سعيد الخولى
سعيد الخولى


كلمة والسلام

قبل أن يفسد كل الود

سعيد الخولي

الإثنين، 30 سبتمبر 2019 - 07:05 م

«الخلاف فى الرأى لايفسد للود قضية»، مقولة فى هيئة حكمة، أو حكمة فى ثوب مقولة، كبرنا عليها ولازمتنا نجترها كلما شب خلاف حول أمر ما تتباين فيه الآراء وتختلف المفاهيم وتتضارب النتائج بناء على اختلاف المفاهيم. وفجأة يتحول الخلاف فى القناعات إلى عصبية واحتداد، وعندما يكبر حجم القضية إلى مستوى عمومى تتحول القضايا الرئيسية منها والفرعية إلى نزاعات واحتقان مرذول.
ومابين الطرفين يقف فريق ثالث صامتا إما مفضلا للصمت نائيا بنفسه عن الاشتراك فى مطحنة الخلاف، وإما غير فاهم لما يجرى مفضلا الانتظار لحين يفهم الأمر لأنه فهمه لايدركه بسرعة التفاعل،وإما متخذا لقرار الصمت منذ البداية لأنه قرأ الأمور جيدا بشكل مبكر وقرأ معها سير الخلاف ووصوله إلى نقطة ركوب الرأس لكل فريق والانحياز للقناعة الذاتية والهوى الشخصى مهما كان الحق فى جانبه أو الصواب فى الجانب الآخر. ويحاول كل طرف من المتناحرين فى شكل خلاف فكرى أن يستفز المتفرجين الصامتين لينتصروا لقناعته، وهو لايدرى أنهم اختاروا الصمت منذ البداية فى وقت صمته من ذهب لأن النطق فيه من نار.. وأخطر ما نتعرض له من تلك النوعية الخلافية حين يتصل الأمر بصالح الوطن وناسه وساكنيه ومنتسبيه بالداخل والخارج، فأسوأ ما نعايشه منذ شيوع الفضائيات الفوضوية ووسائل الاتصال التكنولوجية عبر مواقع التواصل الاجتماعى - هو الاستقطاب بكل الوسائل الممكنة فى غياب عامل التجرد وحضور طريقة «اللى تغلب به العب به»، والضحية دائما أصحاب الوعى البسيط والفكر المغيب الواقعون تحت قصف تلك الوسائل وناشطيها وزيفها وكذبها التكنولوجى الخادع. وتشتعل نار الحوارات الساخنة التى تنتهى فى كثير من الأحيان بعداوات شخصية وقطيعة بين البعض،وعلى المستوى العام شيوع روح التباغض بين من كانوا فى سلام وسكينة،فما أحوجنا للتسلح بروح التسامح وقبول الاختلاف مع غيرنا قبل أن نختار الدخول فى خلاف يفسد للود كل قضية مادمنا نجهل قواعد الخلاف.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة