من بقايا السفينة الغارقة
من بقايا السفينة الغارقة


بعد 25 عاماً..

«لعب أطفال» و«شريط الطبلاوي» و«حصيرة».. شهود على كارثة «سالم إكسبريس» |صور

السبت، 17 ديسمبر 2016 - 03:01 ص

أثار غرق العبارة «سالم اكسبريس» جدلا واسعا وقت غرقها، في عام 1991، لتخاذل المسئولين وتأخر فرق الإنقاذ في التحرك نحو السفينة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من نفس بشرية زهقت بلا ثمن. 

نشر «الغطاس» عبد الرحمن سليم، صورا على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، لما تبقى من السفينة الغارقة تحت الماء بالقرب من ميناء سفاجا في البحر الأحمر، حيث إنه يعمل أيضا كمصور ويعشق المغامرة تحت الماء ويسجل كل ما يراه بعدسته. 

لعب سليم، على الوتر الإنساني في كلماته حيث قال: «في 15 ديسمبر سنة 1991 بعت قبطان العبارة سالم إكسبريس كابتن حسن مورو استغاثة أن المركب ابتدت تميل ومحتاجين إنقاذ بعد ما خبطت في الشعاب قريب من ميناء سفاجا... وبعدها المركب أتملت بالمياه وفي خلال 15 دقيقة بس المركب كانت غرقت بالكامل».
وتابع: «العبارة كانت راجعة بمعتمرين معظمهم غلابة جدا ومنهم اللي صرف تحويشة عمره علشان يسافر. الحقيقة أول لما نزلت ودخلت أوضة الحقائب حسيت إني عايش معاهم وشايف اللي حصل... والصراحة دي كانت أكثر لحظات حزن عشتها في أي غطسة في حياتي بداية من اللي كان شاري عربية لعبة لأبنه، للأم اللي كانت شارية فستان لبنتها الصغيرة للحصير اللي كانوا بيقعدوا عليه لشرايط الطبلاوي اللي كانوا مشغلينها على طول».

وأضاف سليم: «منهم اللي صرف فلوسه على غسالة أو تلفزيون أو مروحة واللي راجع بعربية ومستني اللحظة اللي أهله هيشوفوها فيها».
وقال الغطاس: «في قصص كتير من  ناس نجوا من الحادث منهم الممرضة اللي أتعلمت أول مرة تلبس life jacket قبل الحادث بساعة ... ومنهم محمود اللي مكانش الضابط عايز يسفره بس اتكتبله نصيب انه يسافر وبعد غرق السفينة لقي لنش قدامه مليان أكتر من 200 غريق ومتبقاش عايش منهم غير 35 ثاني يوم بس بسبب البرد.. ومنهم اللي مستحملش برد المياه وقرر انه يقلع سترة النجاة ويغرق.. وقصص مأساوية كتير.. المركب كان عليها 624 ونجي منهم 178 بس! مع إن المركب غرقت بالليل الساعة 11:30م إلا أن لنشات الإنقاذ أتحركت الصبح الساعة 8 ص بعدها بتسع ساعات وده طبعا علشان مفيش أوامر بالتحرك».

«مراحل الإنقاذ»
وقال الغطاس: « على الرغم من وضوح إشارة الاستغاثة وضرورة التحرك الفوري لإنقاذ الركاب وذلك في الحادية عشر والربع مساءً إلا أن أولى عمليات الإنقاذ بدأت في الساعة الثامنة صباح اليوم التالي أي أن الركاب ظلوا في درجة حرارة مياه تصل إلى خمس درجات مئوية ليلا .. تركوا أكثر من تسع ساعات كاملة معرضين للمياه الباردة والرياح العاتية مع عدم وجود أدوات إنقاذ (العبارة لم يتم إخلاؤها بالطريقة الطبيعية بنزول القوارب والرماثات ولكنها احتكت بالشعاب المرجانية وتدفقت المياه داخلها ثم غرقت في أقل من ربع ساعة)، وكانت العبارة تحمل 624 راكباً.. كان أول اتصال من ميناء سفاجا بمسئول الساعة الثالثة صباحاً (أي بعد ثلاث ساعات كاملة) حين تم إيقاظ محافظ البحر الأحمر وإبلاغه بالحادث.. تم الدفع بثلاثة لنشات للإنقاذ ودفعت القوات الجوية بخمس طائرات من طراز c-130 للقيام بعمليات البحث والإنقاذ ولم يعثر للسفينة على أثر ووجد بعض الركاب الناجين الذين تم نقلهم إلى مدينة سفاجا وكان إجمالي عدد الناجين من الحادث 178 راكباً.

ومن المعروف أن هذه المنطقة هي منطقة جحيم للمتواجدين بالمياه حيث إنها مليئة بأسماك القرش والباراكودا، وبالرغم من هذا فقد نجت ممرضة العبارة التي ظلت تسبح لمدة ثمانية ساعات كاملة حتى وصلت إلي الشاطئ، ونجا أحد أفراد الطاقم بعد أن ظل يسبح لمدة 35 ساعة كاملة.

وحتى اليوم الخامس للكارثة كان المشهد الحزين يخيم على مدينة سفاجا وأكثر من 300 جثة تقبع داخل العبارة تحت المياه الباردة بين فكي القرش والباراكودا.

ثبت أن السفينة تم التفتيش عليها من قبل هيئة الإشراف والتسجيل " لويدز " الإنجليزية وأنه مؤمن عليها وعلى آلاتها والبضائع والركاب، وأنه تم التفتيش عليها من التفتيش البحري المصري قبل سفرها من مصر ومن التفتيش البحري السعودي قبل خروجها من السعودية.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

مشاركة