حديث وشجون

أزمة ضمير

إيمان راشد

الأربعاء، 31 أغسطس 2016 - 04:26 م

اتصلت بي صديقتي غادة من سوريا الشقيقة وفي نبرة صوتها الكثير من الشجن والحزن لتسأل عن أخباري وأخبار مصر.. ولما أبديت بعض الاستياء من ارتفاع الاسعار.. ضحكت متهكمة قائلة.. »أنتم تعانون من إرتفاع أسعار السلع ونحن لا نجدها.
 أنتم تشتكون من انقطاع الكهرباء أحيانا أما نحن فقد فقدنا المنزل والسكن الذي كنا نتمني الايواء إليه حتي وإن كان بلا كهرباء أو ماء، أنتم يا صديقتي أقل البلدان خسارة، فمصر بالفعل محروسة.. أزمتكم كلها اقتصادية.. أما نحن فأزمتنا سياسية وحربية واقتصادية وأمنية ونفسية.. نحن في حالة من الضياع.. أرجوكم ادعوا لنا ولتحمدوا الله علي ما أنتم فيه»‬.
ألجمني ردها واخجلتني كلماتها .. فهي فعلاً علي حق فكل الثورات تخلف وراءها نكبات ولا انكر أننا مازلنا نحيا وأن أقل مواطن فينا يستطيع العيش.. وإن كنا نقول أننا نعاني من أزمة اقتصادية، فالأحري أن نقول إنها أزمة ضمير طغي به الطامع علي حق أخيه المواطن المصري.
فمثلا مشكلة الخبز التي حاول الكثير افشالها وفضيحة القمح الفاسد وتجارة الاعضاء وخطف الاطفال وارتفاع الاسعار التي يفتعلها التجار.
 فإذا زادت السلع جنيها باعوها بأكثر من عشرة جنيهات.. فهل تتذكرون أزمة الارز في رمضان والتي كان وراءها جشع التجار..
وهذا لا يعني ان الحكومة بريئة تماما بل إن لها دورا رقابيا لابد أن يفعل أكثر من ذلك .. والأهم من ذلك ان يتعامل كل منا بضمير.. هذا الشيء الجميل الذي ذهب ولم يعد..

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة