العمل وأصبح الحلم حقيقة على أرض الواقع بافتتاح الحي الحكومي.
ويشير الخبير الاقتصادي إلى أن ذلك الانتقال ومعناه الكبير سيسهم في جذب وزيادة الاستثمار لأن ذلك يدل على الاستقرار والنظرة المشرقة للاقتصاد المصري الذي يسير بخطى ثابتة نحو مكانة مرموقة خاصة بعد الإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة خلال الخمس سنوات الماضية، وهو الأمر الذي أسهم في تحمل الدولة للأزمات العالمية خلال السنوات الماضية، وفي الصدارة منها أزمة تفشي فيروس كورونا والذي مازالت آثاره على العالم كله حتى هذه اللحظة فيما كانت مصر من أقل الدول تأثرًا نتيجة للإصلاحات الاقتصادية التي تم اتخاذها.
ويقول خبير التخطيط العمراني محمد عبد السلام؛ إن تخطيط الدولة للمدن الجديدة وتحديدًا العاصمة الإدارية الجديدة بهذا الشكل المعماري المتميز مع بناء أكبر برج في افريقيا وغيرها من الأحياء المختلفة داخل العاصمة بهذا الشكل جعلها اول وأكبر مدينة من مدن الجيل الرابع المعدلة في مصر والتي تدار بصورة إلكترونية كاملة.
ويضيف خبير التخطيط؛ إلى أنه قد جرى تقسيم العاصمة الإدارية الجديدة إلى ثلاث مراحل تنموية وتتضمن 20 حيًا ومنطقة وتشمل ما هو سكني وما هو مخصص للحي الحكومي في ٣٤ مبنى مختلف للوزارات ومبنى لمجلس الوزراء بالإضافة لأحياء أخرى مخصصة لإدارة الأعمال والبنوك وللحي الدبلوماسي
ويشير خبير التخطيط؛ إلى أن الحي الحكومي الذي أمر الرئيس الحكومة بالانتقال إليه لمدة ٦ أشهر على سبيل التجربة فهو على مساحة ٣٦٠ فدانا تمثل المناطق الخضراء فيه ما يزيد على 80% من مساحة والباقي تم بناؤهم داخل على 10 مجمعات فيها مقرات الوزارات ومجلس النواب والشيوخ ومقر مجلس الوزراء.
ويشير أن عدد السكان في عام 2050 سوف ينمو من 18 مليون نسمة ليصل حتى 40 مليون نسمة فهي تقع على مساحة تبلغ حوالي 170 ألف فدان، وكان الهدف من أقامتها هو معالجة مشكلة الازدحام مع توفير الحياة المتميزة الحديثة الذكية.
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة