مديحة عزب
مديحة عزب


نقطة نظام

«ذا بلاك فوكس»

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 07 أكتوبر 2019 - 08:14 م

مديحة عزب

كان من أجمل ما عرضه التليفزيون فى ذكرى انتصارات حرب أكتوبر المجيدة هذا العام ما سجلته الوثائق الأمريكية عن التفاصيل الدقيقة لهذه الحرب وذلك من خلال فيلم أمريكى تسجيلى يحوى بالصوت والصورة شهادات حية لأمريكيين وإسرائيليين ما بين سياسيين وعسكريين ومحللين إستراتيجيين فى وصف الجحيم الذى أطلقه الجيش المصرى على إسرائيل فى السادس من أكتوبر.. وحكوا كم نجح «ذا بلاك فوكس» أى الثعلب الأسود ويقصدون به الرئيس البطل الشهيد أنور السادات كم نجح ليس فى خداعهم فقط ولكن فى خداع العالم بأسره، وكم كانت خطة خداعه مؤثرة غاية التأثير فى تحقيق انتصارات مدوية للجيش المصرى على عدوه الجغرافى والتاريخى.. اعترف هؤلاء بأنه لم يكن هناك أى وجه للمقارنة بين إمكانيات مصر العسكرية فى ذلك الوقت وبين إمكانيات إسرائيل حيث إن إمكانيات إسرائيل كانت أقوى للغاية وتفوقها بكثير كما وكيفا، وهذا بالطبع يرجع لعملية «التبنى» التى تنتهجها الولايات المتحدة الأمريكية تجاه دولة إسرائيل منذ نشأتها.. اعترفوا كذلك بالمجهود المضاعف الذى بذله الجيش المصرى فى الإعداد للحرب والتدريب اللازم على عبور الموانع المائية والتدريب أيضا على عبور ماكيت لخط بارليف المنيع حيث كان المطلوب منهم تحقيق مهارات عالية جدا قبل خوض الحرب الفعلية وفى نفس الوقت الحرص على السرية الكاملة لهذه التدريبات، وهو الأمر الذى كان مستحيلا أن يتحقق بنجاح تام، ولكن كانت المفاجأة الكبرى التى أبهرت العالم أن يظهر المقاتل المصرى هذا القدر الكبير جدا من الشجاعة الأمر الذى تلاشت معه الفجوة العسكرية ما بين إمكانيات الجيشين المصرى والإسرائيلى.. وتساءل أحدهم كيف تمكن الجيش المصرى من تحدى المستحيل وعبور أصعب مانعين فى التاريخ على الإطلاق، قناة السويس باتساعها وامتدادها والساتر الترابى الذى أقامته إسرائيل على طول الضفة الشرقية للقناة وبارتفاع يتجاوز العشرين مترا والمزود بقلاع وحصون عديدة لرصد أى محاولة للعبور والرد عليها، ليس هذا فقط ولكن أيضا أن يتمكن الجيش المصرى من الاحتيال على إشعال النار فى القناة حيث كان الإسرائيليون يتباهون بما قاموا بترتيبه فى هذا الشأن وتركيبهم لمواسير النابالم فى أسفل القناة والتى تكفل لهم تحويل القناة إلى نار عاتية تلتهم أى شخص يقترب منها.. وفى هذا الفيلم التسجيلى الأمريكى عن حرب أكتوبر وجه أحد المذيعين الأمريكيين هذه التساؤلات للرئيس السادات والذى رد عليه بلغته الإنجليزية أن السر يكمن فى العقيدة القتالية للجندى المصرى والتى تدفعه للتضحية بحياته لو استلزم الأمر من أجل استعادة حبة رمل أخذت منه غصبا..
رجاء للتليفزيون المصرى أذيعوا علينا هذا الفيلم الأمريكى الوثائقى مرارا وتكرارا، فالأجيال الجديدة محتاجة لذلك أشد الاحتياج..
«دى مش إيدى»
سألنى أحدهم تعقيبا على ما أشرت إليه فى المقال السابق عن «المتعاطف مع الإخوان»، وقال لى كيف أعرفه.. قلت له لو سقت إليه أى خبر فسيسألك عن مصدره ولو ذكرت له المصدر سيقول لك إعلام فاسد وكذاب، تجيب له وكالة أنباء عالمية يقولك بتصدق الكلام ده، ترفق صورة مع الخبر يقولك فوتوشوب يا خفيف، ترفق فيديو يقولك الفيديو ده ملعوب فيه، تجيب له الخبر من صفحة الإخوان نفسها يقولك انتم بتتصيدوا الأخطاء، وبعد ما يذكر لك أحاديث كثيرة ليس لها علاقة بالموضوع يقولك على فكرة أنا مش إخوان بس انت مش عايز تطبق شرع الله.. نصيحة منى لك عزيزى القارئ لو قابلت مثل هذا الشخص خد نفس عميق وسارع قبل ما يتسبب لك فى شلل وارفع إيدك فوووووق وانزل على قفاه وقل له على فكرة دى مش إيدى..
ما قل ودل:
رحم الله الرئيس السادات.. ميتا لايزال بالقلب حيا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة