حرفة زراعة و صناعة  البردي
حرفة زراعة و صناعة  البردي


قبل الانهيار.. الشرقية تستغيث باليونسكو لإنعاش صناعة البردي

سناء عنان

الثلاثاء، 10 سبتمبر 2019 - 12:02 ص

قررت محافظة الشرقية تشكيل لجنة قومية عليا لإعداد ملف الصون العاجل لحرفة زراعة وصناعة البردي، لتقديمه إلى منظمة اليونسكو في نهاية عام ٢٠٢٠ لإدراجه ضمن التراث اللامادي للحفاظ عليها من الاندثار وتوثيقها وإبرازها للعالم كتراث مصري عالمي.

كما قررت الاستعانة بالمعهد العالي للسينما لإعداد فيلم تسجيلي عن زراعة وصناعة البردي ومخاطبة وزارة السياحة لإعداد مخطط تنموي سياحي لهذا النبات بالتنسيق مع وزارة الآثار لتوفير منافذ لبيع ورق البردي بالمواقع الأثرية الكائنة بالمحافظة . 

قصة نبات البردي 
وكشف الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية، عن قصة نبات البردي، مشددا على أنه بدأ زراعته 1976 مع عودة الدكتور مصطفى أنس ابن قرية القراموص من عمله من دوله السودان.

وتابع: "كان بحوزته كمية من شتلات البردي حيث قام بزراعتها في مساحة ٤ أفدنة، وبعد مرور ما يقرب من عام بدأت أعواده تترعرع وقدرت إنتاجية الفدان وقتئذ بـ٤٠ألف ورقة في العام، وبدأت تنتشر زراعته بسرعة وتحولت القرية إلى أشبه بالغابة التي تحيطها أعواد البردي".

وتسابق أهالي القرية بجميع أعمارهم وأطيافهم للعمل في زراعة وصناعة البردي الذي ساهم في زيادة دخول الأسر ونجحوا في تدوين اسمها بحروف من الذهب علي الخريطة السياحية لكونها القرية الوحيدة التي تزرع وتصنع البردي في مصر بأكملها.

وأشار المحافظ إلى أن أطفال القرية ونسائها ورجالها تحولوا إلى أشبه بالفنانين التشكيليين حيث أجادوا الرسم بكافة أنواعه، ومن أبرز تلك اللوحات التي تم رسمها ولاقت رواجا بين السائحين هي لوحات الملكات إيزيس، ونفرتيتي، وكيلوباترا، وتوت عنخ أمون، ومعبد أبو سنبل، وكذلك رسم خريطة للاتحاد السوفيتي على ورق البردي وقد غزت منتجاتنا أسواق الدول العربية خاصة السعودية والجزائر وتونس.

وأضاف: "الصندوق الاجتماعي للتنمية دعم صناعة البردي بالقرية حيث وفر معدات التصنيع من مكابس وعصارات وغلايات وجهاز تعقيم ونظم دورة تدريبية لسيدات القرية، بالتنسيق مع اتحاد الصناعات المصرية بهدف إكسابهن مهارات تصنيع البردي بأساليب غير تقليدية وذلك في إطار برنامج تمكين المرأة اقتصاديا".
واستطرد: "كما قدم قروضا ميسرة للعاملين في زراعة وصناعة البردي للحفاظ على هوية هذا النبات الذي يرتبط بالفراعنة والذي يستخدم في الرسم عليه أو كورق حائط في واجهات الفنادق والشركات وفي كتابة شهادات التقدير وبطاقات المناسبات السعيدة، والنبات يستخدم بالكامل حيث إن جذوره يتم استغلالها في صناعه بعض الأدوية، كما يتم استغلال رأس النبات في باقات الورد".

وقال: "بعد سنوات من الانتعاش عاشت القرية سنوات عجاف حيث أصيبت زراعتها وصناعتها بزلزال كبير عقب توقف السياحة وانكمشت الزراعات وأغلقت المصانع، ولم يجد شباب القرية المدربين سوى الهجرة للبحث عن لقمة العيش".

واستطرد: "بدأت زراعة نبات البردي تندثر وتهدد بانقراضها وأن تصبح في ذمة الله وكان لا بد من اتخاذ إجراءات سريعة لإنعاشها والحفاظ عليها وتم الاتفاق مع منظمة اليونسكو بإعداد ملف الصون العاجل لحرفة صناعة البردي وإدراجها علي قائمة التراث اللامادي للحفاظ على صناعة البردي وإبرازه للعالم كتراث مصري عالمي".

ويتولى إعداد اللجنة اللواء حسين الجندي السكرتير العام، وتضم في عضويتها عميد المعهد العالي للفنون الشعبية وخبير الطراز الثقافي اللامادي بمنظمة اليونسكو وعضو المكتب العلمي بمكتب وزير الثقافة وباحث بمركز دراسات الفنون الشعبية ومدير عام الشئون الفنية بمركز إحياء الفن المصري القديم ومدير إدارة الطراز الحضاري بالمحافظة.
 

الشرقية

الشرقية

الشرقية

الشرقية

الشرقية

الشرقية

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة