صبرى غنيم
صبرى غنيم


رؤية

أسامة نقلى.. كيف اكتسب محبة المصريين ؟

صبري غنيم

الأحد، 22 سبتمبر 2019 - 09:07 م

- اليوم الإثنين..٢٣ سبتمبر ٢٠١٩ الساعة السابعة مساء..
- السفير أسامة أحمد نقلى سفير خادم الحرمين الشريفين والمندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى جامعة الدول العربية ومعه السيدة عقيلته، يستقبلان ضيوف مصر فى قصر المغفور له الملك فيصل بن سعود - طيب الله ثراه - والذى يحتضنه حى جاردن سيتى بتاريخه العريق فى قلب القاهرة..
- المناسبة.. الاحتفال باليوم الوطنى للمملكة التاسع والثمانين.. وهى مناسبة عزيزة على كل المصريين وهم يشاركون أهلهم بالسعودية فى هذا اليوم التاريخى الذى تأسست فيه المملكة تحت راية الراحل العظيم الملك عبد العزيز آل سعود «طيب الله ثراه»..
- وهنا يحضرنى سؤال، هل هذه المناسبة ستكون مثل مثيلاتها فى العام الماضى.. المشهد الذى رأيته يجعلنى أتوقع أن يكون الليلة أكبر حجما.. بسبب زحام المدعوين، الزحام هو عنوان عن محبة المصريين لصاحب الدعوة..
- فعلا التعامل مع المصريين لا يحتاج دبلوماسية ولا رسميات لأنهم شعب طيب كما يقول عنهم السفير أسامة نقلى.. يفتحون قلوبهم لمن يطرقها، وصدورهم لمن يرتمى فى أحضانها، ولأن الرجل ليس غريبا عن مصر، بحكم ارتباط عائلته بهم، وخاصة أنه عاش معهم واصلة من طفولته، شرب من ماء النيل، فتأثر بهم ووصفهم بأنهم شعب طيب..
- الذى أعجبنى فى السفير أسامة نقلى أنه تفوق على المصريين، ما يعرفه فى مصر أكثر مما يعرفون أنفسهم، ما من مكان له تاريخ إلا وزاره ودرس تراثه.. فمثلاً كم من المصريين يعرفون قهوة «ريش» القهوة التى عاصرت أم كلثوم ونجيب محفوظ وشاعر النيل حافظ إبراهيم.. وجهابذة الثقافة فى مصر.. من زيارة له مرة واحدة.. برفقة صديقه الإعلامى المعروف محمود الوروارى.. كتب عنها يقول..
 
- دفعنى فضولى للبحث فى تاريخ المقهى الشهير، حيث تأسس عام 1908م قرب ميدان طلعت حرب على أنقاض قصر محمد على بالقاهرة، وكان أكبر تجمع للمثقفين والسياسيين فى المنطقة العربية.. وسمى بمقهى «ريش» تيمناً باسم أشهر مقاهى باريس التى مازالت قائمة إلى الآن، وتسمى «كافيه ريش».. وكان المقهى ملتقى الأدباء والمثقفين أمثال نجيب محفوظ، ويوسف إدريس، وأمل دنقل، ويحيى الطاهر عبد الله، وصلاح جاهين، وثروت أباظة، ونجيب سرور، وكمال الملاخ، والمثال كامل جاويش والرسام أحمد طوغان والمحامى الأديب عباس الأسوانى وشاعر النيل حافظ إبراهيم وإمام العبد ومحجوب ثابت ومحمد البابلى والشيخ أحمد العسكرى وكامل الشناوى ومحمد عودة وكامل زهيرى ومحمود السعدنى وعبد الرحمن الخميسى وزكريا الحجاوى.. ولعل من أبرز مرتادى المقهى سيدة الغناء العربى أم كلثوم والتى كانت تغنى عام ١٩٢٣ فيه بصحبة شيخها محمد أبو العلا.. وكانت لاتزال طفلة ترتدى العقال والملابس العربية، تعاقد المقهى معهما على إقامة حفلات غنائية منتظمة يوم الخميس لأداء وصلات غنائية وتواشيح..
- وإذا كان السفير أسامة نقلى قد اكتسب محبة المصريين، فهم أيضاً كسبوا منه أقواله المأثورة على صفحته بــ «الفيسبوك».. إذ يقول.. «بعد قيادة زوجتى للسيارة قبل ٣٠ عاماً عندما كنّا نقيم فى واشنطن.. يُتاح اليوم لبناتى الثلاث نور وبلقيس ودانيا قيادة السيارة ولكن هذه المرة داخل أرض الوطن»..
- جيلنا لم يسمع بيوم الحب إلا فى العقدين الأخيرين.. قبل ذلك كنّا نعيش كل أيامنا بحب ولانزال..
- يظل الإنسان جميلاً.. حتى يقع فى فخ الإعجاب بنفسه!!
- خيرا لك أن تعرف الكثير.. وتتكلم قليلا.. من أن تعرف القليل.. وتتكلم كثيرا..
- عن نفسى.. توقفت لحظات أمام مقولة للسفير أسامة نقلى تحمل تعليقاً فى عيد ميلاده.. قال فيها.. كنت أتساءل دوماً؛ عند الاحتفال بيوم الميلاد، هل نحتفل بزيادة العمر، أم نقصانه؟.. اتضح لى أننا نحتفل بزيادة محبة الناس، وهذا ما عكسته كريم عبارات التهنئة التى تلقيتها على صفحتى من الأصدقاء والمتابعين الكرام..
- فى النهاية أقول.. السفير أسامة نقلى مكسب كبير لمصر والمصريين.. يكفى أن يكون بيننا دبلوماسى بدرجة مفكر كبير..

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة