هابي واحد من ثلاثة تماثيل ضخمة معروضة بمعرض مينوبوليس "مدن مصر الغارقة"
هابي واحد من ثلاثة تماثيل ضخمة معروضة بمعرض مينوبوليس "مدن مصر الغارقة"


«المدن الغارقة».. عالم مصر الساحر في محطته الثانية بولاية مينسوتا الأمريكية

شيرين الكردي

الأربعاء، 24 أكتوبر 2018 - 06:51 ص

ينطلق معرض «مدن مصر الغارقة» في محطته الثانية، في 4 نوفمبر القادم ويستمر حتى 17 ابريل 2019  في معهد مينابوليس للفنون بمدينة مينوبوليس بولاية مينسوتا الأمريكية، وسط ترتيبات أمنية وتجهيزات على أعلى مستوي  تليق بما سيتم عرضه أمام كبار الشخصيات العالمية.

ويشهد الافتتاح حضور كلا من الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار د. مصطفى وزيري ،وفرانك جوديو رئيس البعثة المصرية الفرنسية للآثار الغارقة، والمهندس وعد أبو العلا رئيس قطاع المشروعات بوزارة الآثار،والمدير التنفيذي لوحدة النماذج الأثرية بوزارة الآثار المصرية الدكتور عمرو الطيبي، ورئيسًا للإدارة المركزية لشئون القطاعات ومجلس الإدارة ماجدة إسماعيل ، وعدد من أهم الشخصيات العامة في المدينة، وأكثر من ٣٠٠ صحفي ووكالة إخبارية مصرية وأمريكية  لتغطية هذا الحدث الهام.

وتسلط «بوابة أخبار اليوم» الضوء بشكل كامل على معرض «مدن مصر الغارقة» من جميع جوانبه، من خلال فكرة المعرض،وهدف المعرض،وأبرز القطع الأثرية الغارقة، والتي تعد من أهم الأساطير الدينية في مصر القديمة،والتي شكلت جزءًا كبيرًا من حضارتها وفنونها.

محتويات المعرض

وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار د. مصطفى وزيري ، في تصريحات خاصة لـ «بوابة أخبار اليوم»، إن المعرض يضم ٢٩٣ قطعة أثرية كان قد تم انتشالها من مدينتي هيراكلون وكانوبيس بالميناء الشرقي لمدينة الإسكندرية، وميناء أبو قير، وتضم الآثار،و ثلاث تماثيل ضخمة للآلة إيزيس، وسيرابيس، وتماثيل لأبو الهول.

وأوضح وزيري، أن وزير الآثار الدكتور خالد العناني، كان قد افتتح هذا المعرض في مارس الماضي في محطته الأولى بولاية سانت لويس، حيث سجل المعرض عدد ١١٣ ألف زائر خلال الستة أشهر الماضية، وهي فترة تواجد المعرض هناك، مشيرا إلى أن وزارة الآثار، كما اتخذت كل الإجراءات القانونية والتأمينية اللازمة والتي تضمن سلامة جميع القطع الأثرية الموجودة بالمعرض حتى رجوعها إلى أرض الوطن.

كما يلقي الدكتور مصطفى وزيري ، في مدينة مينابوليس الأمريكية بولاية مينسوتا ، محاضرة يوضح فيها أعمال الحفائر الأثرية التي تقوم بها الوزارة حاليا والتي سيثمر عنها الإعلان عن اكتشافات هامة خلال شهر نوفمبر المقبل،كما سيدعوا الشعب الأمريكي إلى زيارة مصر وآثارها خاصة الميناء الشرقي بالإسكندرية لمشاهدة الآثار الغارقة، وذلك لاهتمام الأمريكان بعلوم البحار والآثار الغارقة.

وأضاف وزيرى، أن معرض أوزيريس «أسرار مصر الغارقة»، الذي يضم منحوتات تصور "البشر والآلهة في العصور القديمة"، في ٤ ولايات أمريكية، يعرض في كل ولاية لمدة ٦ أشهر، وتحصل وزارة الآثار على ٤٠٠ ألف دولار نظير المعرض، وبعد كل ١٠٠ ألف تذكرة تحصل على دولار عن كل تذكرة.

وأعلن وزيري ، عن نجاح وزارة الآثار خلال الفترة الماضية في القيام بأكبر حملة للترويج لمصر في مختلف أنحاء العالم، وذلك عبر تنظيم المعارض المختلفة، وكذلك الاكتشافات الفرعونية التاريخية بمختلف محافظات مصر، والتي سيحضرها كافة وسائل الإعلام من مختلف الصحف والقنوات والإذاعات المصرية والعالمية.

مكاسب ثلاثية لمصر من المعارض

وأضاف وزيري ، أن المعارض التي تنظمها وزارة الآثار للمقتنيات والكنوز المصرية والتي يعشقها السائحين بمختلف دول العالم، والتي تحقق مكاسب ثلاثية لمصر على المستوى السياحي والاقتصادي والسياسي،موضحاً أن المكسب الأول سياحي بصورة كبيرة، حيث تساعد تلك المعارض والإقبال عليها عمل جذب سياحي ضخم لمصر بعد مشاهدة الكنوز الفرعونية التي لا مثيل لها بالعالم أجمع.

 وأوضح وزيري، أن المكسب الثاني اقتصادي حيث إن تلك المعارض تجلب ملايين الدولارات لخزينة وزارة الآثار، والتي تساعدها في العمل في الحفائر والتنقيب والاكتشافات التي هزت العالم في السنوات الماضية، وما زالت مستمرة في مختلف محافظة مصر، وكذلك تساعد في رفع كفاءة وتطوير المتاحف والمعابد الفرعونية بصورة تليق بمصر أمام السياح من مختلف دول العالم.

وأكد وزيري، أن المكسب الثالث والأهم من تلك المعارض العالمية للمقتنيات الفرعونية، سياسي من الدرجة الأولى، حيث إنه يثبت قوة واستقرار مصر وقدرتها على إرسال كنوزها للخارج والترابط والتعاون المشترك مع مختلف دول العالم ومصر أم الدنيا.

فكرة وهدف معرض "أسرار مصر الغارقة ":

تدور فكرة المعرض، عن مدن «ثونيس وهيراكليون» القديمة، التي كانت في يوم من الأيام ميناء الدخول الرئيسي لمصر، وكانوبيس موقع المعابد المخصصة للإله أوزوريس، وكان كلاهما قد اختفى تحت مياه البحر الأبيض المتوسط قبل أكثر من 1200 عام من خلال مزيج من الزلازل والفيضانات بسبب الوزن الهائل للمعابد والتماثيل.

ويهدف المعرض، إلى جذب عدد كبير من الأمريكيين لزيارة مصر للتعرف على المزيد من حضارة مصر الفرعونية العريقة، والمعرض يروي للشعب الأمريكي قصة مدينتين فرعونيتين من أهم المدن القديمة، التي غرقت تحت مياه البحر المتوسط بسبب زلزال مدمر ضرب مصر ،وهما "كانوبيس" وهو موقع المعابد المخصصة للإله أوزوريس، و"هيراكليون" وهو ميناء الدخول الرئيسي لمصر.

بداية رحلة الآثار الغارقة 

بدأت رحلة هذا المعرض عام ٢٠١٥ م، حيث تم عرضه في فرنسا تحت عنوان (اوزيريس، اسرار مصر الغارقة) ثم انتقل إلى المتحف البريطاني بانجلترا حتى أنهى رحلته في مدن أوروبا في مدينة زيورخ بسويسرا.

ثم بدأ اليوم رحلته الثانية حول أربعة مدن بالولايات المتحدة الأمريكية، أولها مدينة سانت لويس بولاية ميسورى لينتقل بعد ذلك إلى متحف مركزمينوبوليس للفن بمدينة مينوبوليس بولاية مينسوتا في من شهر أكتوبر وحتى إبريل ٢٠١٩، ثم إلى متحف بوسطن بولاية ماسوتشستس من يونيو إلى ديسمبر وأخيراً إلى متحف دوفر بولاية كلورادو في الفترة من شهر فبراير إلى ديسمبر ٢٠١٩.

القطع الآثرية بـ «متحف مينوبوليس»

تضم أبرز القطع التي تعرض بالمعرض تمثالًا صغيرًا من البرونز لأحد الفراعنة ــ عثر عليه في هرقليون ــ أبوقير، ويبلغ ارتفاعه نحو ٢٠.٥ سم، منحوت بدقة عالية، وقد تم اكتشافه في الجهة الغربية الجنوبية من معبد آمون في هرقليون.

ويظهر التمثال وهو واقف يرتدي التاج الأزرق والنقبة المعتادة «الشنديد الملكى»، متخذًا وضع المشي وممسكًا عصا في يده اليمنى، ويعتقد أن يكون هذا التمثال لأحد ملوك الأسرة الثلاثين، أو ربما هو الملك «بسماتيك الثاني» من الأسرة السادسة والعشرين، وذلك وفقًا للكتابات الموجودة داخل الخرطوش الموجود على الحزام.

كما يضم المعرض تمثالًا للإلهة «تاورت» قادمًا من المتحف المصري بالقاهرة، ويؤرخ لعصر الأسرة السادسة والعشرين في القرن ٦٦٤- ٥٢٥ ق.م.

وتظهر الإلهة في هيئة فرس النهر واقفة تستند على كفوف الأسد، وتدل هيئتها على الخصوبة والأمومة، حيث كانت الإلهة «تاورت» تعيش في النيل وترتبط بالتربة السوداء التي تقدم الخصوبة للأرض، وهى شكل من أشكال الإلهة نوت الأم الروحية للإله «أوزوريس».

ونقش على قاعدة التمثال معنى «تاورت»، وتعنى «العظيمة»، كما نقش اسم «ريرت» وهو اسم آخر من أسماء الإلهة «نوت»، كما نقش على عمود الظهر طلب الحماية من الإلهة لـ «نيتوكريس» ابنة الملك بسماتيك الأول، أما عن المخالب الأمامية فتستند على ثلاثة رموز هيروغليفية تعنى «الحماية».

ويحتوى كذلك على صدرية من الأسرة ٢٢ عثر عليها في تانيس بمقبرة شاشانق الثاني (٨٩٠ق.م) من المتحف المصري بالقاهرة، وترجع قطعة الحلي هذه إلى الملك شاشانق الأول (٩٤٥-٩٢٥ق.م)، كما هو موضح بالنقش الموجود على الجانب الأيسر أسفل القارب، وتمثل القلادة قارب الشمس طافيًا على المياه الأزلية تحت سماء مرصعة بالنجوم، أما قرص الشمس المطعم باللازورد، تحميه أجنحة إيزيس ونفتيس المحيطة به من الجانبين.

كما يحتوى على عين حورس "الأوجات"، من العصر البطلمي، من حفائر هرقليون، خليج أبى قير مصر (SCA 1123) وتمثل هذه التميمة عين الصقر حورس الإله، ابن أوزوريس، الذي أصيب على يد عمه (ست) وشفى بقوى الإله إيبيس "تحوت".

وتعد «الأوجات» أيضًا رمزًا لقمر ١٤ الكامل (البدر)، ورمزًا لاستعادة جسد أوزوريس الذي قطع لأربعة عشر جزءًا، وترمز العين أيضًا لشفاء الجروح والجسد.

وتدور فكرة المعرض عن مدن ثونيس وهيراكليون القديمة، التي كانت في يوم من الأيام ميناء الدخول الرئيسي لمصر، وكانوبيس موقع المعابد المخصصة للإله أوزوريس، وكان كلاهما قد اختفى تحت مياه البحر الأبيض المتوسط قبل أكثر من 1200 عام من خلال مزيج من الزلازل والفيضانات بسبب الوزن الهائل للمعابد والتماثيل.

 بداية اكتشاف آثار مصر الغارقة تحت الماء

تعود بداية اكتشاف آثار مصر الغارقة تحت الماء إلى عام ١٩١٠، إذ كان مهندس الموانئ الفرنسي فرانك جوديو مكلفًا بإجراء توسعات في ميناء الإسكندرية الغربي، واكتشف حينها منشآت تحت الماء تُشبه أرصفة الموانئ غرب جزيرة فاروس.

وفى عام ١٩٣٣، تم اكتشاف أول موقع للآثار الغارقة في مصر، وذلك في خليج أبى قير شرق الإسكندرية، وكان مكتشفه طيار من السلاح البريطاني، وقد أبلغ الأمير عمر طوسون الذي كان معروفًا بحبه للآثار، وكان عضوًا بمجلس إدارة جمعية الآثار الملكية بالإسكندرية فى ذلك الوقت.

وبدأ التعرف على آثار الإسكندرية الغارقة بمنطقة الحي الملكي في عام ١٩٦١، عندما اكتشف الأثري الراحل، كامل أبوالسعادات، كتلًا أثرية غارقة في أعماق البحر بمنطقة الميناء الشرقي أمام كل من لسان السلسلة وقلعة قايتباى.

وتم الكشف عن مجموعة كبيرة من هذه الآثار في عام ٢٠٠٠ في مدينة «هرقليون» الغارقة التي اكتُشفت عام ٢٠٠٠ بواسطة المستكشف الفرنسي «فرانك جوديو »، وكذلك في منطقة شرق كانوبوس التي اكتشفها جزئيًّا عمر طوسون عام ١٩٣٤، ثم أعادت بعثة المعهد الأوروبي اكتشاف الموقع.

وفى عام ٢٠٠١ أعلنت البعثة المصرية ــ الفرنسية المشتركة، بخليج أبى قير بالإسكندرية عن الآثار الغارقة، واكتشاف مدينة أثرية مهمة في قاع البحر على بعد ٦ كيلومترات من ساحل الخليج ترجع للعصر البطلمي، وتشير دلائل إلى وجود مدينة «هرقليون» الإغريقية بالموقع.

وحتى الآن لم يتم انتشال سوى ٤٠٪ فقط من تراث مصر الغارق، على الرغم من مرور ما يقرب من مائة عام على اكتشاف هذه الصروح الضخمة التي بنتها الفراعنة، بداية من الأسرة الثامنة عشرة، وما تبعتها من حضارات متعاقبة على مصر.


مدن مصر الغارقة

مدن مصر الغارقة

مدن مصر الغارقة

مدن مصر الغارقة

مدن مصر الغارقة

مدن مصر الغارقة

مدن مصر الغارقة

مدن مصر الغارقة

مدن مصر الغارقة

مدن مصر الغارقة

مدن مصر الغارقة

مدن مصر الغارقة

مدن مصر الغارقة

مدن مصر الغارقة

معرض"المدن الغارقة" في مينيابوليس للفنون بامريكا

معرض"المدن الغارقة" في مينيابوليس للفنون بامريكا

معرض"المدن الغارقة" في مينيابوليس للفنون بامريكا

معرض"المدن الغارقة" في مينيابوليس للفنون بامريكا

معرض"المدن الغارقة" في مينيابوليس للفنون بامريكا

معرض"المدن الغارقة" في مينيابوليس للفنون بامريكا

معرض"المدن الغارقة" في مينيابوليس للفنون بامريكا

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة