د.سمية عسلة
د.سمية عسلة


مقالات القراء| رسائل من زيارة الرئيس السيسي لـ"أبوظبي"

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 14 نوفمبر 2019 - 12:52 ص

كتب: د.سمية عسلة
باحثه بالعلاقات الدوليه

إن الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم الأربعاء، تحمل رسائل مهمة في ظل ما تشهده المنطقه من تحديات وتطورات متسارعه خلال الفترة الماضية.

وتحمل الزيارة المصريه للامارات  عدة اهداف منها تعزيز   العمل العربي المشترك،تزامنا مع ما تشهده المنطقه من تطورات متلاحقة ومتسارعة تحديدا في الخليج العربي والشرق الأوسط، ولابد في هذه المرحله من التنسيق الكامل والتعاون بين البلدين  كونه أحد أركان الأمن القومي العربي.

كما تعكس الزيارات واللقاءات المتبادلة بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قوة ومتانة العلاقات الاستراتيجية  بين البلدين، وان الرابط التاريخي بين مصر والامارات قوي وتشهد عليه عدة مواقف وأهمها موقف الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله خلال حرب اكتوبر المجيد حين قال النفط العربي ليس اغلى من الدم العربي وساند مصر بكل ما أوتي من قوة حتى انتصر الجيش المصري ٦ أكتوبر ١٩٧٣، ولا يمكن ان ننسى ان اول مجلس وزراء إماراتي بعد قيام دولة الاتحاد كان معظم أعضاءه حاصلين على شهادات عليا من الجامعات المصريه وهذا دليل على الترابط العلمي والثقافي بين الدولتين،ولم يقف الامر عند هذا الحد بل كان الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان يركز على  تمكيم الرابط الثقافي والديني  بين الشعبين المصري والاماراتي فكانت بعثات الازهر تتعاون بشكل واضح مع الباحثيين الاسلاميين بوزارة الاوقاف الاماراتيه،ولا تخلوا ابدا ليالي شهر رمضان بدولة الامارات من جلسات دينيه وقراءات للقراءان يقوم عليها شيوخ الازهر الشريف وبحضور بارز للمغفور له والد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

ان حجم الدعم الذي قدمه الوالد المؤسس لمصر لم يقف عند حدود الدعم المادي وتوطيد العلاقات بين البلدين في كافة المجالات،بل وصل إلى وصف المغفورله الشيخ زايد مصر بأنها قلب العرب والجسد لا يمكنه العيش بدون قلب ينبض،بل انني اتذكر طفولتي التي قضيتها ب "إمارة ابوظبي" حيث انني ولدت وكبرت على هذه الارض الطيبه،ولا انسى موقف الوالد الشيخ زايد رحمه الله عندما أقبلنا عليه اثناء الاحتفال بيوم "قرقيعان" وكنا كأطفال نفرح كثيرا برؤيته،فسألني وهو يعطيني الحلوى يبتسم "انتي مصريه؟" فأجبته نعم،فأعطاني المزيد من الحلوى وضحك وقال وانا أحب مصر والمصريين،كما ان المصريين والاخوة العرب من المقيمين في دولة الامارات لا ينسون جولات الوالد المؤسس وهو يستقل سيارته ليجلس مع الناس بالحدائق العامه ويستمع إليهم فكان حاكما عادلا و والداً حنوناً لا يظلم عنده أحد وكل في كنفه امنين.

و قد اوصى الوالد المؤسس ابناءه بمصر خيراً ،وتجلى ذلك في حرص الوالد الشيخ خليفه بن زايد آل نهيان رئيس دولة الامارات وولي عهده الشيخ محمد بن زايد حفظهما الله على  ترسيخ قيم الوالد المؤسس في دعم الدول الشقيقه و أولهما مصر وعمل على وضع استراتيجية عربية موحدة؛ بمشاركة مصر و السعودية ودول خليجية وعربية، لمواجهة المخاطر المختلفة التي تهدد الأمن القومي العربي.

إن زيارة الرئيس السيسي للإمارات تمثل بداية لتحرك عربي موحد وحقيقي لمواجهة التحديات التي تواجه الأمة العربية والمنطقه بأسرها في ظل تفاقم الأوضاع في سوريا وليبيا والعراق ولبنان، والتدخلات التركية والقطريه المستمرة في شؤون المنطقة، والعدوان التركي السافر الأخير على شمال سوريا، وهي قضايا تستوجب صحوة عربية وموقفا موحدا.

كمما يمكننا القول  أن زيارة الرئيس السيسي ستتناول مجمل القضايا العربية، وفي مقدمتها الموقف العربي والخليجي تجاه إيران، فضلا عن تعزيز التعاون والتنسيق في مكافحة الإرهاب،و أهمية الزيارة تكمن في أنها تأتي عقب توقيع "اتفاق الرياض" بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة اليمن، وفي أعقاب أيضا اختتام الجولة الأولى لاجتماعات لجنة الدستور السورية في جنيف، إضافة إلى التطورات الخطيرة التي تشهدها سوريا بسبب الغزو التركي لشمال البلاد.

إن العلاقات المصرية-الإماراتية لها روابط تاريخية ومتينة وتقوم على أساس الشراكة الاستراتيجية من أجل مواجهة التحديات الراهنة، وتحقيق مصالح الشعبين،كما ان تبادل الزيارات واللقاءات بين الرئيس المصري وولي عهد ابوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تعكس العلاقات الاستراتيجية الخاصة بين البلدين، وهي أهم علامات قوة العلاقات بينهما.كما ان العلاقات المصرية الإماراتية "وثيقة"، ليس في بعدها الثنائي فحسب، لكنها تمتد إلى تفاهمات إقليمية في ظل الأزمات التي عصفت بالمنطقة خلال السنوات الأخيرة، ولا سيما في مجال مواجهة التطرف والإرهاب، والتدخلات الإقليمية في الشؤون العربية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة