السبت، 10 مارس 2018 - 06:36 م

•    «الموسكي والعتبة» المنبع.. والصين «المورد المعتمد»
•    مولات «وسط البلد» تعرض الواحدة بـ15 جنيهًا.. وبائع: هي الأكثر شعبية
•    الباعة: «كله صيني» والمحلي «فنكوش»
•    صاحب محل يتخلص من «اللعبة الملعونة».. وحملات «الضبطيات» مستمرة
•    «الجمارك» تؤكد: تدخل بطرق غير شرعية.. و«استشاري» يكشف كيف تقدمين لطفلك «لعبة صحية» بأرخص سعر

«السلايم».. لعبة جديدة أغرقت الأسواق المحلية والأرصفة خلال الفترة القليلة الماضية بنوعيها المحلي والمستورد، إلا أنها أثارت فزع الأمهات في مصر، بعد الكشف عن تقارير طبية تحذر منها، لتسببها في إصابة الأطفال بالتسمم والفشل الكلوي، وأخيرًا السرطان.

اللعبة البراقة

 تلك اللعبة البراقة، جذبت أنظار وخطفت قلوب صغارنا، لسهولتها إذ أنها عبارة عن عجينة مطاطية مكونة من مادة لزجة يتم شراؤها من المكتبات وتستخدم لصنع أشكال مختلفة من الألعاب، وتعتمد في مكوناتها على الصمغ وحمض البوريك، ودعتنا أخطار تلك اللعبة للتحقيق في هذا الملف، لكشف بؤر التصنيع، وكذلك رحلة التوزيع، وأسواق تلك اللعبة المسرطنة، مرورًا بضبطياتها، وأخيرًا تسليط الضوء على طرق تقديم لعبة صحية لطفلك.

 
«السلايم» تغرق «العتبة»

البداية من منطقة العتبة بالقاهرة، فتوجهت «بوابة أخبار اليوم» في جولة إلى أسواق العتبة والموسكي التي تنتشر فيها تلك اللعبة الملعونة.

وهناك افترش باعة ألعاب الأطفال الأرصفة، وتصدرت لعبة «السلايم» أو «الصلصال» المشهد.

وسألنا أحد الباعة عن اللعبة، فقال إنه يعرض عدد من لعب الأطفال كالصلصال والسيارات والكرات، إلا أن «السلايم» هي الأكثر شعبية خلال الفترة الحالية.
 
«15 جنيهًا»

وأوضح أن اللعبة عبارة عن صلصال، وأداة لتشكيلها، وقطع مختلفة ملونة، بالإضافة إلى قطع بلاستيكية على هيئة مثلثات ومربعات ومضلعات، ليقوم الطفل بوضع العجينة فيها، وتشكيلها كيفما يحب، مشيرًا إلى أنه يبيع اللعبة الواحدة بـ 15 جنيهًا.

 البضاعة «صينية».. والمحلي «فنكوش»

ولفت إلى أن كل بضاعته مستوردة من الصين، ولا يوجد تصنيع محلي للسلايم، لافتًا إلى أن الموسكي هو منبع التوزيع.
وعندما أكدنا له تسبب تلك اللعبة في أمراض خبيثة للأطفال، رد قائلًا إنه لا يعرف ذلك، مضيفًا: «كل حاجة يقولوا بتجيب سرطان.. احنا بناكل عيش.. طيب نشتغل في ايه يا حكومة !».
وهنا ردت إحدى المشتريات، التى اصطحبت طفلها بعد أن أصر على شراء اللعبة، وقالت: «كل حاجة حلوة بيقولوا عليها بتجيب سرطان، بنشتري عشان نبسط عيالنا، وربنا يسترها بعدين».

«الصين.. مورد معتمد»

وبعد جولة العتبة، توجهنا إلى محلات لعب الأطفال بمولات وسط القاهرة، ورصدنا وجود اللعبة بها، وعند الحديث مع أصحابها عن مصدرها، أكد لنا أن معظم بضاعته وخاصة ألعاب الأطفال مستوردة من الصين، فتصنع هناك ومن ثم تصدر إلى مصر، وتوزع إلى المحلات والمولات في مختلف أنحاء الجمهورية.

ورفض صاحب المحل الحديث عن مصدر اللعبة، أو الإدلاء بأي تصريحات بشأن تسببها في الموت السريع للأطفال.

العرائس.. وألعاب المطبخ

بعد ذلك، توجهنا إلى إحدى المكتبات المتخصصة في بيع لعب الأطفال بشارع طلعت حرب، وأكد لنا صاحبها «عم يحيي»، أنه يرفض بيع «السلايم»، ويتاجر في ألعاب المطبخ للأطفال والسيارات وكذلك الدمى والعرائس بمختلف أنواعها، وألعاب الضوء، مشيرًا إلى أن سعر الواحدة يتراوح ما بين 300 إلى 500 جنيها.

وكشف أنه تخلص من بقايا لعبة «السلايم» من محله، بعد علمه بتسببها في إصابة الأطفال بالتسمم والسرطان.

 «ألعاب مضروبة»

وكشف «عم يحيي» لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن معظم البضاعة المنتشرة في السوق «صناعة صينية»، مشيرًا إلى أن أغلبها «مضروب»، وأنه يتاجر في الياباني والألماني لجودة منتجاته وكذلك خلوها من أي مسببات تضر الصغار.

 «ضبطيات السلايم»

وخلال الشهور الماضية، شنت مديرية التموين والتجارة الداخلية، حملات على المكتبات والأسواق التى تبيع اللعبة بمختلف المحافظات، وأسفرت عن ضبط 200 لعبة بإحدي المكتبات الشهيرة ببورسعيد، و300 لعبة بالشرقية، وكذلك 400 لعبة بالقاهرة، وتتواصل الحملات لمصادرة اللعبة. 

«ضوابط الاستيراد»

وكشف مصدر بمصلحة الجمارك، أن معظم ألعاب الأطفال تستورد من الصين، وتأتي إلى مصر بطرق شرعية وبأسماء معينة وشهيرة، ويتم توجيهها إلى منافذ التوزيع المختصة.

وأضاف المصدر لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن هناك ضوابط لاستيراد ألعاب الأطفال ومنها «السلايم» ويتم ذلك من خلال تقديم المستورد أو صاحب الحاجة أوراق بالكمية التي يستوردها من الصين، وبعد استيفاء الأوراق اللازمة يتم الاستيراد وفقًا للطرق القانونية، وتدخل كل الألعاب بعد التأكد من عدم تأثيرها صحيًا على الأطفال، وكذلك خلوها من أي مشكلة للصغار.

وأوضح أن الألعاب غير الصحية التي تعرض في الأسواق، وثبت تسببها في الإصابة بالسرطان ومنها «السلايم» تدخل بطرق غير شرعية، لذا تتولى وزارة التموين ضبطها وحظر بيعها في الأسواق مجددًا.

«لعبة صحية» بأرخص سعر

وبالنسبة للشروط الصحية التي يجب توافرها في اللعبة المقدمة للأطفال، كشف الدكتور محمود عادل، استشاري طب الأطفال، على ضرورة  اهتمام الأمهات باختيار لعبة تنمى القدرات الجسدية للطفل، كالدراجات والعربات والمكعبات، وليس لها أي أثار جانبية قد تؤثر على صحته.

وقال «عادل» لـ«بوابة أخبار اليوم»، إن الألعاب تنقسم إلى ألعاب تنمي القدرات الجسدية كما ذكرنا، وكذلك ألعاب حسية مرتبطة بالشم والتذوق واللمس كألعاب المطبخ، وثالثًا ألعاب تنمية المهارات الاجتماعية كالعرائس والكتب والكرة والسيارات، ورائعَا ألعاب تنمية الذكاء كالتلوين والقص واللزق.

وذكر استشاري طب الأطفال أن هناك ألعاب تعليمية تطور مهارات الأطفال، ومنها الدمى وألعاب البناء والألعاب الابتكارية، وكذلك الدراجات وألعاب الكرة، لافتًا إلى أن أغلبها ألعاب صحية وتتوافر بأسعار تناسب جميع المستويات.

ووجه «عادل» في نهاية تصريحاته، رسالة لأولياء الأمور وخاصة الأمهات، قائلًا: «احذروا ألعاب الموت، واقرأو جيدًا عن ألعاب أطفالكم قبل الشراء».