محمد درويش
محمد درويش


نقطة فى بحر

.. وهو عند الله عظيم

بوابة أخبار اليوم

السبت، 23 نوفمبر 2019 - 07:08 م

محمد درويش

نعم إنهم يحسبونه هينا وهو عند الله عظيم.
كم مر ة خرجت من فمك كلمة لا تلقى بها بالاً وهى كفيلة بأن تفعل ما يفعله الدنس فى الثوب الأبيض.
كم مرة ستر الله عليك ولحكمة يعلمها فلم يفضحك ولم يجعلك تتمنى لو الأرض انشقت لتبتلعك خوفا من نظرات الناس ولومهم بعد أن نسيت خشية الله وصارت خشية عباده هى الأكبر.
استمررت فى غيّك حتى بعد ان تخطيت سن الأربعين - عمر النضج - وبدلا من أن تقول ربى أوزعنى أن  أشكر نعمتك التى أنعمت عليّ، تستمر فى غيك ويستمر الستر الذى لابد أن ينتهى ربما فى الستين من عمرك أو السبعين عندما تموت فى أحضان واحدة من إياهن، أردت العُسرة فيسرها الله لك.
وقد تختار الدخول الى ملهى ليلى وثملت واصطحبت أنت وأقرانك الساقطات وزاد لك فى تيسير العسرة فلعبت الميسر ثم الخلاف على الخسارة لتختتم الخطوة الأولى بجريمة قتل، وقد تكون قاتلا أو مقتولا.
ولكن تخيل أنك دخلت «تخطف» صلاة المغرب على حد قولك فى إحدى الزوايا أنهيت الصلاة وتوارد إلى مسامعك صوت الإمام فى درس بين المغرب والعشاء فجلست حيث تحف الملائكة جمعاً أنت فيه وكانت صلاة العشاء فأديتها فى جماعة أيضا ثم دعا الإمام الى أن يتبرع القادر من أجل حالة انسانية ملحة فقدمت ما يجود به جيبك، يسر ثم يسر ثم يسر جاءك مع أول خطوة على طريق أنك أردت اليسر فيسره الله لك.
وهذا الشاب الجالس على المقهى مع مجموعة أقرانه وتعبر جارة لهم أو زميلة دراسة أو عمل ودون مناسبة ودون حتى أن يتساءل أحدهم عنها يتطوع بلسانه الزائف ليصفها بأحط ما توصف به فتاة لأنها صدته ذات مرة أو رفضت طلبه خطبتها.. يحسب ما يقوله هينا وهو عند الله عظيم.
 وذلك الذى يصف زميلا وربما صديقا فى غيابه بما ليس فيه أو حتى لما فيه ناسيا أنه يأكل لحم أخيه ميتاً.
وهناك مثيله الذى يفجر وعند الخلاف فيذيع ما اختصه أحدهم من أسرار ويعلن على الملأ ما منّ به عليه فى مشوار الصحبة والصداقة ناسيا كل ما كان من ود ومحبة وناسيا قوله سبحانه «ولا تنسوا الفضل بينكم»، حتى لو كانت مقترنة فى آيات الله بحالات الانفصال بين الزوجين لكنها فى النهاية مبدأ ألا ننسى الفضل بيننا أسريا أو عائليا أو صداقة أو زمالة.
الأمثلة لا تعد ولا تحصى على ما نرتكبه فى حق أنفسنا من خطايا قبل أن نرتكبها فى حق الآخرين، تلك الخطايا التى نحسبها هينة وهى عند الله شيء عظيم، وبعيداً عما يفرضه الدين يجب ألا ننسى أنها تتنافى مع الفطرة الانسانية التى جُبلت على قيمة الخير والحب والجمال.
إنتبهوا.. يرحمكم الله

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة