نشوى الغندور
اكتشفت زوجي فى هذا المسلسل!!
الجمعة، 24 ديسمبر 2021 - 02:24 م
يقيني دائماً ان الفن وخاصة السينما والدراما التلفزيونية هم مرآة تعكس واقع المجتمع بكل جوانبه،سياسياً وإقتصادياً واجتماعياً ودينياً ايضاً.ودليلي على ذلك النجاح والإقبال الجماهيري على الإنتاج الفني الإجتماعي الذي يعكس الواقع دون زيف او مغالاة.
منذ فترة والفضائيات المصرية تعرض دراما مسلسلة في حلقات معدودة لا تتعدى اصباع اليد الواحدة لكنها تطرح قضايا مجتمعية تكاد تكون ظواهر،أعمى من لا يراها،ومغيّب جاهل من لا يعترف بوجودها!
علي سبيل المثال لا الحصر”نصيبي وقسمتك،الا انا،ليه لأ،زي القمر.. وغيرها من المسلسلات التي تناسب في الغالب جميع افراد الاسرة.
في هذا المسلسل رأيت نفسي بكل ما امر به من ضغوطات واثقال نفسية ومشكلات،رأيت احلامي التي تحققت والتي ذهبت مع الريح،رأيت حتي ملابسي ترتديها البطلة وكأنني اعرتها إياها حتى أكاد أجزم انني من كتبت القصة وحددت السيناريو!
وهذه صديقتي رأت زوجها في مسلسل آخر،رأت أمه وأخوته ،تقسم لي ان حماتها تتحدث وتتصرف معاها بنفس الطريقة وانها لا تدري هل ابطال المسلسل أخذوا الحوار من لسان حماتها ام ان حماتها هي من أملتهم الحوار!
أشاهد جارتي هنا في هذا المسلسل بينما تشاهد جارتي ابنتها في ذاك،
هذا الشاب يشاهد نسخة عن أمه وتلك الفتاة تتابع بإنبهار نسخة عن أبيها!
بالطبع قابلت هذا الموظف “الرذيل” قبل ذلك في اي مصلحة قبل ان تشاهده بنفس رذالته على الشاشة!
ومن المؤكد انك قابلت هذا الشخص الودود طيب القلب والروح الذي وقف الى جانبك وطبطب عليك قبل أن تدمع عينيك وانت تراه متمثلاً امامك في شخص آخر يساعد ويداوي الجراح دون مصلحة الا ان يراك سعيد!
شخصيات عديدة ـ مننا وعلينا ـ نراها تتجسد في تلك المسلسلات الرائعة الرائجة تتحدث مثلنا وتتصرف مثلنا حتى اننا نكاد نجزم انها تفرح وتتألم مثلنا تماماً رغم وعينا التام انهم مشخصتيه ليس إلا ،نعم بشر ويفرحون ويعانون ولكن ليس بالضرورة من نفس المشكلات والمواقف التي يقومون بتمثيلها على الشاشة إنما هوالإبداع فحسب!
شيء وحيد في تلك المسلسلات ربما أختلفنا معه أو اختلفنا عنه وهو نهاية المسلسل،وهذا في إعتقادي شيء طبيعي، الدراما ليس من شأنها إعطاء حلول قاطعة لمشكلاتنا تناسب الجميع،هي فقط تجعلنا نرى مابداخلنا علانية،تجعلنا نطمئن اننا لسنا وحدنا وهناك من يعاني مثلنا وانهم كُثُر وان كل مشكلة لها اكثر من حل فقط علينا ان نسردها امام انفسنا بأمانة كما نشاهد احداث المسلسل ومن ثّم نختار الحل فإن لم يكن ذلك الحل افضلها وانفعها فليكن على الاقل أخفها ضرراً.
ورغم هذا الإمتنان والتقديروالمديح الواجب لصناع وابطال ومنتجي تلك الدراما إلا انني من انصار التنوع والفانتازيا والكوميديا والاستعراض وكل الوان الفنون التمثيلية حتى وان كانت بغرض الترفيه والتسلية ليس إلا!