السبت، 23 نوفمبر 2019 - 06:45 م

حقق الاقتصاد المصرى فى السنوات الاخيرة نجاحا كبيرا، اشادت به كل المؤسسات ا لمالية والاقتصادية الدولية. وعكست الارقام الاخيرة ذلك النجاح. فمعدل النمو وصل 5.6% ويتوقع ان يصل وفقا لوكالة بلومبيرج إلى 5.8% خلال 2020 كما انخفض معدل التضخم إلى مستوى قياسى فى حدود 3% وتراجع معدل البطالة إلى 7%. ورغم ذلك لاتظهر انعكاسات كل ذلك النجاح على البورصة المصرية التى يفترض ان تكون مرآة للاقتصاد، كباقى بورصات العالم. لقد صدعنا الرئيس الامريكى ترامب بتغريداته شبه الاسبوعية، بالرواج الاقتصادى فى بلاده، ودلل على ذلك بوصول مؤشر داوجونز إلى 37 الف نقطة وهو رقم قياسى لم يتحقق من قبل. كما يتباهى الصينيون ببورصتهم التى تماسكت رغم الحرب التجارية مع الولايات المتحدة. اذا كان الامر كذلك فماسبب تردى احوال البورصة المصرية، من حيث حجم وقيم التداول. وعدم جاهزيتها لاستيعاب برنامج الطموحات الحكومية الذى يشمل 23 شركة فى مرحلته الاولى وتعول عليه الحكومة لجمع 80 مليار جنيه وتاخير الطرح عدة مرات، لدرجة انه لم يتم طرح سوى اقل من 5% من الشرقية للدخان.اين يكمن العيب ؟ ولماذا تبدو بورصة مصر المحيرة - مرآة الاقتصاد - معتمة، عكس كل بورصات العالم ؟!هل هناك أياد خفية وراء ذلك،ام ان الظاهرة العجيبة طبيعية ؟! البعض يرجع السبب إلى ارتفاع تكاليف الاستثمار فى البورصة التى تشمل ضريبة دمغة 1.5فى الالف بغض النظر عن ارباح او خسائر المستثمر، ناهيك عن عمولة شركات السمسرة ورسوم اخرى عديدة. ويقترح العديد من خبراء سوق المال فرض ضريبة 10% سنويا على صافى ارباح المستثمر، والغاء ضريبة الدمغة التى تزيد المستثمر الخاسر خسارة فوق خسارته، مع تخفيض الرسوم الادارية وعمولة شركات السمسرة، لتحفيز صغار المستثمرين ممن ييحثون عن اوعية استثمارية جديدة بعد انخفاض الفائدة على شهادات الادخار. بينما يرى البعض الاخر ان البورصة المصرية تقوم على المضاربات فى معظم العمليات، وهو مايستلزم قيام هيئة سوق المال بتكثيف التوعية لرفع مستوى الوعى الاستثمارى. بينما يرى فريق ثالث ان البورصة تحتاج طرح اوراق جديدة. الامر بالغ الاهمية ويستوجب دراسة متأنية من «اهل الكار» تنتهى بتوصيات لازالة العتامة من مرآة الاقتصاد المصرى، حتى تعكس مانراه ونسمعه عنه من نجاح اقتصادى كبير