رجب طيب أردوغان
رجب طيب أردوغان


«الربيع التركي».. بين حديث أردوغان عن «الوهم» والواقع الحالي

أحمد نزيه

السبت، 04 مايو 2019 - 12:21 ص

قلل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من احتمالية حدوث ربيعٍ تركيٍ في بلاده، على غرار ثورات الربيع العربي، التي بلغت أوجّها عام 2011، قائلًا، إن الحالمين بحدوث ربيعٍ تركيٍ "واهمون"، حسب رأيه، معتبرًا أن تركيا ليست الشرق الأوسط وهي "أكبر من أن يقدر أحد على ابتلاعها"، على حد وصفه.

وفي كلمةٍ ألقاها في اسطنبول يوم الجمعة 3 مايو، مضى الرئيس التركي قائلًا، "لا يزال البعض يحنون إلى حدوث ربيعٍ تركيٍ، في حين تحول كل مكان جلبوا له الربيع إلى شتاءٍ حالكٍ".

نبرة الرئيس التركي الحادة مع استبعاد فكرة خروج تظاهراتٍ شعبيةٍ قد تطيح به من الحكم، توحي بأن أردوغان على ثقةٍ من أن رياح الثورات العاتية لن تباغته، وأن كل من يتوقع عكس ذلك فهو واهمٌ، حسبما قال الرئيس التركي.

(طالع أيضًا: تحقيق| تركيا.. «رجل أوروبا المريض» بين الماضي والحاضر)

واقع مختلف

أما عن الواقع الحالي، فإن أردوغان يعيش أيامًا صعبةً في حكم تركيا يدركها في قرارة نفسه، وذلك بعد الانتكاسة التي لحقت بحزبه "العدالة والتنمية" في الانتخابات المحلية نهاية شهر مارس الماضي، والتي فقد خلالها رئاسة بلدية كبريات المدن التركية وعلى رأسها العاصمة أنقرة، ومعقل الحزب الحاكم مدينة اسطنبول.

وكانت هذه هي المرة الأولى في تاريخ حزب العدالة والتنمية منذ نشأته عام 2001 أن يخسر فيها بلدية اسطنبول، التي بدأ منها أردوغان صعوده السياسي في بلاد الأناضول في تسعينات القرن الماضي.

هذه النتائج دفعت البعض في الأوساط السياسية الدولية للحديث عن أن هذه هي بداية النهاية للرئيس التركي أردوغان، المسيطر على مقاليد الحكم في تركيا منذ عام 2003، بين رئيس وزراء في جمهوريةٍ برلمانيةٍ من 2003 إلى 2014، ورئيسٍ للبلاد في جمهورية ذات سلطة رئاسية تنفيذية بعد تعديلاتٍ دستوريةٍ في 2017، مُررت بهامشٍ ضئيلٍ بلغ 51.3% من إجمالي أصوات الناخبين.

لكن الرئيس التركي سيسعى بقوةٍ لتجاوز آثار تلك النكسة الانتخابية، والمضي قدمًا في إصلاح الاقتصاد التركي، الذي يعاني فترةً من الركود منذ مطلع العام الماضي، لإنقاذ منصبه الرئاسي في انتخابات 2024، حينما يترشح لولايةٍ رئاسيةٍ ثالثةٍ وأخيرةٍ في حكم البلاد.

وفي ضوء المعطيات الأخير، يُصعب الجزم بأن الرئيس التركي في مأمنٍ من "ربيعٍ تركيٍ"، حتى وإن أبانت لهجته اليوم عن ذلك، في انتظار ما ستكشف عنه قادم الأيام من أحداث في تركيا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة