خالد محمود
«مهرجان العلمين».. حتى يكتمل الحلم
الثلاثاء، 29 أغسطس 2023 - 02:12 م
دون شك، أصاب مهرجان العلمين الجديد الهدف بتحقيق رؤيته الاستراتيجية، وهى انطلاقه بتلك الصورة التي ازدادت بريقا و رسوخا بمرور الوقت، ليصنع حالة من الفخر والبهجة، وليشكل محطة هامة فى منظومة تلاحم القوى الناعمة مع نظرة الدولة للتطور ومسايرة العصر .
نعم حان الوقت أن ينظر لنا العالم نظرة مختلفة، ويعيد اكتشاف أمور أصيلة فينا، وما أكثرها، باستغلال الجغرافيا والتاريخ المصري الاستغلال الأمثل.
شعار المهرجان يشير إلى أن مصر حاضنة للعالم، وباستطاعته أن يجتمع هنا بسلام وأمان على أرض مصر، واستقبال الرابر الأمريكي العالمي روس يغطي ما حدث في واقعة ترافيس سكوت، ويؤكد أن مصر ليست طاردة للنجوم العالميين، فهو يبعث برسائل مهمة وتأكيدًا على أن مصر بلد الأمن والأمان والاستثمار والترفيه الأمثل.
نجح المهرجان في تحقيق هدفه بإمتاع الجمهور من خلال تنوع الحفلات الغنائية والترفيهية والموسيقية والرياضية منذ انطلاقه، وبالتنوع الكبير في ضيوف المهرجان من الفنانين سواء من مصر أو العالم العربي، ينتمون لمدارس واتجاهات مختلفة تعكس صورة لمشهد غنائى مصرى عربى مهم، وأغانيهم القريبة من القلوب وهو ما يعطى قيمة راسخة وثراء كبير .
نعم هناك جزء من حلم تحقق، ولكن علينا أن ننظر للتجربة ونستفيد من نتائجها ونقيمها، ولكى يكتمل الحلم الكبير علينا أن نتمسك بفلسفة الاستدامة، وأن يتواصل النشاط الفنى والثقافى وحتى الرياضى على مدار العام، حتى يبقى مشهد العلمين الجديد حاضرا طوال الوقت، ونحن نملك إدارة واعية برؤيتها وإمكانياتها فى التنظيم “الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية” يمكنها عمل برنامج متكامل، أن يتضمن مثلا دعوة أسماء لامعة من نجوم عرب وعالميين ممن يحظون بمكانة ليس فقط فى مجالات الفن والثقافة والفكر، كما هو معهود، بل والرياضة أيضا بمختلف أنواعها، ونقيم لكل واحد منهم “ماستر كلاس” يدلى فيه لجمهوره من الشباب بشهادته على تجربته، وأن يتم تصوير اللقاءات وبثها على الهواء، وعلى كل وسائل السوشيال ميديا، يمكننا على سبيل المثال عمل ماستر كلاس لمحمد صلاح فخر مصر والعالم، وزين الدين زيدان، وميسي، وجوارديولا، وأنس جابر، وأحمد الأحمر، والنجم رامى مالك صاحب الأوسكار، والمخرج العالمى فرانسيس فورد كوبولا الحاصل على خمس جوائز أوسكار، ويعشق الشرق ويدافع عن الإسلام، أتذكر أننى أثناء حضورى مؤتمر عالمى له بمهرجان مراكش، تحدث عن الإسلام بطريقة مؤثرة ومقنعة وردد سورة الفاتحة التى تركز على رسالة السلام والرحمة والتسامح والمحبة.
أيضا فى مسار الاستدامة، يمكننا أن نجهز مسرح مناسب بإمكانيات على أعلى مستوى يقام به مسابقة مسرحية لفرق الجامعات من مختلف أنحاء العالم، ليكن من عشر جامعات يتنافسون بعروضهم على مدار أسبوعين، وهو ما يشكل حالة ترويج كبيرة للمنطقة ينقلها هؤلاء الشباب لمجتمعاتهم، وفى ذهنهم صورة مؤثرة، عندما تنقل هذه الأحداث والفعاليات ستحمل دائما شعار “العالم علمين”.. إن طموح المستقبل لا حدود له.