خيرى الكمار
قلب جريء
الجوائز لمن حضر
الخميس، 05 أكتوبر 2023 - 02:46 م
أعتقد لا توجد دولة في العالم تشهد عدد الحفلات التي يطلق عليها مهرجانات لتكريم الفنانين عن أعمالهم الفنية مثل مصر، فأصبح غير معقول أن أي شخص له علاقة ببعض الفنانين يقيم حفل ويطلق عليه مهرجان ويكرم فيه كل من يوافق على الحضور، وكل هذه الحفلات التي تنتحل صفة المهرجانات تكرم كل الحضور مدعية أن هذا التكريم لهولاء الفنانين ناتج عن استفتاء جماهيري أو من اختيار لجنة تحكيم، وهو في الحقيقة تكريم بسبب الموافقة على الحضور للحفل، وبعد أن كان من المعروف في كل المهرجانات التي تقام بكل دول العالم أو أي مسمى ما لمنح جوائز، أنها تتلخص في منحها لأفضل ممثل أو ممثلة دور أول أو ثان، ويضاف إليها أحيانا جائزة خاصة أو تقديرية، اخترعت هذه المهرجانات أو الحفلات جوائز أخرى عديدة وبعناوين مختلفة، حتى تستوعب كم الفنانين الذين يحضرون، وحتى يتم إرضاء الجميع ولا يخرج أي فنان من الحضور، إلا وهو يحمل جائزته، وإذا كان هذا الأمر العبثي يرضي من يقيم هذه الحفلات أو المهرجانات الخاصة، ومن يحضرها - وهم أحرار في ذلك حتى وأن كان الأمر يترك انطباع سيء - يصدر فكرة غير لائقة عن المشهد الفني في مصر، والأصعب من ذلك أن تقوم بعض المهرجانات السينمائية المصرية بتكريم فنانين ليس لهم أي بصمة، أو تواجد حقيقي على شاشة السينما، ليس الآن، ولا في أي وقت سابق، لمجرد ضمان حضورهم للمهرجان، ومن المؤكد أن هذا الأمر يفقد المهرجان أهميته، ويفقد الجوائز بريقها، والغريب أن أغلب الفنانين الذين يحصلون على هذه الجوائز والتكريمات من الحفلات التي تنتحل صفة المهرجانات، يتحدثون عنها بفخر وإعتزاز وكأنهم حصلوا على “السعفة الذهبية من “كان” أو “الأوسكار” أو جائزة الدولة !.. رغم أنه لا يوجد أي فنان شارك في أي عمل فني خلال هذا العام لم يحصل على جائزة أو تكريم من هذه الحفلات التي تقام، طالما حضرها، أما من لم يحضر فلا يحصل على شيء، حتي وأن كان قدم أهم عمل فني وأكثرها نجاحا، لأن هذه الحفلات تقام تحت شعار الجوائز لمن حضر.
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة