الرئيس عبدالفتاح السيسي والعاهل البحريني حمد بن عيسى آل خليفة
الرئيس عبدالفتاح السيسي والعاهل البحريني حمد بن عيسى آل خليفة


الصحف البحرينية: مصر والبحرين..نموذج لقوة العلاقات والأخوة التاريخية 

آية سمير

الخميس، 30 أغسطس 2018 - 11:10 ص

يصل الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى العاصمة البحرينية، المنامة، الخميس 30 أغسطس، في زيارة جديدة ترسخ عمق وقوة العلاقات الإستراتيجية والتاريخية بين البلدين. وفي بيان أصدره الديوان الملكي البحريني أكد على أن الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد، سيكون في مقدمة مستقبلي الرئيس والوفد المرافق لدى وصوله إلى البلاد.


وأضاف البيان أن الزيارة ستتناول العلاقات الأخوية الوثيقة بين البلدين الشقيقين، بالإضافة إلى آخر التطورات والمستجدات الراهنة على الساحات الإقليمية والعربية والدولية، مرحبًا بـ»ضيف البلاد والوفد المرافق»، متمنياً للرئيس المصري طيب الإقامة في بلده الثاني مملكة البحرين.


وسلطت وسائل الإعلام البحرينية الضوء على العلاقات المصرية البحرينية، واصفة إياها بأنها «نموذجاً للعلاقات الدولية»، وفقًا للكاتب البحريني شمسان بن عبدالله المناعي بصحيفة الوطن، حيث أكد أن العلاقات البحرينية المصرية نموذجاً للعلاقات التي يجب أن تكون بين الدول. مشيرًا على أن التاريخ بين البلدين يزخر بالمواقف التي تعكس العلاقات الودية بين القيادتين والشعبين اللذين تربطهما أواصر مشتركة في الثقافة العربية الإسلامية.

 

مواقف دعم البلدين


وذكر بن عبدالله المناعي أن المواقف التي دعم فيها البلدين الأخر، ساهمت بالأساس في تعميق أواصر العلاقات بين البلدين الشقيقين. حيث يذكر أهل البحرين ومسؤوليها بكل الود والعرفان إسهام الخبرات المصرية البارزة في مختلف المجالات الإنمائية بالبحرين منذ ما يقرب من قرن من الزمان الذي كان أبرزه مشاركة المعلمين المصرين في إنشاء أول مدرسة خاصة بالبحرين عام 1919 ولايزال التواجد المصري بارزاً بمملكة البحرين ومتمثلاً في عمل مختلف الخبراء والاستشاريين المصريين بالعديد من الوزارات والهيئات الحكومية والمؤسسات الخاصة بالمملكة. 


كما احتضنت الجامعات المصرية،وفقًا لـ«بن عبدالله المناعي»، الطلبة البحرينيين قبل إنشاء جامعة البحرين ولايزال كثير من الطلبة يواصلون دراساتهم العليا في الجامعات المصرية ومعظم من تبوأ مراكز في الوزارات هم من خريجي الجامعات المصرية.


وأكد المقال أن مصر كانت دائمًا سبَّاقة بإعلان الدعم الرسمي للبحرين طوال تاريخها، حيث كانت من أوائل الدول التي سارعت بالاعتراف باستقلال البحرين عام 1971 لمواجهة المزاعم الإيرانية، وتقديم أول سفير مصري لأوراق اعتماده بالمنامة عام 1973، حتى أقرت مصر رسمياً عام 2002 التعديلات الدستورية التي تحولت في أعقابها البحرين إلى النظام الملكي، وجاء موقف شيخ الأزهر خلال لقائه بالرئيس الإيراني على هامش القمة الإسلامية بالقاهرة في فبراير 2013، الذي أكد على ضرورة احترام الجميع لاستقلال البحرين وعروبتها وعدم التدخُل في شأنها الداخلي، ليضيف المزيد لرصيد الدعم المصري المستمر لسيادة المملكة وعروبتها.


وفي وسط ما يشهده العالم العربي والمنطقة من تطور وتسارع في مجريات الأحداث، أصبحت العلاقات الإستراتيجية بين البلدين تعتمد على ثلاثة محاور رئيسة كما ذكر«بن عبدالله المناعي» في مقاله، هي: «التعاون الوثيق بين القيادتين وتأكيد البلدين دعمهما ومساندتهما للآخر في مواجهة مختلف التحديات، والتعاون المشترك في شتى المجالات».


ود وأخوة تاريخية


وفي تصريحات لوزير الإعلام البحريني ورئيس مجلس أمناء معهد البحرين للتنمية السياسية علي بن محمد الرميحي، تعليقًا على زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للبحرين، أكد أن العلاقات بين مصر والبحرين تاريخية ووطيدة ومتميزة. وأن العلاقات بين البلدين تشهد على الدوام تقدم وازدهار على أسس متينة من الود والترابط والاحترام المتبادل بين قيادتي وشعبي البلدين الشقيقين.


وأضاف الرميحي، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن العلاقات البحرينية-المصرية اكتسبت دفعة قوية وإيجابية في ظل القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد، وأخيه فخامة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، معززة من أهميتها الإستراتيجية كأنموذج يحتذى به في الأخوة والشراكة السياسية والاقتصادية والأمنية والإعلامية الوثيقة والمتنامية.


وثمن وزير الإعلام البحريني المواقف الثابتة والمشرفة لمصر العروبة والحصن المنيع للأمة العربية والإسلامية في الوقوف إلى جانب مملكة البحرين والخليج العربي، ودعمها الدائم لحقوقنا وقضايانا المشروعة في مختلف المحافل الدولية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وتضحياتها المشهودة في الذود عن الأمن القومي العربي ومحاربة الإرهاب ورفض التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية العربية، من منطلق دورها المحوري كركيزة أمان وسلام واستقرار في منطقة الشرق الأوسط.


وأكد الرميحي وقوف مملكة البحرين إلى جانب مصر وتضامنها معها في مواجهة كل أشكال العنف والإرهاب وتأييدها لما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها واستقرارها، وتلبية تطلعات شعبها الشقيق نحو استدامة التقدم الاقتصادي والاجتماعي.


كما أعرب عن اعتزازه بحرص البلدين الشقيقين على تعزيز العمل العربي المشترك، وتوحيد الجهود الدولية المشتركة في مكافحة التطرف والإرهاب، منوهًا إلى وقوفهما وتضامنهما مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب لكل ما يمثل تهديدًا خطيرًا لأمن وسلامة البلدان العربية وسيادتها الإقليمية، ومساسًا بمصالح الشعوب الشقيقة.


وأكد وزير الإعلام البحريني علي بن محمد الرميحي حرص بلاده على تعزيز التعاون الإعلامي مع مصر عبر تبادل الأخبار والمعلومات ونقل الخبرات الفنية والتقنية، والتنسيق المشترك في نشر قيم التسامح والوسطية والاعتدال، والتصدي لخطابات التطرف والكراهية والتحريض على الإرهاب في وسائل الإعلام المختلفة.

 

رؤى مستقبلية للأجيال القادمة من البلدين

وقبل ساعات من وصول الرئيس السيسي إلى المنامة، عقدت صحيفة «أخبار الخليج» حوارًا مع السفيرة المصرية بالبحرين، سهى إبراهيم رفعت الفار، والتي أكدت في تصريحاتها على أهمية القمة البحرينية المصرية بين حضرة الملك حمد بن عيسى الرئيس عبدالفتاح السيسي.


 وأوضحت أن أهمية هذه الزيارة تبرز في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة، مشددة على أن الزعيمين الكبيرين يحرصان على تبادل وجهات النظر وتنسيق المواقف المشتركة تجاه الملفات والقضايا المختلفة التي تهم البلدين الشقيقين، في تأكيد لقوة العلاقات بين الشعبين الشقيقين.


كما شددت السفيرة المصرية أن التقاء قيادات البلدين يسهم في توضيح الرؤية المستقبلية للعلاقات في ظل رغبة حثيثة من الزعيمين في خلق علاقة عملية تقوم على بناء مصالح مشتركة لخدمة الأجيال القادمة، لأن العلاقات القائمة على المصالح المشتركة تشعر المواطن بالفائدة التي ستعود عليه من هذه العلاقات، مشددة على أن الفائدة متساوية وتعود على الطرفين معا من هذه العلاقات.


وأضافت السفيرة في تصريحاتها لـ«أخبار الخليج» أن زيارة الرئيس السيسي تأتي تأكيدا لحرص مصر على العلاقات الثنائية مع البحرين، تلك العلاقات التي لا ترتبط بالبعد السياسي والأمني فحسب، ولكن لها بعدا اقتصاديا تكامليا مهما بين الجانبين.


وأشارت إلى أبرز المجالات التي تتطلع البلدين إلى تبادل التجارب حولها هي التعليم والشباب وغيرها من المجالات، مؤكدة أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يحرص على الاطلاع على التجربة البحرينية في ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة.


ووفقًا للبيان الصادر من الرئاسة المصرية، صباح الخميس 30 أغسطس، فإن زيارة الرئيس السيسي ستشهد لقاء الرئيس مع أخيه  الملك حمد بن عيسى ملك البحرين، وعدد من الأمراء والوزراء وكبار المسئولين في البحرين، وسيعقد الجانبان جلسة مباحثات لمناقشة آخر تطورات العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تدعيمها فضلاً عن التشاور والتنسيق بشأن عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة