ألمانيا: جهود مكثفة لاحتواء حركات اليمين المتطرف مع اقتراب الانتخابات

حسين نجاح

الأحد، 21 مايو 2017 - 01:34 م

كثفت السلطات الألمانية في الفترة الأخيرة من جهودها للسيطرة على ورصد تهديدات حركات اليمين المتطرف التي تنشط في البلاد بين الحين والأخر، وذلك بعد اكتشاف خلية نازية في الجيش الألماني كان بطلها ضابط في الجيش انتحل صفة لاجئ سوري للقيام بأعمال عنف وإلصاق التهمة باللاجئين لإثارة العداء تجاهههم.
ورغم الجهود الأمنية المستمرة لمواجهة هذه المجموعات إلا انه بين الحين والأخر تطل هذه المجموعات بوجهها القبيح لتعيد التذكير بحقب تاريخية لا يريد الألمان الانجرار إليها مجددا، وتثر المخاوف من استهداف المهاجرين واللاجئين خصوصا المسلمين.
ففي نهاية الشهر الماضي استيقظت الدولة الألمانية على فضيحة الضابط الذي انتحل صفة لأجيء سوري وحصل على حق اللجوء بصورة مثيرة للسخرية من هشاشة النظام المسئول عن قبول اللاجئين، وهو ما أثار العديد من الانتقادات ضد وزارة الداخلية من جهة ووزارة الدفاع من جهة أخرى. 
وفتحت وزارة الدفاع بعد الواقعة تحقيقا موسعا في القضية لتكشف أن هناك خلية نازية متطرفة تعمل في الخفاء من أجل تنفيذ أعمال عنف وإلصاقها باللاجئين، ومما يثير المخاوف في هذه الأيام هي نشاط حركات اليمين من جديد، مهددة كيانات الدولة الراسخة مع اقتراب الانتخابات الألمانية في شهر سبتمبر المقبل، فقد تمكنت الشرطة أمس الأول من اعتقال 50 شخصا من أعضاء حركة "الهوية" اليمينية المتطرفة، الذين حاولوا اقتحام مبني وزارة العدل في العاصمة برلين. وكانت المجموعة توجهت إلى المبنى خلف شاحنة، ثم أخرجوا منها سلماً حاولوا استخدامه للصعود إلى سطح المبنى ومن ثمّ اقتحامه، وسط إطلاق كثيف للألعاب النارية في المكان. وتمكنت الشرطة من منع عملية الاقتحام، واعتقلت قائد المجموعة اليمينية، مضيفة أن "الوزير في أمان"، في إشارة إلى وزير العدل، هيكو ماس، وفقا لما نقلته تقارير محلية.وقبل الهجوم، نظمت الحركة مظاهرة مفاجئة أمام الوزارة، وسط برلين، تطالب باستقالة الوزير "ماس".
وعقب إحباط الهجوم، بقيت مجموعة من أعضاء الحركة أمام مقر الوزارة، رافعين لافتة كتب عليها "ضد الرقابة ومصادرة الرأي".   
جاء ذلك بالتزامن مع بدء مناقشة مشروع قانون تقدم به وزير العدل، في البرلمان، يستهدف مكافحة التعليقات التي تحض على الكراهية على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو المشروع الذي يراه أنصار اليمين المتطرف موجهاً ضدهم.
في نفس اليوم وفي موضع أخر من الدولة الألمانية، وتحديدا في ميونخ، ألغي  المسلمون صلاة الجمعة المقررة في ميدان عام بهدف رفع الوعي بقضية الحاجة إلى مسجد في وسط المدينة وحث السلطات على المساعدة في حل هذه المشكلة. وجاء الإلغاء لأسباب أمنية بعد تهديدات من جماعات اليمين المتطرف باستهداف المصلين. 
وقال منظمو الصلاة إن كنسية محلية منحتهم مكانا للصلاة بدلا من الصلاة في مكان عام لمنع وقوع مشكلات.  

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة