علاء عبد الهادى
علاء عبد الهادى


فضفضة

حوارات كاشفة فى المترو

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 10 أكتوبر 2019 - 07:48 م

أيام الهوجة الفيسبوكية للممثل الفاشل، إياه، وأثناء ركوبى المترو، تابعت نقاشا حادا بين رجل فى أوسط العمر، وعدد من المحقونين الموتورين، قال الرجل رقيق الحال معترضا على دعاوى التظاهر والخروج إلى الشوارع إنه: الدنيا صعبة على الجميع، لكنها «تتحسن»، «حبة حبة، كنا فين وأصبحنا فين» رد عليه أحدهم: شكلك «أمنجى»، فرد عليه الرجل بصبر: أنا راجل مكافح، وشقيان وباجرى على أكل عيشى، وعندى ورشة صغيرة، لكن الحمد لله مستورة، و»الدنيا بتتحرك» والوضع أحسن من الأول، يا ريت نصبر كمان شوية، وبلاش نخرب البيت علينا كلنا!. لم يعجب هذا الكلام البسيط الواعى لمواطن مصرى أولئك المغيبين، واحتدوا عليه فى الحوار، ووصل الأمر إلى حد أن الرجل أخرج لهم بطاقته الشخصية ليثبت لهم أنه لا يحتاج أن يكون أمين شرطة لكى يدافع عن البلد، وأنه فقط مواطن مصرى، مثل كل الذين يركبون معه المترو، لكنه شريف وبيحب بلده، ويريد مصلحتها، أحد الشباب قال له: للأسف يريدون أن تكون مصر مثل سوريا، والعراق، واليمن، وهنا انتفض أحدهم وللأسف كان يرتدى عمامة وقال بلغة عربية خطابية: إنها يا إخوان الفزاعة التى يخيفوننا بها لكى يستمر احتلالهم لنا، هنا انقلبت العربة رأسا على عقب وكادوا يفترسون هذا المعمم ومعه هؤلاء الملاعين، لولا أنهم هربوا ونجوا بجلهم فى محطة الأوبرا بعد أن تكالب الناس عليهم.
من يريد أن يعرف النعمة التى تعيش فيها مصر والمصريون أدعوه فقط إلى زيارة حى عابدين الذى يكاد يتحول إلى جزء من «الخرطوم» بعد أن لجأ إليه عشرات الآلاف من السودانيين ضمن عدة ملايين يعيشون ويأكلون ويتعلمون فى واحة الأمان مصر، وأدعوه إلى زيارة حى الدقى الذى تحول هو الآخر إلى جزء من اليمن الذى كان يوما سعيدا، وكلنا يعرف ما حل بسوريا،  تحولت مصر إلى وطن ثان للسوريين يعيشون فيه بأمن وأمان، يتعلمون، ويستثمرون، كأنهم فى سورية، والحديث نفسه ينطبق على الإخوة الليبيين، والحديث لا يفرق كثيرا فى العراق الذى ينزف من عقدين من الزمان.. هذه هى مصر 30 يونيو.. هذه هى مصر التى أردناها، وبالطبع لم ولن تكون مصر التى يريدها الخونة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة