رفعت رشاد
رفعت رشاد


حريات

من يعيد لى سيارتى؟

رفعت رشاد

الأحد، 22 سبتمبر 2019 - 09:11 م

فى بداية حياتنا الزوجية لم نكن نمتلك سيارة، كنا نعانى بسبب الزحام الشديد فى وسائل المواصلات العامة. نسكن فى منطقة نائية وعندما يصادف أن هناك موعدا لزيارة الطبيب بسبب الحمل أو متابعة حالة أطفالنا كنا نتحسب لهذا المشوار بخطة مسبقة. كان زوجى يتفق مع سائق تاكسى لكى يتفرغ لتوصيلنا وإعادتنا وبالطبع كنا نسدد مبلغا كبيرا. حلمنا أن يصل إلى منطقتنا مترو الأنفاق لكى يرحمنا من عذاب الأتوبيسات والميكروباصات، لكنه لم يصل.
تحسنت الأحوال المالية لنا بعد سنوات كبر خلالها أطفالنا واستطعنا أن نشترى سيارة مستعملة، لم ننظر إليها على أنها قديمة أو تنقصها الكماليات، نظرنا إليها على أنها فرد جديد فى العائلة سيخفف عنا هموم التنقل وعذاب المواصلات. بالفعل كانت سيارة أصيلة تحملت كل أفراد العائلة، تقل زوجى إلى عمله، وبعد عودته تقل أولادى إلى أماكن دروسهم الخصوصية، ولم تشك من مشاويرى لشراء حاجات البيت، ولم تتبرم من نقلنا إلى المصيف أحيانا. صارت سيارتنا جزءا من حياتنا رغم كبر سنها ورغم احتياجاتها أحيانا للعلاج وللأدوية والذهاب إلى الميكانيكى للكشف عليها. لم نشعر أن مصاريفها عبء علينا، كنا نتحمل التكاليف بطيب خاطر سدادا لجمايلها التى لا تحصى ويكفى أنها تحملت أن يتعلم كل الأولاد القيادة من خلالها.
مثل كل الأشياء الجميلة فى حياتنا جاءت الصدمة عندما نظرت من الشرفة لكى أطمئن على سيارتى الطيبة، لكنى لم أجدها! فركت عينى غير مصدقة أنها ذهبت، لكنها الحقيقة والواقع، لقد اختفت سيارتى التى كانت سندا لنا فى مواجهة جبروت المواصلات بكل أنواعها. أسرعت ودموعى تسبقنى إلى قسم شرطة الزيتون لكنهم أحالونى إلى قسم شرطة عين شمس وقالوا إن السيارة سرقت من دائرة هذا القسم. للأمانة لم يأل رئيس المباحث محمد السيسى جهدا فى عمل الإجراءات التى تسجل واقعة السرقة وكان ابنى قد أحضر معه فلاشة مفرغا بها محتويات الكاميرات الموجودة بالشارع والتى تسجل عملية السرقة. أعطانا رئيس المباحث خطابا إلى شرطة مكافحة السيارات الكائنة فى منطقة طرة وهو مشوار عذاب فى حد ذاته، بعدها إلى مرور الأميرية التابعين له لاستكمال الإجراءات. كنت ألهث وأولادى من خلفى اعتقادا أن الإسراع واختصار الزمن سيعيدها إلينا فى وقت أسرع، لكنها لم تعد حتى الآن.
هذه أنات شقيقتى مالكة السيارة كما أنها أنات الزميل الشاب أحمد عباس الصحفى بالأخبار الذى سرقت سيارته الواقفة أمام منزله بقسم أول مدينة نصر وأنات كل من سرقت سيارته أو أى من ممتلكاته.
علم بالحادث قيادات الشرطة ولم يتأخر أى منهم عن بذل الجهد وآمل أن تستمر الشرطة المتخصصة ولو جزئيا فى حماية ممتلكات المواطنين حتى لا يعيث المجرمون فى الأرض فسادا. المؤكد أن عصابات سرقة السيارات لا تعمل وحدها وهناك من يساعدها من الفاسدين بمدها بالمعلومات وتسهيل تصرفها فى السيارات لكنى على ثقة أن الشرطة قادرة على كشف الخبائث والفاسدين.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة