الأحد، 03 نوفمبر 2019 - 07:41 م

محمد السيد عيد

تطوير التعليم ضرورة، وعدم التطوير معناه الجمود فى وقت يتحرك فيه العالم كله بسرعة غير مسبوقة. لكن أى تجربة لا تكتمل بدون متابعة وتقييم، ولذا يجب علينا متابعة التجربة التعليمية الجديدة أولاً بأول، وأن نقوم -من آن لآخر- بالنظر لما تم، ونقيمه بموضوعية، حتى نستطيع أن نعرف المميزات فنعظمها، ونعرف السلبيات فنعالجها. وأظن أننا جميعاً لمسنا ما حدث فى العام الماضي، حيث عانينا من الأخطاء الآتية:
1- تم تسليم التابلت متأخراً جداً مما يدل على أننا لم نعط أنفسنا فرصة للاستعداد للتجربة بشكل مناسب.
2- تم اختراق المنظومة الإلكترونية الخاصة بالوزارة وإسقاط السيستم فى موعد الامتحانات.
3- تم تسريب الامتحانات.
4- تبين أن قلم التابلت لا يعمل.
5- تم توزيع بعض الكتب الورقية على الطلاب متأخراً جداً.
7- لم تعمل السبورات الإلكترونية لعدم الاستعداد الكافى لتشغيلها.
8- استمرت الدروس الخاصة فى المراكز، واستمر الاعتماد على الكتب الخارجية.
9- كان لدينا عجز فى المدرسين، ولم ندربهم تدريباً كافياً ليتمكنوا من أداء مهمتهم بأحسن صورة.
نتيجة لكل ما سبق تكون لدى الأسر المصرية انطباع محدد هو: أن سيادة الوزير تسرع فى التطبيق، وهذا التسرع جعله لا يعطى نفسه فرصة للتدرج فى تطبيق تجربته الجديدة، مثلما نرى الآن فى تجربة التأمين الصحي، حيث كانت البداية محدودة فى بورسعيد، وبعد اكتساب الخبرة يمكن أن نعممها تدريجياً.
انتظرنا أن تتحسن الظروف هذا العام بناءً على الخبرات المستفادة من العام الماضي، لكن لم يحدث أى تحسن، فكل أخطاء العام الماضى تتكرر، مع وجود ملاحظة مهمة أرجو أن يضعها المسئولون فى اعتبارهم، هى أن المدرسين ليس من مصلحتهم نجاح التجربة، لأن النظام القديم يدر عليهم ربحاً أكثر. علماً بأن الدول التى قامت بتجارب تعليمية ناجحة، مثل كوريا الجنوبية وسنغافورة وغيرهما، اهتمت بدخل المدرسين بحيث تجعلهم لا يلجأون للدروس الخصوصية، ولاينشئون نظاماً تعليمياً موازياً.
إننا بحاجة لتقييم التجربة من قِبَل الطلاب، وأولياء الأمور، والخبراء المتخصصين، لئلا تتحول التجربة الجديدة إلى وسيلة تجرنا للخلف. إن الطريق إلى جهنم مفروش بالنوايا الطيبة، وعلينا ألا نكتفى بنوايانا الطيبة لتطوير التعليم، بل لابد من وقفات لتقييم التجربة، لنتدارك عيوبها قبل أن تتحول لتجربة فاشلة.