الإثنين، 18 نوفمبر 2019 - 07:21 م

يستفزنى منظر عم سعيد على الفضائية المصرية قناة الغلابة وهو يتوضأ من الحنفية بإسراف، والرجل الموظف الغلبان سعيد اللى مش لاقى أرز بلدى على البطاقة فى الجمعية بسبب أزمة المياه. وأبويا الحاج سعيد فى البلد ينزح من تحت الأرض مياه ارتوازى كى يروى بها الزرع..وسعيد بيه مهموم بتوفير مياه لسعيد باشا لزوم حمام السباحة وملعب الجولف فى الكمباوند أو الساحل أو أى بورتو.. ألا يعلم عم سعيد أن الإسراف ولو فى الوضوء منهى عنه وحرام. أما الحاج سعيد فليس ضروريا أن يأكل أرزا بلديا على البطاقة، وعليه أن يسمع كلام مدير الجمعية ويأخذ بدلا منه أرزا صينيا أو حتى بسمتى ـ مش مهم فرق السعر من عشرة لتلاتين فنصيبه من التموين خمسون جنيها توفر له كذا سلعة !.
أما أبويا الحاج سعيد فى البلد فليحمد ربنا أنه يجد مياه ارتوازية تحت الأرض،بلاها ترعة ولا نيل حتى لوكانت الأرض بين الاتنين، فأزمة مياه النيل لاتخفى على أحد مع كارثة سد النهضة.أما سعيد بيه فعدّاه العيب وقزح أنه يوفر لسعيد باشا مياه حمام سباحة القصر وملعب الجولف فى الكمباوند أوفى فيللا الساحل أو بورتو أو مارينا لزوم الصيف، ماهو برضه بيتعب ومحتاج يرتاح ويترفه ويتبغدد ويعيش مع ولاده سعداء ـ جمع سعيد ـ بعيدا عن الدهماء.. كل خوفى أن يغضب منى سعيد بيه أو سعيد باشا ظنا منهما أننى أحقد على أحدهما والعياذ بالله،وربنا أعلم بالنيات، وياسعيد بيه وسعيد باشا أنا أيضا اسمى سعيد وأتمنى أن يكون لى من اسمى معكما نصيب لكن كل خوفى إن أبويا الحاج سعيد يقول مش لاعب وبلاها زرع أبوّر الأرض وأبيعها مبانى وأروح أشترى فيللا فى مارينا أو شقة دوبلكس فى كمباوند وهناك المية بالراحة والخضرة من غير حرث ولا رى ولا وجع دماغ، غير أن الوجه الحسن بالكوم.
كل هذا يجرى بينما يصفعنا ماجرى لمياه الأمطار الغزيرة الأخيرة، التفريط فى تلك المياه العزيزة وتركها للضياع فى الصرف الصحى أو فى البحر بالمدن الساحلية، لتتحول إلى جريمة كاملة الأركان فى مناطق السيول بسيناء لمن فرطوا فى تلك المياه بعدم الاستعداد للسيطرة عليها..ولاعزاء لعم سعيد ولكل السعداء والله أعلم.