عمرو الديب
عمرو الديب


صدى الصوت

دار الكتب.. مرة أخرى

عمرو الديب

الأربعاء، 28 أغسطس 2019 - 06:57 م

فى مقدمة التحقيق الذى نشرته صفحة الأدب عن معاناة الباحثين فى قاعات الاطلاع بدار الكتب، أكدت على حقيقة ساطعة، قد تقلق مضاجع الحاقدين على هذا الوطن العظيم، وهى أن دار الكتب المصرية العريقة لديها تاريخ يفوق فى خصوبته وثرائه وامتداده عمر بعض الدول، ومنها من يحنق على مصر، ويحسدها على دورها وعراقتها، ودار الكتب ليست إلا مثالا لمؤسسات وطنية عريقة تمتلك من التاريخ والأصالة والعراقة ما تفتقده دول بقضها وقضيضها، فعمرها يتجاوز المائتى عام، وانطلاقتها جاءت قوية منذ كانت تحمل اسم دار الكتب الخديوية، ولدينا من المؤسسات ما يؤكد ثراء ذلك الوطن العظيم وعراقة مؤسساته، وأصالة أدواره، مما يعنى أن هدمه عن طريق الدفع إلى انهيار مؤسساته هدف قد يتماهى مع الاستحالة، وغرض يشبه ضرب الرءوس فى الصخور، وقص على نموذج دار الكتب عشرات بل مئات المؤسسات العريقة، وقد أشرنا إلى تلك الحقيقة ونحن نقدم لبعض ما يراه عدد من الباحثين سلبيات فى أداء هذا الكيان العريق كلفت الزميل محمد سرساوى برصدها، وطبعا جاء نقدنا البناء من منطلق حرصنا على واحدة من مؤسساتنا العريقة، نعتز بها وبتاريخها، وبأدوارها فى محيطها العربى، فدار الكتب ليست ذاكرتنا العظيمة فقط، إنما هى منارة يجب أن ينتشر ضوؤها فى الآفاق، وأن يمتد تأثيرها ليشمل المحيط الثقافى العربى كله، لأنها ـ ببساطة ـ علم خفاق يؤكد فى كل لحظة التفوق المصرى والعراقة الوطنية، لذلك نرجو أن تكون لهذه المؤسسة العريقة مكانها على الخريطة السياحية لبلادنا سواء بمبناها القديم فى باب الخلق، أو فى المبنى المحدث على كورنيش النيل، وعلينا أن نولى أمر السياحة الثقافية قدرا من الاهتمام، لما له من تأثير معنوى هائل، قد يضاف إلى العائد الاقتصادى، وفى دول عديدة تمثل دور الكتب الوطنية مصدرا للدخل القومى عبر مقتنياتها من المطبوعات النادرة والمخطوطات الثمينة سواء عن طريق ما يسدده الباحثون من رسوم، أو رواد العرض المتحفى لهذه المقتنيات النادرة، وموضوع مضاعفة تأثير دار الكتب على المستويين الثقافى والاقتصادى يحتاج إلى وقفة لا توفيها هذه العجالة حقها، وإنما هى إشارة نرجو أن تلفت الأنظار وتستفز الجهود.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة