الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب


انسحابات «ترامب» الثمانية منذ توليه زمام الأمور في البيت الأبيض

أحمد نزيه

الجمعة، 26 أبريل 2019 - 11:19 م

لم يغير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من سلوكه تجاه التعامل مع الاتفاقيات والمعاهدات التي أبرمتها الولايات المتحدة في عهود ما قبل قدومه إلى البيت الأبيض، فواصل سلسلة انسحاباته من اتفاقياتٍ دوليةٍ وقعتها بلاده، لتصل تلك الانسحابات إلى الرقم ثمانية.

الرئيس الأمريكي أعلن اليوم الجمعة 26 أبريل، خلال الاجتماع السنوي للرابطة الوطنية الأمريكية للسلاح أن الولايات المتحدة ستنسحب من معاهدة الأمم المتحدة للسلاح، التي وقعها سلفه باراك أوباما عام 2013، وذلك إذعانًا من ترامب لرغبات الرابطة وجماعات محافظة أخرى كانت تعارض تلك الاتفاقية.

وقال ترامب أمام آلاف من الحضور المبتهجين الذي ارتدى كثير منهم القبعات الحمراء المرتبطة بشعاره الانتخابي "نحن نسحب توقيعنا". ولاقى قرار ترامب انتقادات فورية من جماعات دولية  تابعة لحقوق الإنسان.

لكن الأمر لم يعد غريبًا على الرئيس الأمريكي، الذي ألف مثل هذه القرارات، ليقدم على ثمانية انسحابات منذ دخوله البيت الأبيض يناير عام 2017.

اتفاقية مكافحة تغير المناخ

مسلسل انسحابات ترامب بدأ في يونيو عام 2017، حينما انسحب من اتفاقية باريس لمكافحة تغير المناخ، التي وقعها سلفه باراك أوباما عام 2015.

قرار الرئيس الأمريكي آنذاك تسبب في استياءٍ أوروبيٍ تجاهه، خاصةً من ألمانيا، ودفعت المستشارة الألمانية للتصريح وقتها بأن على أوروبا أن تأخذ زمام المبادرة ولا تنظر لحلفائها، في إشارةٍ منها للولايات المتحدة.

اليونسكو

وفي أكتوبر من العام ذاته، انسحبت الولايات المتحدة من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، متهمةً المنظمة بالانحياز لفلسطين على حساب إسرائيل، وذلك حسب بيانٍ صادرٍ وقتها عن وزارة الخارجية الأمريكية.

وكانت الولايات المتحدة قد ألغت في 2011، إبان حقبة الرئيس السابق باراك أوباما، مساهمتها المالية الكبيرة التي كانت تخصصها لليونسكو احتجاجًا على قرار منح فلسطين عضوية كاملة بالمنظمة.

الاتفاق النووي مع إيران

وفي مايو الماضي، قرر ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم مع إيران، معتبرًا أن الأخيرة انتهكت روح الاتفاق النووي، وذلك على الرغم من تأكيد وكالة الطاقة الذرية على التزام إيران ببنود الاتفاق النووي.

ووقعت أمريكا عام 2016 على اتفاقٍ نوويٍ مع إيران رفقة خمسٍ من القوى العظمى في العالم (روسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين)، خلال حقبة أوباما، لكن ترامب رغب عن الاستمرار في هذا الاتفاق، وهدد أكثر من مرة بالانسحاب منه، قبل أن ينفذ تهديده في الحادي عشر من مايو الماضي.

منظمة حقوق الإنسان

وفي يونيو الماضي، أعلن ترامب انسحاب بلاده من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بسبب ما اعتبرته واشنطن انحيازًا من المنظمة الأممية ضد إسرائيل.

وقال عنها حينها سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، إنها منظمةٌ منافقةٌ وأنانيةٌ وتستهزأ بحقوق الإنسان، حسب زعمها، مرجعةً قرار بلادها إلى الانحياز المعادي لإسرائيل وشن حملة ممنهجة ضدها، حسب ادعائها.

 

بروتوكول باتفاقية فيينا

وقرر ترامب  في الثالث من أكتوبر الجاري الانسحاب من البروتوكول الاختياري بشأن حل النزاعات الملحق بمعاهدة فيينا فيما له صلة بقضية تطعن على نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.

ويأتي القرار الأمريكي بعد أن لجأت فلسطين إلى محكمة العدل الدولية لتقديم شكوى ضد الولايات المتحدة بشأن اعتراف الأخيرة بالقدس عاصمةً لإسرائيل.

وتستند فلسطين في شكواها لمحكمة العدل الدولية إلى اتفاقية فيينا عام 1961، والتي تحدد أطر العلاقات الدبلوماسية بين الدول المستقلة، وترى السلطة الفلسطينية أن الولايات المتحدة انتهكت بعض بنودها باعترافها بالقدس عاصمةً لإسرائيل.

ولكن في الوقت ذاته، أكد بولتون التزام بلاده بمعاهدة فيينا الأساسية بشأن العلاقات الدبلوماسية، واحترامها كافة التزاماتها الدولية بموجب هذه المعاهدة.

معاهدة الصداقة مع إيران

وفي نفس اليوم، لم تنسحب واشنطن من هذه المعاهدة فقط، بل أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو انسحاب بلاده من معاهدة الصداقة بين أمريكا وإيران، والتي أبرمت في عهد حكم الشاه الإيراني محمد رضا بهلوي، وقتما كانت العلاقات بين البلدين تسير على ما يرام.

انسحاب أمريكا من المعاهدة جاء بعدما حكمت محكمة العدل الدولية لصالح إيران في خصومة تتعلق بهذه المعاهدة، ألزمت محكمة العدل الدولية الولايات المتحدة بضمان ألا تؤثر العقوبات المفروضة ضد إيران على المساعدات الإنسانية أو سلامة الطيران المدني والملاحة.

الاتفاق النووي مع روسيا

آخر طلعات ترامب الانسحابية كانت من نصيب معاهدة القوى النووية المتوسطة، التي أبرمتها الولايات المتحدة عام 1987، إبان حقبة الرئيس الأربعين رونالد ريجان، مع الاتحاد السوفيتي قبل تفككه.

واتهم ترامب موسكو بعدم الالتزام ببنود المعاهدة، وهو ما نفته الأخيرة، لكن ذلك النفي لم يثنِ الرئيس الأمريكي على المضي قدمًا في الانسحاب من تلك المعاهدة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة