خالد النجار
خالد النجار


ضى القلم

نحن نعشق الفوضى

خالد النجار

الإثنين، 26 أغسطس 2019 - 08:33 م

يبدو أننا نعشق الفوضى ونتلذذ بها.. شوارعنا تحولت لسوق وضجيج وألفاظ خارجة، بلطجة سائقى الميكروباص أصابت أصحاب السيارات الخاصة بالعدوى، اعتدنا إلقاء القمامة من نوافذ السيارات.. انتشرت أكوام الزبالة رغم أن على بعد خطوات منها صناديقها الفارغة، حتى المبانى تحولت لنشاز، كل واحد على مزاجه، فوضى معمارية، ومبان شاذة ومقززة.
مهازل المبانى المخالفة والقبيحة ننسجها بأنفسنا وكأننا نرسم لوحة مشوهة لشوارعنا.
فوضى فى طريقة اللبس بمناظر غريبة، فوضى طالت برامج التليفزيون وطالت الأغانى وكأننا نقصد الإساءة لأنفسنا ونتعمد الهبوط بالذوق. حفلات هلث ومناظر عرى لم تقتصر على النساء بل وصلت للرجال «المفروض أنهم رجال»، انحدر الذوق وكل واحد استحوذ على ميكروفون إما أن يغنى أو يعمل فيها مذيعا!
السير عكس الاتجاه سيطر على شوارعنا ومن يقدم لك النصيحة والموعظة هو أول المخالفين. ولم يقتصر السير عكس الاتجاه على المشى فى الشوارع أو قيادة السيارات بل وصل كل شىء فى شتى تعاملاتنا.
ابتدعنا طرقا جديدة للهروب من المخالفات بطمس أرقام لوحات السيارات خلاف من يسيرون بدون لوحات أصلا!
عودة الأخلاق تبدأ بالالتزام فى الشارع وعدم التعرض للآخرين وإيذائهم، والتزام السائقين بقواعد المرور وتطبيق القانون على الجميع.
عودة الانضباط للشارع تهذب السلوك وتحجم الفوضى.
نتغنى بانضباط الدول الغربية والعربية أيضا والصغيرة منها ونكون أول الملتزمين والمنضبطين فيها لكننا نتمادى فى الانحلال والفوضى والخروج عن المألوف فى بلدنا.
غياب المرور سيضاعف حجم البلاوى والحوادث التى تزايدت بسبب رعونة شباب يعشقون الإهمال.
مصيبة التليفون المحمول تسبب كوارث كل لحظة وتحصد مسالمين لا حول لهم ولا قوة، تفنن البعض وخاصة الحريم فى تصفح صفحات مواقع التواصل الاجتماعى أثناء القيادة ليحدث الاصطدام بسيارات لا ناقة لأصحابها ولا جمل، عادات سخيفة نكتسبها لنوظف التكنولوجيا دوما فى الخطأ، كارثة استخدام المحمول أثناء القيادة زادت عن الحد وتحتاج لضبط وصرامة لتختفى معها حوادث كثيرة.
هل نحتاج لعلاج نفسى لنتخلص من سلوكياتنا المقززة التى ملأت شوارعنا ومؤسساتنا بالفوضى وغيرت نمط حياتنا الهادئ.. نحتاج فقط لعودة الأخلاق والالتزام بالسلوك الصحيح.
فوضى فى الأسواق وفى التعاملات وانعدام ضمير وفهلوة وانحلال وانتشار للمقاهى فى عرض الطريق والأرصفة خلاف الباعة الذين حرموا المارة من السير.
أعيدوا للشوارع هدوءها وللبيوت وقارها فبالأخلاق ينضبط السلوك وينضبط الأداء فى كل شىء ويعود الهدوء.
الفوضى نصنعها بأيدينا ونناضل لتطبيقها ليصير الخطأ صوابا لكن لا يدوم فدوما وأبدا لا يصح إلا الصحيح.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة