حصار الإخوان لمدينة الإنتاج الإعلامي
حصار الإخوان لمدينة الإنتاج الإعلامي


آخر أيام حكم العشيرة| حصار مدينة الإنتاج الإعلامي كتب نهاية «الإخوان»

أسامة حمدي

الأربعاء، 12 سبتمبر 2018 - 11:11 م

حصار مدينة الإنتاج الإعلامي؛ كان أكبر الخطايا التي ارتكبها الإخوان خلال فترة حكمهم لمصر، إذ قام أنصار التيار الإسلامي بحصار المدينة مهددين الإعلاميين بالذبح والقتل، ومحاولين اقتحام بوابات المدينة، في مشهد مخزي لصورة الدولة المصرية بدلًا من احترام حرية الرأي والتعبير وإتاحة الحرية الكاملة للإعلام.


وكان العشرات ممن ينتمون لتيار الإسلام السياسي تظاهروا أمام مقر مدينة الإنتاج الإعلامي، وذلك بعد دعوة عدد من النشطاء الإسلاميين، لمحاصرة استديوهات 5 قنوات فضائية وهي: «الحياة» و«أون تي في» و«النهار» و«القاهرة والناس» و«سي بي سي»، ورفع المتظاهرون أعلامًا لحزب الراية وعددًا من الرايات مكتوبًا عليها «لا إله إلا الله».

 


وعرضت الإعلامية لميس الحديدي في برنامجها «هنا العاصمة» على شاشة قناة «cbc»، «مطواة»، قالت إن «أحد زملائنا وجدها تباع على مدينة الإنتاج الإعلامي بـ3 جنيه ونص، والكبيرة منها بـ6 جنيه».

 

وخاطبت الإعلامية ريم ماجد، مقدمة برنامج «بلدنا بالمصري» على شاشة قناة «ONTV»، الرئيس محمد مرسي، معبرة عن رفضها لحصار مدينة الإنتاج الإعلامي، بقولها: «أنا متهانة أنا مش خايفة».


واعتدى عدد من متظاهرو الإرهابية المشاركين في وقفة مدينة الإنتاج الإعلامي، على أنصار توفيق عكاشة أمام بوابة 2 للمدينة وقاموا بطردهم من أمامها، كما منع المتظاهرون كاميرات التصوير من التقاط أو تغطية وقفاتهم. 


وحاول عشرات المتظاهرين، أمام مقر مدينة الإنتاج الإعلامي ،اقتحام بوابة 4 وتصدت لهم قوات الشرطة التي قامت بعمل كردون أمني أمام البوابة من داخل المدينة.


وردد المتظاهرون أثناء محاولاتهم للاقتحام هتافات، منها «والله زمان وبعودة ليلة أبوكم ليلة سودة»، مرتدين عصابات خضراء مكتوبا عليها «لا إله إلا لله».


وقاموا برسم بعض رسومات «الجرافيتي» على الأرض أمام بوابة 4 لمدينة الإنتاج، مكتوب عليها «لسه فيه إقفال بتصدق الإعلام»، وشكلوا سلسلة بشرية أمام بوابة 4 من مدينة الإنتاج، وهو ما أدى إلى قيام قوات الأمن بعمل حاجز أمني مكثف وتعزيز التواجد الأمني أمام المدينة.


وانتشرت أكثر من 15 سيارة إسعاف تحسبًا لوقوع أي إصابات، كما تواجدت عشر سيارات أمن مركزي لتأمين المدينة من أي محاولات للاعتداء أو الاقتحام.


وأعربت اللجنة الدولية لحماية الصحفيين ومقرها نيويورك، عن قلقها جراء حصار مجموعة من الإسلاميين، لمدينة الإنتاج الإعلامي، ومن استدعاء نشطاء سياسيين معارضين للسلطة، للتحقيق.


وقال شريف منصور، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، إن «تصاعد خطاب الرئيس مرسي التحريضي ضد الصحافة الناقدة هو أمر يثير قلقًا عميقًا، وأن الرئيس لا ينهض بمسؤوليته بنشر مناخ من التسامح والاحترام لوجهات النظر التي تختلف عن وجهة نظره وجماعة الإخوان».


وأشارت «اللجنة» في بيانها: «يأتي هذا التصاعد في الخطاب المناهض للصحافة من قبل الرئيس بعد أسبوعًا من الاحتجاجات العنيفة أمام مقر جماعة الإخوان المسلمين في القاهرة، ففي خطاب عام ألقاه الرئيس مرسي، اتهم مالكي وسائل الإعلام الإخبارية الخاصة بانتقاده وإهانته، وقال إن وسائل الإعلام حرّضت على العنف عبر تغطيتها للاعتداءات على المتظاهرين فقط - دون تغطية الاعتداءات التي تعرض لها أعضاء جماعة الإخوان المسلمين».


وحذّرت جبهة الانقاذ الوطني، في بيان أصدرته، من «التداعيات الخطيرة للحملة الشرسة ضد قياديها وضد الشخصيات العامة وقادة الرأي في مصر»، و«الزج بأسماء معينة واتهامها بالباطل بالتحريض على أعمال العنف»، مؤكدة أنها «ستواصل النضال» من أجل «إنقاذ مصر» من الأخطار المترتبة جراء سياسات السلطة القائمة التي أدت لإشعال نار العنف.


وأعلنت الجبهة، في البيان، رفضها تهديدات الرئيس المعزول محمد مرسي للمعارضة الوطنية ولرموزها وللأصوات الإعلامية المهنية في مصر، وهو ما تجلى بوضوح في حصار مدينة الإنتاج الإعلامي، والاعتداء على عدد من الإعلاميين وأصحاب الرأي، بتواطؤ واضح.


وأكدت الجبهة أنها «ستواصل نضالها من أجل إنقاذ مصر من الأخطار المترتبة على سياسات السلطة القائمة التي أشعلت نار العنف بإسقاطها لدولة القانون، واعتدائها على القضاء، والفشل الذريع في حل الأزمات الاقتصادية والأمنية والإجتماعية، واستهانتها بمعاناة المصريين، وانشغالها الكامل بتمكين جماعة الإخوان المسلمين من كل أجهزة الدولة ومفاصلها، بدلاً من السعي لبناء نظام ديمقراطي تعددي يحقق أهداف ثورة 25 يناير».


وقال حافظ أبو سعدة، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، إنه تعرض لـ«محاولة اعتداء» ومعه الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أثناء دخولهما لمدينة الإنتاج الإعلامي، مضيفًا: «تم تكسير السيارة وزجاجها».


وأضاف «أبو سعدة» في حسابه على «تويتر»: «أغرب حاجة كادوا أن يفتكوا بنا، وقالوا ده حافظ أبو سعدة بتاع حقوق الإنسان، وحاولوا إنزالي بالعافية، لولا أن البعض طلبوا من السائق السير فكسروها».


وكان من المقرر ظهور «أبو سعدة» على شاشة قناة «mbcمصر» في برنامج «جملة مفيدة»، وقال «أبو سعدة»: «لفيت على كل الأبواب لنتمكن من الدخول»، مشيرًا إلى أن الأمن موجود داخل المدينة وهناك من يمنع الدخول.


وكتب «أبو سعدة»: «شهادتي من مدينة الإنتاج الإعلامي، هناك حصار كامل على أغلب الأبواب ومنع للضيوف والمعدين والعاملين»، مضيفًا: «لا يجب أن تكتفي الحكومة وحزب الحرية والعدالة بإدانة مدينة الإنتاج الإعلامي، وإنما لهجة الإدانة والاكتفاء بها غير كاف، وعلى النائب العام التدخل».


من جانبه، كتب د.حسن نافعة في حسابه على «تويتر»: «تعرضت لاعتداء من محاصري مدينة الإنتاج الإعلامي، وتم تكسير السيارة».


ودعا نشطاء في صفحات تؤيد الإخوان المسلمين بموقع فيسبوك لاقتحام مدينة الانتاج لإعلامي وتحطيم معدات القنوات المناوئة، وذلك عقب الإشتباكات التي حدثت قرب المقر الرئيسي لجماعة الإخوان الإرهابية بالمقطم.


وقالت المؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني وحقوق الإنسان فى بيان لها، أن اعتداء أنصار جماعة الإخوان المسلمين على مدينة الانتاج تمثل تضيقًا للإعلام بشكل عام ، خاصة على الإعلام المعارض للرئيس المعزول محمد مرسي وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين.


وأدانت المؤسسة حصار الآلاف من أنصار جماعة الإخوان المسلمين لمدينة الإنتاج الإعلامي و تحطيم سيارة الإعلامي خالد صلاح وإصابته في وجهة ورقبته وكذلك محاولة منع الإعلامي يوسف الحسيني المذيع بقناة أون تي من دخول المدينة، وإرهاب العاملين المدينة بعدما أغلقوا بوابتي 2 و4.


وأشارت المؤسسة أن فعل أنصار الإخوان تزامن مع قيام مجلس الشورى بتعيين 50 رئيس تحرير للصحف القومية بعد موافقة اللجنة العامة على الأسماء التي رشحتها لجنة اختيار رؤساء التحرير منهم أعضاء بالجماعة أو متعاطفين معها، ويرى الكثيرون أن هذه اللجنة تسعى للقيام بأخونة الإعلام القومي لصالح الجماعة وحزبها.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة