محمد الشماع
قريباً من السياسة
البريكس فرصة تاريخية
الأربعاء، 30 أغسطس 2023 - 09:11 م
انضمام مصر إلى «البريكس» هو تحول جوهرى يحقق لنا مكاسب كبيرة لو أننا أحسنا استغلال هذه الفرصة، وذلك للتشابه الشديد بين مكونات الواقع بيننا وبينهم، ولدينا وفرة فى الأيدى العاملة ولدينا موارد عظيمة يمكن استغلالها، ولدينا أسواق مفتوحة تشكلها منظومة البريكس من الممكن أن نصدر لها وأن نستورد منها.
لذلك فإن التعامل بالجدية الواجبة مطلوب منذ هذه اللحظة، وأول ما نبدأ به هو دراسة متكاملة يكلف بها المكاتب التجارية والمستشارون التجاريون الموجودون فى السفارات المصرية فى دول «البريكس»، على أن تشمل الدراسة المواد التى تستوردها هذه الدول، سواء كانت منتجات زراعية أو مواد أولية، ولابد أن نضع نصب أعيننا أن هذه الأسواق مفتوحة أمامنا، وأن هذه الدول تملك قاعدة صناعية ضخمة نستطيع أن نبادل معها، كما نستطيع أن نؤسس لشركات مشتركة بيننا وبين هذه الدول، وفى ذلك نفع متبادل، واختراق تحققه السياسة المصرية، على طريق رفع نسب التوظيف للأيدى العاملة المصرية.
الأمر الثالث هو تحقيق تكامل على مستوى المستوردات التى أفرطنا فيها وأصبحت تشكل عائقا على نمونا الاقتصادى.
ثانيا : يجب ترسيخ مبدأ التعاون المشترك مع هذه التجارب الناجحة، بمعنى أن أى قروض تحصل عليها مصر من دول «البريكس»، تكون على هيئة تمويل مشروعات إنتاجية مشتركة وليست نقدا ينفق باليد.
إن السوق الصينية سوق ضخمة ونستطيع الدخول فيها بما لدينا من منتجات زراعية على الأقل وما نملكه من مواد أولية لا تمتلكها الصين، نستطيع أن نبادل كل ذلك باحتياجات أساسية ووحدات إنتاجية نبادلها مع الصين وبذلك نكون قد هربنا من فخ حيازة الدولار ونكون قد فتحنا أسواقا للتبادل المتكافئ. هذه فرصة تاريخية لا تأتى دون جهد حقيقى.
يجب أن يكون لدينا دراسات ميدانية عن احتياجات منظومة البريكس وعن الإمكانيات المصرية لتلبية هذه الاحتياجات، لأن البريكس أو غيرها ليست منظمة خيرية، وإنما هى تجمع الدول التى تريد الإفلات من الهيمنة الغربية، على العالم لكى تنشئ تكاملا اقتصاديا حرا بين دول حرة مكتملة.