كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

حادث القطار !

كرم جبر

الثلاثاء، 29 أكتوبر 2019 - 07:27 م

ماذا كان يحدث إذا نفَّذ مفتش القطار القانون، وقام بتسليم البائعين للشرطة، أو إنزالهم فى أول محطة، بدلا مما حدث؟
مفتش القطار طبق قانونه الخاص وليس قانون الدولة، فحكم بالموت على شاب غلبان، ويفعل مثله كثيرون، ويتصورون أن السلطة منحة، فيسيئون استخدامها.
المفتش ليس وحده الذى يطبق قانونه الخاص، فمنذ أن نستيقظ حتى ننام، تصدمنا تجاوزات كثيرة، ابتداء من المشى فى الشوارع، حتى شراء الفاكهة والخضراوات من بائع غشاش.
الحياة صعبة، ونحن نزيد صعوبتها بشريعة الغاب، «خد حقك بدراعك»، «علمه الأدب»، «اكسر على العربية اللى جنبك».. وصرنا نرى فى مخالفة القانون، مجدعة وقوة ورجولة.
القانون لن يرحم «فتوة القانون»، ولن ير المفتش القاتل يوماً سعيداً بعد اليوم، من بهدلة السجن، إلى لعنة الرأى العام، إلى تشريد أسرته، ولن تنفعه عضلاته، ولن ينقذه قانونه الخاص.
>>>
«راجح» قاتل محمود البنا، ظهر فى المحكمة عجوزاً كهلاً، وكأنه فى الستين وليس تحت 18 سنة.. درس وعبرة وعظة، لجيل من الأبناء يتصور أن عصا والديه وعائلته تبيح له تأديب الناس.
هو الآخر فقد شبابه ومستقبله، وإذا كان صغر سنه ينجيه من حبل المشنقة، سيعيش حياته تحت «المقصلة الجافة»، والانكسار والذل والهوان، تطارده اللعنات الأشد من طعنات السكاكين.
>>>
لو سألتنى عن أغنيتى المفضلة، «مضناك جفاه مرقده» لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب وأمير الشعراء أحمد شوقي، وأحبها جداً بصوت أنغام والمطرب المغربى رشيد غلام، وكلمات الأغنية مثل قطع الصخر، جعلها عبد الوهاب تذوب رقة وحناناً.
المزاج الشعبى يميل الآن لأوكا وأورتيجا، خصوصاً فى الأفراح والهيصة والضجيج، ولكن سمعت بالصدفة مطربة أخرى تغنى كلمات سافلة ومنحطة وجنسية «أغنية أفراح»، ومثلها يستحق المنع وبوليس الاداب.
لو كنت مكان هانى شاكر ونقابة الموسيقيين، لوقعت فى حيرة شديدة، نواياهم طيبة ويريدون تنقية الأجواء من الانحطاط، دون المساس بالأغانى الشعبية، لأن عبد الوهاب صاحب «مضناك» التى اعشقها،غنى مثلاً «فيك عشرة كوتشينة» وليس المقصود المقارنة، وعدوية ملك الأغنية الشعبية لقى هجوماً كاسحاً فى أغنية «السح ادح امبو»، ولكنها جذبت عبد الحليم حافظ بشدة فغناها فى أحد الأفراح، واصبحت من التراث.
المعايير صعبة جداً، والأذواق متقلبة، وأفراح الكبار فى أفخر الفنادق وأشيك العائلات، نجومها أوكا وأورتيجا.
>>>
شرم الشيخ ساحرة المدن الشاطئية فى العالم تتعافى، والله زمان فالسائحون الأجانب روح المدينة ورونقها وجمالها، وبدونهم عاشت سنوات سوداء، يا رب احفظ بلدنا من كل سوء.
شرم الشيخ 66 ألف غرفة فندقية، يعنى تستطيع استقبال ربع مليون سائح شهرياً، ومن يزرها يحلم أن يرجع لها.. صناعة الخير هى فتح البيوت، والأشرار أعداء الحياة.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة