د. أيمن صالح، مدير عام مستشفيات جامعة عين شمس
د. أيمن صالح، مدير عام مستشفيات جامعة عين شمس


قوائم الانتظار «مش عيب».. ولا نغلق الباب في وجه أحد

مدير مستشفيات عين شمس: نصف المتواجدين في «الدمرداش» ليسوا مرضى

نشوة حميدة

السبت، 27 يناير 2018 - 01:04 م

د. أيمن صالح: نستقبل مليون مريض سنويًا.. ولا نعاني عجزًا في الأطباء

لسنا أوصياء على المرضي.. وأكياس الدم «فائضة».. وكنا أصحاب الفضل في إنقاذ مصابي «تفجير البطرسية»

نصف المتواجدين في المستشفي «ليسوا مرضى».. ولا نغلق الباب في وجه أحد

اعترف بوجود سلبيات.. وانتظروا مفاجآت للأطفال والمسنين

صيدلية التبرعات «غير صالحة».. وأدويتها «اكسبيرد»

مركز خاص لعلاج الحالات النادرة.. ونوفر لهم كل الأدوية اللازمة

90% من الميزانية تذهب لمرضى الإسهال واللوز

كشف د. أيمن صالح، مدير عام مستشفيات جامعة عين شمس، أن مستشفى الدمرداش التخصصي يستقبل مليون مريض سنوياً و أن 90% من الميزانية الحالية تذهب لمرضى الإسهال واللوز، مطالبًا باقتصار الدعم على الحالات المتأخرة ومرضى الأورام والسرطان فقط.
وقال «صالح» في حوار خاص لـ«بوابة أخبار اليوم»، بعد مواجهته بسلبيات رصدتها البوابة في جولة خاصة في المستشفي لعدد من أوجه القصور، إن المستشفي تحولت خلال السنوات الأخيرة لـ«معدية» لأهل المنطقة.
وأكد أن نصف المتواجدين بها «ليسوا مرضى» لكنهم يقصدون شوارعها لشراء مستلزماتهم من السوق العشوائي المجاور للمستشفى ، وإلى نص الحوار...

بداية.. أجرينا جولة في مستشفى الدمرداش، وقطعنا تذكرة مدعمة بـ5 جنيهات.. ألم ترى أن التكلفة مرتفعة على المواطن البسيط؟


في الحقيقة التكلفة ليست مرتفعة إطلاقًا، والتذاكر لدينا مدعمة ومقسمة إلى نوعين، أولها تذكرة الـ5 جنيهات لمرضى اليوم الواحد، كالأنفلونزا وارتفاع درجة الحرارة والكسور، وتضمن له صرف علاج مدعم من الصيدلية يصل سعره بالخارج إلى عشرات الجنيهات.
أما التذكرة الثانية فيصل سعرها إلى 12 جنيهًا، ويستفيد منها أصحاب الأمراض المزمنة كالسكر والضغط، وبالنسبة لمرضى الأورام وفيروس سي وسرطان الثدي فيعالجون هنا بنظام التأمين الصحي، ورغم ذلك فإننا نقدم الرعاية الطبية اللازمة للمريض، بالإضافة إلى العلاج المجاني.
ولم ننسى المرضي الخارجيين، فنصرف لهم أدوية على نفقة الدولة، ونعمل حاليًا بنظام الـ Day care، الذي يتضمن علاج المصابين بمرض نادر، كتصلب الأعصاب وأمراض الدم، وكذلك نوفر لهم الأدوية اللازمة رغم ندرتها في السوق المحلية وارتفاع تكلفتها، كل ذلك على حساب الدولة، وبدعم خاص من وزارة الصحة.
ومن المفترض أن تذهب 90% من الميزانية للمرضي المتأخرين بالمستوى الثالث، لكن للأسف تذهب لمرضى الإسهال والمغص واللوز وحالات الولادة، لأن ذلك يستهلك ملايين الجنيهات، ووقتا من الطبيب المشرف على الحالة.


وبالنسبة لتذكرة الـ 12 جنيها.. فما مميزاتها؟


تلك التذكرة تضمن المريض أخذ أدوية، فليس كل المستشفيات تصرف العلاج كاملا بالمجان، فلابد من تحمل المريض نسبة ولو بسيطة منه، وهذا ما يحدث لدينا.
وأريد أن أوضح أننا نستقبل مليون مريض سنوياً منهم  150 آلف يتم حجزهم في العنابر، وآخرين يخضعون لعمليات جراحية داخل المستشفي، أو تدخل طبي سريع في حالات الجلطات ونوبات الصرع والسكر، ومش المفروض ندعم تذكرة مريض الإسهال والكسور واللي باطنه بتوجعه.


رصدنا أيضا ارتفاع معدلات قوائم الانتظار لأكثر من 500 حالة في العيادة الواحدة.. فلماذا؟


قوائم الانتظار «مش عيب» وتوجد في الدول المتقدمة، مثل كندا التي تمتد لشهرين لمريض يطلب إجراء أشعة مقطعية، وسنوات للسمنة المفرطة، ولا نطبق هذا النظام مع حالات الطوارئ، فلا يصح لمريض الجلطة انتظار الدور، فنراعي الضمير المهني والشفافية في ذلك.
أما بخصوص الـ500 حالة، فيوزعون على أقصر من 6 عيادات، وهذا يشفع لنا، ويؤكد على سمعتنا القوية، وثقة المريض فينا.


لاحظنا جلوس المرضى على الأرض.. فما تعليقك؟


طبعًا من كثرة الزحام، وحتى لو جلس المريض على الأرض، فنحن لسنا أوصياء عليه، نحن نوفر المقاعد الأسمنتية في كل قسم ومكان في المستشفى لإراحة المرضى وهو حر في تصرفاته، وكلنا تحت أمر الغلابة.


رصدنا عدد من التجاوزات، كنقل مخلفات البناء على «ترولي»، ووضع محلول الغسيل الكلوي في «جراكن» أمام الوحدة.. فما تعليقك؟


نعترف بوجود سلبيات في المستشفى إلا أنها ملجأ للغلابة بلغة الأرقام، وكله بالمستندات،وبالنسبة للتجاوزات والإهمال فهو موجود في كل مكان، فلا نستطيع منع أي مواطن من الجلوس على الأرض أو دخول المستشفي، وبشأن الترولي، فهو قديم، وغير مخصص للمرضى، ويتم استخدامه والاستفادة منه، وأريد أن أوضح أننا نعاني كثيرًا بالمستشفي لأنها للأسف تحولت لـ«معدية» لسكان المنطقة، فشوارع المستشفي ليست تحت سيطرتنا، وتحولت إلى طرق للمرور إلى الجهة المقابلة، ويقصدها كثيرون لشراء «ساوتشات كبدة» من السوق العشوائي بجوارنا، وقدمنا طلبات كثيرة لكل الجهات فى الدولة بغلق باب المستشفي المؤدي إلى السوق العشوائي وليس إغلاقه، دون جدوى، نصف المتواجدين فى المستشفي مارة، و «ليسوا مرضى»، ما يظهر كل هذا الزحام .
ورغم ذلك، لم ننجح حتى الآن بعد في الحصول على الموافقة لمنع غير المرضي من الدخول، إلا أن المحافظ ورئيس الحي ساعدونا في إزالة الملاهي بجانب مستشفي الأطفال، وورشة بها مواد مشتعلة، فقط نحن نريد التحكم فى من يمر بالمستشفي ويدخل المجمع الطبي بالدمرداش، ونجدد طلبنا بتشديد الإجراءات على المداخل .


أبلغنا الاستقبال في بنك الدم بوجود نقصا شديدا لديهم، وأن السعر العادل للكيس 450 جنيه، ورغم ذلك لا يتوافر؟


موظف الاستقبال مغرض، ولا يعرف أي شيء، فنحن لدينا فائض في أكياس الدم والصفائح الدموية، وظهر ذلك في أحداث الكنيسة البطرسية العام الماضي، فأنقذنا الوضع بالفائض لدينا من أكياس الدم، وكان لدينا فائض وقتها بلغ 600 كيس، ووردنا للمستشفيات الأخرى.


وحالياً لدينا فائض في أكياس الدم، وفي حالة مريض الطوارئ نقدم الأكياس لهم مجانا، كما نوفره للمريض الخارجي بسعر لا يتعدي 150 جنيه .


وبالنسبة لوحدة الغسيل الكلوي.. تصدرت «جراكن محلول الغسيل» المشهد أمام الباب وسط إهمال شديد؟


سنحاسب المسئولين عن ذلك والمقصرين سريعًا.


أبلغتنا مصادر أن الغرفة كاملة العدد.. فما مدي صحة ذلك؟


غير صحيح، فلدينا 3 وحدات حاليا، أغلقنا الثالثة ونقلنا مرضاها إلى الوحدتين الاخرتين، لتحويل الثالثة لمجمع متكامل لمرضى الغسيل، ويتم تنظيمه بشكل هندسي مميز، ودهانه بألوان مريحة للتخفيف على المريض، وحتى تسع كل المرضي، بحيث تكون A+، وعلى مستوى عالمي.


صيدلية التبرعات.. لماذا ألغيتها؟ وإلى أين يتجه المتبرع؟
 


اكتشفنا وجود أدوية «اكسبيرد» فيها مع عدم تخزين الأدوية بطريقة صحيحة، فأعدمناها، فهي لا تصلح نظرا لأن بعض الشركات والمؤسسات كانت تقدم أدوية غير صالحة، وجمعت فى صورة تبرعات، لكن الصيدلة لم ينطبق عليها شروطنا لأن أدويتها غير صالحة ومجهولة المصدر، وكادت أدويتها أن تنهي حياة المرضي، ورغم ذلك فإننا لم نغلق باب التبرعات والخير، فالمتبرع يرسل لنا الأدوية المتبرع بها بعد استيفاء الأوراق المطلوب، فهنا نشكل لجنة لفحص صلاحية الأدوية، والإشراف عليها، ومن ثم تقديمها للمرضى المحتاجين.


ما مواضع النقص.. وماذا تحتاج المستشفي الآن لتحسين الخدمة؟


ليس لدينا نقصا إلا في أعداد التمريض، ونريد زيادة الميزانية إلى 400 مليون جنيه، فلدينا 16 محطة كهرباء، و2500 جهاز طبي، ونريد صيانة الأجهزة، ونحتاج مضاعفة الميزانية الحالية.

 

وأخيرا.. ماذا عن انفرادات المستشفي؟

لدينا 11 مجمع طبي في الدمرداش، وكل مجمع مستقل بذاته لكنه يندرج ضمن منظومة العمل، فنحن نستقبل كل أنواع المرضي، ولا نغلق الباب في وجه أحد .
ورغم وجود سلبيات، إلا أننا لدينا ما يميزنا، والدليل استقبال حالات من سيناء وأقاصي الصعيد وكل المحافظات، فنحن نسعد بهم، ونتأكد أننا مميزين و«سمعتنا سابقانا»، وانتظروا مفاجآت للأطفال والمسنين.

أما مركز رعاية المسنين، فهو مستشفي مخصص لكل من هو فوق الـ60 سنة، ويعتبر أول مستشفي في الشرق الأوسط خاصة بطب المعمرين، لرعايتهم بدنيًا أو نفسيًا، ووصلت تكلفة إقامته لنحو 50 مليون جنيه، وأقيم بالتبرعات، وشاركت مصر الخير فيها بنسبة كبيرة، بالإضافة إلى متبرعون من الشعب المصري، ومن المقرر افتتاح هذا الصرح الطبي في شهر إبريل المقبل.

ضمن المشاريع الجديدة، تخصيص قسم للأطفال مرضى السكر، واستقدام أجهزة خاصة لقياس السكر، بالإضافة إلى صرف الأدوية لهم بطريقة مقننة دون إهدار للمال العام، ونعمل أيضا على تجهيز أحدث وأفخم مخزن صيدلي 2020 لتوفير العلاج لكل المرضي.

وأكثر مشروعاتنا تميزا هو «الطب النفسي»، الذي سيتم افتتاحه خلال شهر واحد، واستقدمنا فيه أجهزة عالمية تكلفتها مرتفعة، بالإضافة إلى أجهزة الأنسولين، فالدمرداش ليست مستشفي جامعي لكنها «مجمع وصرح طبي متميز» لكنه لا يخلو من السلبيات كأي مستشفي أو مؤسسة.

كما لدينا مبادرات طلابية كطبيب الخير لمساعدة المرضى غير القادرين، وهناك طلابا آخرين يجمعون تبرعات من بعضهم ويشترون جهازا طبيا، ثم يقدمونه للمستشفي، ليستفيد منه المريضـ وانتظروا مفاجآت جديدة بشأن طب الأطفال والمسنين.

 

إقرأ آيضًا.. 

«الدمرداش».. أوجاع الغلابة في انتظار «الفرج»
 

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

مشاركة