سفير اليابان خلال حواره لـ«بوابة أخبار اليوم»
سفير اليابان خلال حواره لـ«بوابة أخبار اليوم»


حوار| سفير اليابان بالقاهرة: رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي تعزز تعاوننا لتنمية أفريقيا

وردة الحسيني

الجمعة، 28 ديسمبر 2018 - 06:21 م

محطات مهمة للتعاون المصري الياباني شهدتها الفترة الماضية، وخاصة في المجال الاقتصادي والتنموي، ومن المنتظر أن يشهد عام ٢٠١٩ استمرارا لهذا التعاون خاصة في مجالات التعليم والطاقة، هذا ما أكده "ماساكي نوكي"، سفير اليابان في القاهرة، والذي وصل مصر قبل أشهر قليلة حاملا أفكارا جديدة لدعم العلاقات المصرية اليابانية، وخاصة في المجال السياحي ودعم صادرات مصر من المواد الغذائية لليابان واستغلال الرئاسة المصرية المقبلة للاتحاد الافريقي لاتخاذ خطوات أبعد في دعم التعاون الثلاثي المصري الياباني الأفريقي.

 

في حوار خاص لـ«بوابة أخبار اليوم» أوضح "ماساكي" أن اليابان تحرص على تنشيط التعاون مع مصر وتشجع القطاع الخاص الياباني على توجيه المزيد من الاستثمارات لمصر، كما كشف عن أهم الزيارات التي ستتم من جانب المسؤولين بالبلدين خلال العام الجديد، مشددا على أهمية الدور المصري في المنطقة، وما تتمتع به من أهمية جيوسياسية لربطها منطقة الشرق الأوسط بأفريقيا واوربا، فضلا عن التقدير الياباني للجهود المصرية في مكافحة الإرهاب، وإلى نص الحوار.

 

- بداية ماهو تقييمك لمستوى العلاقات المصرية اليابانية.. وأهم مجالات التعاون المصري الياباني خلال  ٢٠١٨؟

 العلاقات المصرية اليابانية تعود إلى القرن الـ١٩، عندما قامت بعثة يابانية بزيارة لمصر، ومنذ ذلك الوقت والعلاقات طيبة بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، ونؤمن أن  استقرار مصر وتعزيز دورها التنموي في المنطقة يعد أمرا مهما لتحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط ككل ولهذا ندعمها.

 

وقد قام الرئيس عبد الفتاح السيسي، بزيارة إلى اليابان في فبراير عام ٢٠١٦وفي العام السابق زار رئيس وزراء اليابان شينزو آبي مصر، وتعد زيارة الرئيس السيسي تاريخية حيث تعتبر أول زيارة لرئيس مصري منذ ١٧عاما، كما أنه أول رئيس عربي يتحدث أمام البرلمان الياباني، وشهدت الزيارة مباحثات مع رئيس الوزراء شينزو ابي، وكان من أهم نتائجها الإعلان عن البيان المصري الياباني المشترك تحت عنوان: "التعاون من أجل تحقيق طفرة في اتجاه مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية"، بالإضافة إلى توقيع مذكرات تفاهم حول الشراكة التعليمية المصرية اليابانية والتعاون في مجال الطاقة وفي المجال الطبي والرعاية الصحية.

 

وحاليا  نعمل على دعم مصر في مشروعات البنية الأساسية كتوسعة مطار برج العرب، وقناطر ديروط وغيرها.

ومن أبرز المشاريع التي سيشهدها العام المقبل، زيادة وتيرة العمل بمشروع المتحف الكبير للانتهاء منه وافتتاحه عام ٢٠٢٠، ليمثل إضافة جديدة في تاريخ التعاون الثنائي كدار الأوبرا ومترو الأنفاق.

  

- عام ٢٠١٨ شهد خطوات كبيرة لدعم الشراكة التعليمية المصرية اليابانية.. حدثنا عنها؟

في ظل قيادة الرئيس السيسي هناك حرص علي دعم التعليم في مصر والاستفادة مما حققته اليابان في هذا الشأن والذي كان محلا لإعجاب الرئيس السيسي خلال زيارته لطوكيو، فاليابان تدعم كل مراحل التعليم الإبتدائي والغعدادي والثانوي والجامعي.

 

وخلال الفترة الماضية اتخذت خطوات وإجراءات مهمة لتطبيق التعليم على الأسلوب الياباني "التوكاتسو" في المدارس المصرية، وهو ما بدأ بـ١٢مدرسة في السنوات الماضية، وفي سبتمبر الماضي تم التوسع ليشمل ٣٥ مدرسة أخرى، ومن خلاله تقدم اليابان الدعم الفني وتدريب المعلمين، كما تقدم قروضا لتطوير قطاع التعليم مثل القرض الميسر الخاص بالشراكة المصرية اليابانية من أجل التعليم بقيمة ١٧٥.٧ مليون دولار، والذي تم توقيعة في فبراير الماضي.

 

ونرى أهمية التعليم من حيث دوره في تنمية الموارد البشرية،  كما أنه مفتاحا للتنمية، كما قال عميد الأدب العربي  طه حسين "التعليم كالماء والهواء".. وفي هذا النظام نعمل ما يجب عمله ومن خلال هذه المدراس يتم تنمية الذكاء والعقل والجسم معا.

 

- اثيرت علامات استفهام حول تعثر "التوكاتسو" ووجود ملاحظات يابانية حول الاستجابة والتطبيق من الجانب المصري؟

الشعب المصري يجب أن يقدم ما هو جيد لدعم التعليم فهو مفتاح التنمية كما سبق القول ، وهنا فقط نحتاج لمناقشات وتبادل وجهات النظر فنظام التعليم في اليابان مختلف عن مصر واي نظام آخر، وعلى العموم التجربة بدأت وانطلقت ونحتاج استمرار الجهود لمواجهه اية تحديات، وما يطمئن هنا ان الهدف مشترك وهو الارتقاء بجودة التعليم.

 

وأريد أن أشير هنا أيضا إلى الجامعة المصرية اليابانية والتي بدأت عام ٢٠١٠ لطلبة الدراسات العليا وتم العام الماضي فتح الدراسة فيها لمرحلة البكالوريوس في كلية الهندسة وكلية إدارة الأعمال الدولية والإنسانيات، ونعمل على مد مصر بخبرتنا في هذا الصدد وفي  خريف العام المقبل سيتم تنظيم كورسات جديدة للطلبة بها. 

 

ما حجم الاستثمارات اليابانية في مصر؟

 وصل  حجمها  إلى ٩٣مليون دولار  عام ٢٠١٧ وقد يبدو هذا الحجم ضئيلا مقارنة بامكانيات البلدين ولكن إذا ما قورن بما وصل إليه عام ٢٠١١ سيتضح أنه تضاعف عدة مرات، وفي ظل الامكانيات المتاحة والسوق المصرية الكبيرة من المنتظر أن يحدث نموا كبيرا في حركة الاستثمارات اليابانية، وبالفعل لمسنا  الرغبة من عدد من الشركات اليابانية للاستثمار في مصر.

ويعمل في مصر أكثر من 50 شركة يابانية كبري مثل نيسان وتويوتا في مجال السيارات، وهناك أيضا قطاعات أخرى  تعمل بها الشركات اليابانية كالغذاء والمنسوجات والبنية الاساسية وغيرها. 

 

ما تعليقك علي مناخ الاستثمار في مصر والاجراءات المتخذة خلال الفترة القليلة الماضية؟

الصورة العامة جيدة، فالحكومة المصرية تقوم بجهد كبير للاصلاح الاقتصادي وتحسين المؤشرات الاقتصادية كالتضخم ومعدل البطالة، وبصفة عامة الامكانيات ضخمة للتنمية في مصر، والكرة في ملعب الشركات اليابانية للتوسع في مصر بدلا من الاتجاه لأوربا وتركيا، وهذا يعتمد على المشروعات الجارية والمزايا المتوفرة في مصر من اتفاقات للتجارة الحرة مع أوربا والكوميسا.    

 

كيف يرى المستثمرون اليابانيون السوق المصرية من حيث أهم المزايا التنافسية؟

اغلبية سكان مصر من الشباب، وبالتالي قوة العمل بها من العناصر الجاذبة للشركات اليابانية التي بالفعل  وسعت عملها في مصر ليصل عددها إلى ٥٠ شركة.

 

- ماذا عن حجم التجارة الثنائية ؟

بلغ حجم الصادرات اليابانية لمصر ١ مليار دولار، وتعد مصر ثاني أكبر دولة بعد جنوب أفريقيا في هذا الصدد، بينما كان حجم الصادرات المصرية لليابان عام ٢٠١٧ حوالي٦٣ مليون دولار.

والامكانيات هنا واسعة، وزرت مؤخرا شركات مصرية متخصصة في الغذاء المجفف والخضراوات ووجدت توافقا مع المعايير اليابانية، وبعضها يصدر منتجاته إلى اليابان، ومستقبلا سيتم تفعيل التعاون في هذا المجال.

 

- من أهم المؤسسات اليابانية التي تتعاون مع مصر هيئة التعاون الدولي اليابانية والجايكا.. فما أبرز مشروعاتها ؟

التعاون الفني مع مصر بدأ عام ١٩٥٤ والمنح عام ١٩٧٣والقروض الإنمائية الرسمية في عام ١٩٧٤حيث تم إنشاء مكتب هيئة  التعاون الدولي اليابانية "جايكا" عام ١٩٧٧.

وأوجه التعاون في مصر تهدف لتحقيق النمو الشامل والمستدام والحد من الفقر ورفع مستوى المعيشة وتنمية الموار البشرية وتطوير القطاع العام، ومن أهم المشروعات الكبرى للجايكا في مصر توسعة مجرى قناة السويس وبناء جسر قناة السويس  ومستشفى جامعة القاهرة لطب الأطفال  ودار الأوبرا  ومترو الأنفاق وتطوير المنطقة المحيطة بوادي الملوك بالاقصر ومحطة الزعفرانة لتوليد الكهرباء وإنشاء قناطر ديروط الجديدة وتوسعة مطار برج العرب والجامعة المصرية اليابانية والمتحف المصري الكبير، إلى جانب إرسال متطوعين للعمل في المجالات المتنوعة.  

وندعم "الجايكا" أيضا في القطاع الخاص والحكومي في مجال الطاقة وتمويل مشروعات الطاقة المتجددة والنظيفة من الشمس والرياح في منطقة البحر الأحمر. 

والسفارة اليابانية على علاقة وثيقة ومكثفة مع مكتب الچايكا في مصر، وكذلك مكتب هيئة التجارة الخارجية اليابانية "چيترو"، والتي تعمل على تعزيز العلاقات التجارية ودعم الشركات اليابانية العاملة بالخارج.

       

- ما حجم السياحة  اليابانية في مصر ؟

- أود هنا أن أوضح أهمية التاريخ المصري لليابانيين، ومصر بالنسبة لهم من الدول التي يتمنون زيارتها خلال حياتهم، والجميع يعرف الأهرامات واكتشاف مقبرة توت عنخ آمون والتي تعتبر من اكبر الاكتشافات على مدار التاريخ في مصر.

وكان عدد  السائحين اليابانيين  في مصر عام ٢٠١٠ حوالي ١٢٦ ألف سائح، وانخفض هذا الحجم إلى٢٠ ألف سائح عام ٢٠١٦، وتعافي في العام الماضي ليصل إلى ٣٣ ألف سائح، ونأمل تضاعف هذا العدد ن خاصة مع وجود رحلتين جويتين أسبوعيا بين القاهرة وطوكيو وذلك منذ أكتوبر الماضي، حيث كانت قبل هذا التاريخ رحلة واحدة فقط.

والشعب الياباني يتابع التطورات الأمنية بالمنطقة، والحكومة المصرية تعمل جهد كبير وإيجابي، ولدى اقتراح سأعمل على تطبيقه لتعزيز السياحة اليابانية بمصر  وذلك من خلال تنظيم زيارة لمصر لممثلي  الوكالات المهتمة بالسفر إلى مصر.

كما لدى آمال في تنشيط السياحة المصرية لليابان، فحركة السياحة العالمية لليابان كانت عام ٢٠١١ حوالي ٦مليون سائح، وهذا العام تضاعفت خمس مرات لتصل إلى ٣٠ مليون سائح، مما يعني أن اليابان دولة مناسبة للسياحة وغير باهظة التكاليف، ويزور اليابان من مصر فقط ١٠آلاف سائح مصري.

           

- ماذا عن أهم اللقاءات بين البلدين في عام ٢٠١٩؟

 مع مطلع العام القادم، يخطط رئيس منظمة التجارة الخارجية اليابانية (الجيترو) لزيارة مصر مع وفد كبير من ممثلي كبري الشركات اليابانية، ومن المنتظر أن يلتقي المعنيين في الحكومة المصرية وممثلي القطاع الخاص في مصر.

كما من المنتظر أن يزور الوفد الياباني عددا من المشروعات الكبري في مصر كالمنطقة الاقتصادية في خليج السويس والعاصمة الادارية الجديدة، وتهدف الزيارة إلى تعزيز حركتي التجارة والاستثمار مع مصر، وسيتم خلالها عقد منتدى للتعاون المشترك وتوقيع مذكرات تفاهم.

كما تم توجيه الدعوة للرئيس السيسي للمشاركة في قمة "التيكاد" نهاية أغسطس القادم، وهو مؤتمر مهم لدعم التنمية في أفريقيا وتم في إطاره توجية الدعوة لكل القادة الأفارقة، وتكتسب المشاركة المصرية أهميتها من كون مصر ستتولى رئاسة الاتحاد الأفريقي فبراير القادم، وبالتالي سيسمع الصوت الأفريقي من خلال مصر، كما ستستضيف اليابان أيضا مؤتمرات دولية مهمة في مقدمتها G20.

 

- كيف تري اليابان الجهود المصرية في مكافحة الإرهاب ؟

بالفعل الإرهاب ظاهرة عالمية، ولا توجد دولة بالعالم لا تعاني من هذه الآفة الخطيرة، وتقوم مصر في هذا الصدد بدور مهم ليس فقط في محاربة الإرهاب عسكريا، وإنما أيضا في دعم التنمية بها فلا يوجد أمن بدون تنمية.

وقد عانى المواطنون اليابانيون من الهجمات الإرهابية، وفي الأعوام الماضية راح ضحيته  ١٠ في الجزائر، و٣ في تونس، و٢ في سوريا، و٧ في بنجلادش، وجميعهم كانوا يعملون في مجال التعاون الاقتصادي  والتنموي، وندعم مصر بشكل قوي في مواجهة هذا الخطر.

 


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة