المجمع المقدس: الإرهاب يدفعنا في طريق المحبة لكل شركاء الوطن

أ ش أ

الجمعة، 02 يونيو 2017 - 04:28 م

أكد المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية أن الحوادث الإرهابية لن تدفع الكنيسة إلا في طريق المحبة لكل شركاء الوطن، معربا عن تقديره لجهود كافة الجهات في الأحداث الإرهابية الأخيرة.

وقال المجمع - في بيان عقب جلسته السنوية بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية - "يأتي اجتماعنا لهذه الدورة متزامنا مع مرور بلادنا وكنيستنا بظروف أليمة خلفتها الهجمات الإرهابية التي توالت على كنائسنا وعلى أبناء الكنيسة في أنحاء مصر، حيث تعرضت الكنيسة البطرسية بالقاهرة وكنيسة الشهيد مارجرجس بطنطا والكنيسة المرقسية بالإسكندرية لتفجيرات إرهابية أسفرت عن استشهاد وإصابة عدد كبير من أبناء الكنيسة إلى جانب عدد من رجال الشرطة".

وأضاف البيان "كما استشهد عدد من أبنائنا في شمال سيناء بيد الإرهاب الأسود، ما اضطر عدد من الأسر المسيحية إلى النزوح خارج المحافظة للابتعاد عن خطر الإرهاب الداهم، ومنذ أيام قلائل تعرضت مجمعة أخرى من أبنائنا للقتل برصاص الإرهاب الغادر بعد استيقافهم على طريق دير الأنبا صموئيل المعرف بجبل القلمون بمحافظة المنيا، وإذ فشل الإرهابيون في إجبارهم على التخلي عن إيمانهم أعملوا فيهم القتل فتركوهم بين شهداء ومصابين".

وتابع البيان قائلا "المجمع المقدس بجميع أعضائه وعلى رأسهم البابا تواضروس الثاني إذ يفخرون بأبنائهم ولاسيما الأطفال منهم، الذين تمسكوا بمسيحهم القدوس مقتدين به في حمل الصليب يعربون عن كامل مساندتهم لأسر الشهداء والمصابين ومشاركتهم لهم في آلامهم وأحزانهم، متطلعين بكل الثقة إلى الله ضابط الكل ليجزل العزاء في القلوب الجريحة ويلمس المصابين بلمسة شافية ويحفظ كنيسته المقدسة وشعبها المبارك ويحفظ سلام مصر وأمنها".

وأكد المجمع أن "كل هذه الآلام لن تزيد الكنيسة القبطية إلا تمسكا بمسيحها وإيمانها كما ستظل متمسكة بثوابتها التاريخية بالحفاظ على سلام المجتمع، فلن تدفعنا هذه الأحداث إلا في طريق المحبة المسيحية لكل شركاء الوطن، فلا فضل ولا نفع لنا إن لم نحب الكل دون تفرقة".

وقال البيان "يثمن المجمع المقدس الموقف النبيل الذي قدمته أسر الشهداء والمصابين في كل الأحداث السابقة، وهو نموذج حي على المحبة والغفران للمسيئين، ولكننا في المقابل نود أن نؤكد أن المسيحي الحقيقي يحب الحياة ولا يهاب الموت ولا ينكر الإيمان ولا يتخلى عن المحبة ويطالب بتحقيق العدل والمواطنة الكاملة وفقا للدساتير والقوانين أما الاستشهاد فحين يأتي ثمنا للتمسك بالإيمان فهو شهوة محبيه".

وأضاف البيان أن لجنة إدارة الأزمات بالمجمع المقدس قامت بدورها المنوط بها في متابعة المصابين ونقل الجثامين في كل الحوادث وكذلك متابعة تسديد احتياجات أسر مسيحيي العريش، وبذلت في هذا الإطار جهدا كبيرا بالتنسيق مع الجهات المعنية.

وأشار إلى أن المجمع قرر إنشاء قسم خاص بالأسقفية العامة للخدمات الاجتماعية يختص برعاية أسر الشهداء والمصابين بإشراف كامل من البابا تواضروس الثاني والأنبا يوليوس الأسقف العام.

وقال البيان "وإذ يقدر المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية جهود مؤسسات الدولة واهتمام المسؤولين على جميع الأصعدة كافة، فإننا نشكر كل الجهات والمؤسسات والأفراد داخل مصر وخارجها التي ساعدت وساندت أبناء الكنيسة في هذه الظروف الصعبة".

وأضاف أن المجمع قرر عمل توثيق تاريخي شامل لهذه الأحداث لتخليد ذكرى الشهداء والمصابين، كما قرر اعتبار يوم 15 فبراير كل عام عيد دخول المسيح الهيكل وذكرى شهداء الكنيسة في ليبيا ليكون عيدا لكل الشهداء المعاصرين.

وأكد أعضاء المجمع المقدس محبتهم واعتزازهم بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية والبابا تواضروس الثاني الذي يعد رمزا أبويا ورعويا يفتخرون به ويوقرونه، كما وجهوا الشكر للكنيسة الروسية الأرثوذكسية على منحها البابا تواضروس الثاني جائزة المؤسسة الدولية للوحدة بين الشعوب الأرثوذكسية تقديرا لجهوده في تعميق المحبة بين الكنائس.

وكان البابا تواضروس رأس صباح اليوم الجلسة السنوية للمجمع المقدس بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، حيث ناقش الاجتماع كافة الشئون المتعلقة بالكنيسة الارثوذكسية، والأقباط في مصر.

وشارك في الاجتماع 109 من مطارنة وأساقفة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في الداخل والخارج ووكيلي البطريركية للقاهرة والإسكندرية.

وكانت اللجان الفرعية للمجمع عقدت اجتماعاتها على مدار الأسبوع الجاري بدءً من الأحد الماضي.

ويعد المجمع المقدس هو أعلى هيئة داخل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ويدير شؤونها، ويرؤسه البابا تواضروس الثاني، ويعقد المجمع اجتماعاته مرتين سنويا، عدا حالات الطوارئ، ويضم المجمع عدة لجان متخصصة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة