أبو الغيط: الإعلام العربي يتعرض لاختبار صعب في الوقت الراهن

نادر غازي

الخميس، 04 مايو 2017 - 02:06 م

أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن الإعلام العربي يتعرض لاختبار صعب في الوقت الراهن، مشيرا إلى أن منطقتنا تمرُ بلحظة مرتبكة وخطيرة، وأن الصراعات الأهلية تتصاعد، والسُكان يُهجرون، والأزمات تتوالى، وتماسك الأوطان يتعرض للتهديد.
وأكد أبو الغيط خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية لملتقى"الإعلام وقضايا المرأة..واقع ورؤى"، الذي عقد اليوم بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بحضور السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة - أن كل هذه الأمور بمثابة مظاهر لأزمات أكثر تعقيداً تتعلق بالثقافة والخطاب الديني والعلاقة مع الذات والعالم، مشيرا إلى أن هذه الأزمات، فى السياسة والفكر والثقافة، تضع الإعلام العربي موضع الاختبار.




وشدد أبو الغيط على أن إعلامنا مطالبٌ بأن يعكس هذه الحالة المضطربة، وأن يكون أميناً في نقل صورة حقيقية عمّا يجرى، ومطالبٌ كذلك بأن يُفتش فيما وراء الظواهر وأن يسعى لالتماس الأسباب والعلل خلف ما يجرى وأن يتقصى الجذور العميقة للمُشكلات التي انفجرت في وجه المجتمعات.




وقال إن الأزمات التي يواجهها العالم العربي مُستفحلة وضاغطة، ولكن الأخطر منها أن يكون الوعي بها مغلوطاً أو غير قائم على أساس. مؤكدا أن الإعلام العربي يلعب الدور الأكبر في تنوير الأفهام بالواقع القائم بكل صعوباته وتحدياته وبجوانبه المُضيئة والمعتمة معاً.




وأضاف أبو الغيط:"إن الإعلام الذي ننشده هو إعلام الحقيقة.. المؤسس على المعلومة الصحيحة والخبر الصادق والرأي الأمين...وعلينا أن نذكر في هذا المقام، وفي يوم الإعلام العربي، أن رجال الإعلام العرب يبذلون جهداً فوق الطاقة في تغطية مناطق الصراع .. ويقومون بدورٍ بطولي في إماطة اللثام عما يجري في بلدان الأزمات العربية .. وهو دورٌ بالغ الأهمية لكي يعرف العرب ما يجري لإخوانهم في هذا البلد أو ذاك.. ولكي يدركوا أبعاد الأزمات في صورتها الحقيقية، ويحملوا همَّ من يُقاسون ويُشردون .. فليس هناك ما يخلِق الوعي المشترك بحال الأمة قدر الإعلام المهني القادر على مُتابعة الحدث ونقله بصورة تجذب المشاهد أو السامع أو القارئ". 




وأشار إلى أن المشهد العربي تغير جذرياً منذ دخلت القنوات الفضائية على حياة المواطن في تسعينيات القرن الماضي. وان الوعي بالوضع العربي تصاعد والإلمام بالقضايا والمُشكلات تنامي وتعمق. لافتا إلى أن الفضل يرجع لهذه القنوات في خلق حالةٍ أوسع من المعرفة بالشأن العام. 




وأضاف أبو الغيط:"المشهد لم يكن كله إيجابياً..بعضُ هذه القنوات الفضائية تتبنى أجندات سياسية بعينها..والبعضُ الآخر انغمس في التحريض وأسهم في تأجيج المشاعر وإثارة المُشكلات بين الدول ومواطنيها، وبين الدول وبعضها البعض..
الصورةُ مُركبة إذن، والتجربة تحتاج منّا إلى تقويم مُستمر وإعادة تفكير من أجل استخلاص العبر وتصويب الأخطاء .. فإشاعة المعرفة حقٌ، بل هي واجب.. أما التحريض وإذكاء النعرات الطائفية والشوفينية والمذهبية فهي تجعل الإعلام مُشعِل حرائق، لا منبر حقائق".




وأكد أبو الغيط، إن التحدي الحقيقي الذي يواجه الإعلام التقليدي، المرئي والمسموع والمقروء، يتمثل – من وجهة نظري- في تنامي دور ما يُسمى بـ "إعلام المواطن". لأن الأجيال العربية الشابة لا تقرأ الجرائد في نسخها الورقية كما اعتادت الأجيال السابقة، والصحافةُ الورقية تُعاني أزمة طاحنة على مستوى العالم كله، والأزمة مُضاعفة في منطقتنا التي ما زالت تشكو من معدلات متدنية من الإقبال على القراءة .




ولفت إلى أن الأخطر أن وسائل التواصل الاجتماعي صارت تلعبُ دوراً رئيسياً يُزاحم الإعلام التقليدي بل ويتفوق عليه. وهذه الوسائط، على ما توفره من مجال حُر لتبادل الآراء والأفكار، لا يمكن –من وجهة نظري- أن تحِل محل الإعلام التقليدي لتصير المصدر الرئيسي للمعلومة والرأي، ذلك أنها –بطبيعتها- تفتقر إلى التدقيق والاحترافية. كما أنها تعتمد في أحيان كثيرة على إثارة المشاعر وجذب الانتباه، وبالتالي لا يُمكن الاعتماد عليها في تحصيل المعارف أو تنوير الناس.




وشدد أبو الغيط على انه إذا كنا ندعو لإعلامٍ يتصدر الصفوف في معركة التنوير والتحديث، فإن هذا الإعلام لابد أن يتبنى قيماً تنويرية، وعليه أن يسلط الضوء على الفئات الأكثر معاناة في المجتمعات العربية.




وقال ابو الغيط، إن إعلام المرأة لا يستهدف المرأة وحدها، وإنما يُشرك الرجل أيضاً في القضايا التي تشغل النساء، ذلك أن هذه القضايا – كما نعلم جميعاً- لا تخص المرأة وحدها، وإنما هي مُعضلات مجتمعية تعكس مُشكلات يُعاني منها الجنسان، أو ترتبط بالعلاقة بينهما.




وأكد إن إطلاق طاقات المرأة العربية، وتحقيق مُشاركتها الكاملة في سوق العمل لهو كفيلٌ بتغيير المشهد الاقتصادي في العالم العربي تغييراً كاملاً، وبرغم ما قطعته المرأة من أشواطٍ مُعتبرة على صعيد تحسين وضعها المُجتمعي، وبخاصة في مجال التعليم، فإن واقع إسهامها في سوق العمل ما زال أقل من المأمول.




كما أكد على أن طاقات المرأة الاقتصادية لا زالت غير مُستغلة على الوجه الأكمل، وما زالت القيود المُجتمعية تلعب دوراً في تكبيلها وإعاقتها عن المُشاركة الكاملة والفعّالة في البناء والتنمية

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة