بقلم: هالة موافى
بقلم: هالة موافى


بس لحظة

هذا هو أحمد رجب

هالة موافي

الأربعاء، 04 سبتمبر 2019 - 11:07 م

شخصية يصعب أن تتكرر على مر التاريخ. فنان حتى النخاع. عملاق من أهم عمالقة الصحافة. علم من أعلام صاحبة الجلالة. كان إنسانا خلوقا يتسم بالذكاء واللباقة مثالا للذوق والأناقة. كان إنسانا مثقفا لأعلى الدرجات مطلعا على كل جديد صحفيا مناضلا، عشق الوطن وأحبه المصريون عنوانا للكلمة الحرة الثائرة والمرحة. كان قلمه هو السلاح الموجه للساسة والسياسيين للقضاء على الفساد والمفسدين ولرفع كلمة الحق ورفع الظلم عن الفقراء والمهمشين كان صاحب «نص كلمة» ولكن بألف كلمة وكلمة هى أشهر وأصغر عمود صحفى عرفته الصحافة. تمثل يوميا نقدا ساخرا للحياة ولأحوال المجتمع، كانت هى العلاج لكثير من مشاكل المجتمع ومسكنا قويا لآلامهم فى بعض الأحيان. أسعدت قلوب المصريين وكانت غذاء لعقولهم. كان سندا للمقهورين والضعفاء هو عدو الفساد الأول والمحارب الشرس لقضايا المصريين. لم يرهب من أى نظام. قلما قويا ضد كل طاغية كان بسمة تطل علينا كل صباح من خلال كلماته القليلة التى تغنيك عن قراءة كتاب بأكمله. تميز بإسلوب السهل الممتنع كما يقولوا ما قل ودل، كان عنوانا للنقاء والشرف الصحفى عبر العصور. كان منبعا للعطاء والحب لزملائه وعائلته وأصدقائه وقرائه ومحبيه، عاشقا للحرية والحياة والبهجة. كان محاوراً متمكنا رغم عزلته لا يقبل الدعوات إلا القليل منها ويحضر فى هدوء ويجلس جانبا فى عزته بعيدا عن الأضواء يرفض أى حوارات تليفزيونية أو إذاعية رغم قوة شخصيته الحادة الصارمة تجده خجولا جدا أمام الكاميرا. كان رغم شدته له قلب حنون يفرط فى حبه لأبعد مدى وعندما يغضب ويخاصم أفضل شيء لك أن تختفى من أمامه فورا فهو عنيد لا يساوم ولا يتراجع أبدا. كان أشجع الفرسان فى مهنته. فارس الكلمة وعميد وشيخ الكتاب الساخرين «هذا هو أحمد رجب» مرت خمس سنوات على رحيلك ولم يملأ فراغك أحد حتى الآن يا أستاذى ومعلمى أرى الحياة بدونك تائهة المعالم. خطواتى غير ثابتة أدين لك بكل شىء.
رحم الله أحمد رجب أيقونة الصحافة الذى تحل الذكرى الخامسة لرحيله ١٢ سبتمبر الحالى.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة