في أغسطس من العام الماضي، أقدم سليمان الأسد، ابن عم الرئيس السوري بشار الأسد، على قتل العقيد في القوات الجوية حسان الشيخ، بسبب خلاف على أفضلية المرور في مدينة اللاذقية على الساحل السوري.

وقبل يومين أصدرت محكمة سورية حكما بالسجن 20 عاما على ابن عم الرئيس، في مشهد يعطي رسالة بأن نظام بشار الأسد، صار أكثر عدلا بين عشية وضحاها.

السوريون الذين لم يتعودوا على مثل هذه الأحكام، التي لا تفرق بين الوزير والغفير، رأوا على مواقع التواصل الاجتماعي في هذا الحكم محاولة بائسة لتبييض وجه النظام بعد اقتراب الثورة السورية من دخول عامها الخامس، دون أن تحقق إلى الآن أهم أهدافها، وهي الإطاحة بنظام بشار الأسد.
وفي الوقت الذي كان فيه السوريون يتطلعون لسطوع فجر الحرية، بعد هذه السنوات، رأوا في هذا الحكم، ومواقف أخرى أقدم عليها النظام مؤخرا، فجرا كاذبا يسطع على بلدهم.

وتندر السوريون على موقف سبق هذا الحكم بأيام، كان بطله حافظ نجل الرئيس السوري، والذي حصل على المركز السابع في أولمبياد الرياضيات، الذي تنظمه الحكومة السورية برعاية قرينة الرئيس أسماء الأسد.
وبدا لكثير من السوريين وكأن النظام السوري، الذي كان أبنائه يأتون في المركز الأول دائما، يريد أن يقول: " لا فرق عندنا بين ابن الرئيس وعامة الشعب".

وسخر معارضو الأسد من النتيجة، وقالوا: "يمكن القول إنه أولمبياد نزيه وديمقراطي".

واحتفت صفحات مؤيدة للرئيس السوري على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بالخبر، ووصفوا هذه النتيجة بـ"الحدث"، لأنها أول مرة يعلن فيها عن عدم فوز أحد من "العائلة الرئاسية" بالمراكز الأولى.

كما استقبل السوريون الخبر بـ "السخرية"، تكرر نفس المشهد مع متاجرة النظام السوري بدموع الطفلة السورية غنى حمدان في برنامج The voice kids، فبعد دقائق من انتهاء فقرتها التي أبكت فيها الجماهير وهي تغني للسلام، فوجئ رواد مواقع التواصل الاجتماعي بحساب منسوب للرئاسة السورية على موقع يوتيوب، ينشر فيديو للطفلة وهي تغني نفس الأغنية أمام زوجة الرئيس السوري بشار الأسد.

ويقول بسام الملك، عضو الائتلاف السوري المعارض، تعليقا على هذه المواقف الثلاثة: "أخيرا تذكر النظام أنه نظام ديمقراطي وعادل وإنساني".
وفي مقارنة بين ما يحدث في الواقع، والرسالة التي يريد النظام إرسالها من هذه المواقف.
وأضاف في تصريحات خاصة لبوابة "أخبار اليوم": " سأصدق بشار الأسد، إذا توقف عن استهداف الأطفال بالبراميل المتفجرة، وسأصدقه إذا قدم قريبة الآخر ذو الهمة شاليش للمحاكمة، والذي ثبت أن لديه في بنوك لبنان وحدها 800 مليون دولار".

وذو الهمة شاليش، هو عسكري سوري برتبة عميد ولد في مدينة اللاذقية عام ،1956 وهو ابن عمة الرئيس السوري الحالي بشار الأسد ورئيس أمنه الرئاسي ورئيس فرع العمليات في المخابرات الخارجية السورية وقد كان من عناصر الحماية الشخصية للرئيس السوري السابق حافظ الأسد.