صورة مجمعة
صورة مجمعة


«جولن» ليس الوحيد| أردوغان ينقلب على حلفائه .. وآخرهم «صالح مسلم»

أحمد نزيه

الثلاثاء، 27 فبراير 2018 - 08:15 م

تسارعت وتيرة الأحداث، مع الزعيم الكردي صالح مسلم، الرئيس السابق لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني في سوريا، فقبل يومين اعتقلته السلطات التشيكية مسلم، بناءً على مذكرة توقيف من قبل وزارة الداخلية التركية، قبل أن تقرر محكمةٌ في براج اليوم إطلاق سراح الزعيم الكردي، بعدما قطع عهدًا على نفسه بالبقاء داخل بلدان الاتحاد الأوروبي تحسبًا لإجراءاتٍ قانونيةٍ جديدةٍ تُتخذ بحقه.

عبارات الوعيد لصالح مسلم خرجت من وزير الخارجية التركي، مولود تشاويش أوغلو، الذي قال إن بلاده ستلاحق مسلم أينما كان، وذلك بعدما كان الزعيم الكردي قبل أربع سنوات مواطنًا تركيًا، يُحتفى به من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وضعٌ أشبه بكثيرٍ مع رجل الدين،فتح الله جولن، الذي كان حليفًا سابقًا للرئيس التركي قبل أن ينقلب عليه أردوغان، ليلوذ الأخير بالفرار إلى ولاية بنسلاديفيا الأمريكية، وهو يتصدر الآن قوائم ترقب الوصول في أنقره بتهمة تدبير الانقلاب العسكري الفاشل منتصف يوليو عام 2016، والذي كاد يطيح بأردوغان من على رأس هرم السلطة في بلاد الأناضول.

هذا الوضع كان مع الحليف السابق فتح الله جولن، ولكن ما الذي جعل أردوغان يتقرب في يومٍ من الأيام إلى صالح مسلم، على الرغم من حساسيته الشديدة تجاه الأكراد، وكل من يظن أن له صلة بحزب العمال الكردستاني.

تقرب أردوغان لصالح مسلم

في عام 2014، وسط اشتداد المعارك على الأراضي السورية بين القوات الحكومية الموالية للرئيس بشار الأسد، وفصائل المعارضة المسلحة، المدعومة من التحالف الدولي بزعامة أمريكا، استقبل الرئيس التركي زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني، صالح مسلم، في أنقره استجداءً منه للحزب في الصراع الدائر في الأراضي السورية، ومطالبًا إياه بالتصدي لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

ولم يكتفِ أردوغان بذلك، بل منح صالح مسلم جواز سفرٍ تركيٍ، كنوعٍ من التودد من قبل الرئيس التركي لزعيم الأكراد شمال غرب سوريا، لضم حزبه إلى لوائه في حربه ضد الحكومة السورية.

سر انقلاب أردوغان على مسلم

لكن سرعان ما انقلب أردوغان عليه، فأصدر أوامر اعتقال بحق مسلم عام 2016، كانت كإجراء عقابي على فشل مفاوضات السلام بين أردوغان وحزب العمال الكردستاني في تركيا.

ووجه صالح مسلم، انتقاداتٍ لاذعةً للرئيس التركي، أواخر شهر يناير الماضي، جراء تغير معاملته معهم، قائلًا "أردوغان استضافنا في بيته قبل يوم، ومن ثم أعلنّا عناصر إرهابية في اليوم التالي"، نافيًا أي علاقة لحزبه بحزب العمال الكردستاني المنتشر جنوب شرق تركيا، كما يدعي الرئيس التركي.

ويقود حزب العمال الكردستاني بزعامة عبد الله أوجلان، تمردًا عسكريًا جنوب شرق تركيا منذ عام 1984، وتصنفه أنقره على إنه تنظيمٌ إرهابيٌ رفقة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

ويعتبر أردوغان قوات حماية الشعب الكردية في سوريا، وعناصر حزب الاتحاد الديمقراطي، الذي كان يتزعمه صالح مسلم، امتدادًا لحزب العمال الكردستاني، وهو ما استدعاه للتدخل العسكري في عفرين، انطلاقًا من العشرين من شهر يناير الماضي، متوعدًا بقتال العناصر المسلحة الكردية هناك حتى لا يبقي فيهم أحدًا.

 


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة