د. حسام محمود  فهمى
د. حسام محمود فهمى


شجون جامعية

للكَذبِ أرجلٌ وأيادٍ...

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 24 أكتوبر 2019 - 07:36 م

 

جِلسةٌ رسميةٌ أو غيرُ رسميةٍ، فإذا بمن ينبرى للكلامِ عن نشرٍ علمىٍ فى مجلةٍ دوليةٍ جيدةِ المستوى، له أو لأحدِ المسجلين معه للماجيستير أو الدكتوراه. النشرُ العلمى فى المجلاتِ الدوليةِ المرموقةِ شرفٌ كبيرٌ، لكنه ليس بالكلامِ والإدعاءِ، خاصة وأن الغالبيةَ العظمى من الرسائلِ العمليةِ متواضعةِ المستوى لأسبابٍ عدةٍ، مثل عدمِ تفرغِ أعضاءِ هيئةِ التدريسِ والطلابِ. الأعجبُ عدمُ خجلِ البعضِ من الإعلانِ عن مجردِ تقديمِ بحثٍ لمجلةٍ علميةٍ وكأنه إنجازٌ قائمٌ بذاتِه!! وماذا عن عدمِ قبولِ البحثِ لضعفِ مستواه؟! لا يهمُ، المهمُ الكلامُ، الكَذبُ.
هناك من يدعى تنظيمَ مؤتمر علمى عالى المستوى؛ كيف وهو بدون تحكيمِ حقيقى للأبحاثِ؟ كيف والمؤتمراتُ المحليةُ تغلُبُ عليها المنظرةُ والعلاقاتُ العامةُ والورنشةُ والولهُ بالظهورِ، لعل وعسى. حسنًا فعلت قواعدُ الترقياتِ بتقليلِ وزن أبحاثِ المؤتمراتِ المسماةِ تجاوزًا علميةً. الغريبُ أن ادعاءَ تميُّزِ المؤتمرِ يكون على الملأِ عينى عينك!!
الكَذبُ آفةٌ شاعَت، أصبحَ ملازمًا لحبِ الظهورِ بالأونطة، للتكويش، للصعودِ على كرسى بالخداعِ. لكن، هل العيبُ على الكذابِ؟ قطعًا، لا. من الضرورى الحذرُ وإبعادُ كلِ كذابٍ، من الضرورى مراجعةُ كلِ ما يُقالُ؛ تصريحاتٌ مثل تَقَدُمِ ترتيبِ الجامعاتِ ودورياتِها لابدَ أن تُراجعَ وتوضعَ فى إطارِها الحقيقى. يجبُ عدمُ الارتكانِ على ادعاءاتِ الفتوحاتِ العلميةِ واختراعاتِ الطلابِ من أجهزةٍ وأدويةٍ؛ هناك من يُرَوِجون لها باعتبارِها تلميعًا لهم، وكأنهم يشجعون البحثَ العلمى والشبابِ!!
المجالُ العلمى كاشفٌ، لا يمكنُ فيه الكَذبُ، لكن عندنا من يفعلون وما أخطرَهم لما يُمَكَنون.
الكَذبُ أصبحَ بلا خجلٍ، وأمامَ الجميعِ، وبيقينٍ غريبٍ بعدمِ القدرةِ على تبين الحقيقةِ!!
الكَذبُ ببجاحةٍ وكلاحةٍ شاعَ، وفُتِحَت أمامَه طرقٌ وممراتٌ ودهاليزٌ. لذا، شخصيةُ الكَذابِ مثيرةٌ للاهتمامِ، فهى تعطى مثلًا، فى أحيانٍ.
اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلبُ للراحةِ والجوائزِ..
‏< أستاذ هندسة الحاسبات - عين شمس

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة