العالم المصري د.فاروق الباز
العالم المصري د.فاروق الباز


حوار| فاروق الباز: مصر تمنح الشباب راية التنمية

محمود كساب

الأحد، 28 يوليه 2019 - 06:24 م

نجح في أن يحفر اسم مصر في وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» واستطاع أن يحدد الأماكن المناسبة لهبوط الإنسان على سطح القمر في رحلة أبوللو عام 1969، هو دكتور فاروق الباز أحد علماء مصر بالخارج، المستشار العلمي لرئيس الجمهورية، والذي رفع اسمها في المحافل الدولية «بوابة أخبار اليوم» حاورته لتعرف منه نصائحه للشباب المصري ورأيه في التنمية المصرية في الفترة الحالية.

في بداية.. كيف ترى وضع الشباب المصري في الفترة الحالية؟

الرئيس عبد الفتاح السيسي يهتم كثيرا بالشباب المصري في الفترة الحالية ودليل على ذلك عقده أكثر من مؤتمر للشباب وتخصيص عام للشباب، فالرئيس يعلم أن لهم الكثير من الطاقة والثبات النفسي وهذا يمكن استغلاله في طريق التقدم.

لقبوك «نصير الشباب» فما رأيك في هذا اللقب ؟

أؤمن بالشباب إيمان كامل وقدمت كثيرا دعما له وعلى سبيل المثال عندما أطلقنا أولى رحلتنا إلى الفضاء كان عمر العاملين بوكالة فضاء ناسا متوسط عمر هؤلاء العاملين يبدأ من 26 عاما أي أنهم شباب وهم من قاموا بإرسال الإنسان إلى القمر وملاحظة كل أجزاء السفينة التي قامت بتوصيل الرواد وعودتاهم سالمين.

 أين ستكون مصر على الخريطة في الفترة القادمة؟

سوف تكون مصر بعد خمس سنوات أفضل من مصر الحالية دون شك، فيوجد تحسن ملموس في الاقتصاد المصري كما يوجد تنمية حقيقة ومشروعات قومية كبرى تؤكد على ذلك التقدم.

وكيف تنقل خبراتك العلمية للشباب في تخصصك؟

لقد أكملت دراساتي وأعد كتباتها حاليا، والآن من يقوم بالدراسات هم تلاميذي وفيهم عدد كبير في أمريكا و في مصر والصين والهند وعمان والكويت والسعودية والإمارات ولبنان وليبيا ولذلك فأنني سعيد جدا بالتقاعد أترك المجال للشباب للقيام بالجديد وللمزيد في العلم والمعرفة.

من وجهك نظرك كيف يمكنا تطوير ملف التعليم في مصر؟

هناك مشكلة في التعليم بمصر وذلك بسبب إهمال الدولة له لمده عقود من الزمان فالتعليم أصبح لا يؤهل لأي وظيفة في مستقبل، ولذلك لابد من نظرة ثاقبة وتعاون مجتمعي لإصلاحه كليا.

بالطبع وجهك صعوبات وتحديات في حياتك فما هي  ؟

بالطبع وجهك صعوبات كثيرة ولكنني لم استسلم في طريق تحقيق حلمي فعلى سبيل المثال لقد حصلت على دكتوراه في الجيولوجيا من أمريكا وفور عودتي لمصر، فوجئت بوزارة التعليم العالي، تصدر قرار تعيني في الجامعة لتدريس الكيمياء، وأصريت على العمل بتخصصي في حين كانت أحوالي المادية سيئة، ورفضت العمل في غير تخصصي ولم يكن لدى واسطة وترددت على مكتب الوزير يوميا لمدة 3 أشهر إلى أن تسلمت العمل ثم اضطررت للعمل في شركة بترول مؤقتا بالسويس للإنفاق على أسرتي لحين حل مشكلة التخصص بالجامعة، ونجحت في الكشف عن أبار بترول وتوجهت إلى باريس لاستكمال دراسات وأبحاث حول اكتشاف أبار البترول وهناك واجهت عقبات الفيزا، وبمساعدة أصدقاء حصلت على تأشيرة دخول على ورقة بيضاء إلى ألمانيا، ومنها إلى أمريكا مرة أخرى لتبدأ حياتي من جديد.

هل ترى الدولة المصرية تهتم بالعلماء في الفترة الحالية ؟

بالطبع الدولة المصرية أصبحت تهتم كثيرا بالعلماء وخاصة الرئيس عبد الفتاح السيسي ودليل على ذلك أن الرئيس نعم يهتم الرئيس السيسي بالعلماء وأفكارهم وفد أختار 12 مصريا من خير أهل  العلم والتكنولوجية في مجلس استشاري يجتمع مرة كل شهرين وينظر فيما يقدمه الرئيس لأخذ الرأي.

هل مازالت تحمل الأرض من الخيرات التي تكفي الأجيال القادمة؟

بالطبع مازالت الأرض تحتوي على الكثير من الخيرات وأنا سعيد بذلك لأن ذلك سيبقى للأجيال القادمة وعلينا أن نحافظ عليه وعدم استغلاله لكي يبقى لأجيال القادمة.

أين مشروع ممر التنمية إلى النور؟

في مقابلتي الأولى مع الرئيس عبد الفتاح السيسي قبل توليه رئاسة الجمهورية حدثني بأنه وضع مشروع ممر التنمية في البرنامج الانتخابي الخاص به، ولكن الظروف الحالية لم تكن موافقة لتنفيذ البرنامج، فالمشروع من وجه نظري يحتاج إلى مؤسسة خاصة لتمويله.

حدثني عن ذكرياتك في تحديد أماكن هبوط الإنسان على سطح الأرض عام 1967؟

قمت بدراسة مواقع الهبوط رحلات الإنسان على القمر من خلال الصور واستمرت صور دراسة سطح القمر من  صور المسبار "لونار اوربتـر 1" التابع لوكالة الفضاء ناسا، وكانت أول رحلة لقمر عام 1969 وتم تحديد مكان هبوط كل رائد في هذه الرحلة، وكان الأهم من ذلك هو تحديد الوصول والهبوط ثم محاولة اختيار المواقع التي تدل على تاريخ القمر ومكوناته من نتائج ستة رحالات إلى سطحه كان أخرها في ديسمبر 1981.

وما هو شعورك عندما وضع أول رائد فضاء قدمه على سطح القمر وأنت لك الفضل في ذلك؟

سعدت كثيرا مع زملائي الذين شاركوا في هذا العمل العلمي الهام، وكان الأهم هو وصول الرواد إلى الموقع أمنين ثم جاء بعد ذلك اختيار العينات من من التربة والصخور.

حصلت على الكثير من الجوائز كانت أخرى إيناموري للأخلاقيات لعام 2018 التي فزت بها.. حدثني عن تلك الجائزة؟

كان خبر حصولي على جائزة جائزة  إيناموري للأخلاقيات غير متوقعا  فلم أكن أسمع عنها على الإطلاق حيث أنني عالم، واخترت لجوائز علمية  كثيرة ولم أتوقع غيرها إطلاقا، كما أن حضور أحد رواد رحلة أبلو (أول رحلة فضائية لقمر) دون علمي لمشاهدة تكريمي وسبب ذلك في سعادتي.

كيف ترى وضع البحث العلمي في مصر والوطن العربي؟

لقد تدهور البحث العلمي في مصر والعالم العربي على حد سواء وكان ذلك نتيجة طبيعية لأن القيادات لم تكن مقتنعة بأهمية العلم والعلماء ولكني أعتقد بأن هذا يتغير حتى وأن كان التغير بطيئا.

سوف تكون مصر بعد خمس سنوات أفضل من مصر الحالية دون شك مع أن التغير يتم ببطيء شديد نتيجة  للخل المجتمعي والوضع الاقتصادي الحالي ولكن التحسن ملموس وذلك سوف يتغير الوضع إلى الأفضل.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة