سليمان قناوى
سليمان قناوى


أفكار متقاطعة

تدجين مصطلحات الصراع

سليمان قناوي

الأحد، 24 نوفمبر 2019 - 07:22 م

تغير اسرائيل على سوريا والعراق ولبنان وغزة تقتل وتدمر الابرياء، ولا أى رد فعل عربى..يقتحم الصهاينة الارهابيون المسجد الاقصى ويدنسون مسرى رسول الله.. ولا يواجهون الا بعنتريات ميكروفونية وبيانات شجب ورقية لا تقدم ولا تؤخر.. أمام كل بيان ادانة تقيم اسرائيل عشرات المستوطنات، مصير البيانات سلة المهملات، ومصير المستوطنات تغيير جذرى للواقع على الارض المغتصبة يواكبه اعتراف أمريكى بشرعية المستوطنات. ويتعارض هذا الانحياز الامريكى السافر لاسرائيل مع الرأى القانونى الصادر عن نفس وزارة الخارجية الامريكية عام 1978 والذى يعتبر إقامة المستوطنات فى الأراضى الفلسطينية يتعارض مع القانون الدولي. واذا كنا فى ثمانينيات القرن الماضى نتهم الساسة العرب بأن كل ما يفعلونه هو رد فعل لما تقوم به اسرائيل من عربدة وتهويد للاراضى العربية المحتلة، اليوم حتى رد الفعل هذا لم يعد موجودا. فاذا قارنت ردود الفعل العربية الفاترة ازاء شرعنة امريكا لمستوطنات اسرائيل، برد فعل فيدريكا موجيرينى مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبى لتمنيت لو لم تكن عربيا، فقد اصدرت موجيرينى بيانا جاء فيه ان : «الاتحاد الأوروبى يدعو إسرائيل لإنهاء كل النشاط الاستيطانى فى ضوء التزاماتها كقوة احتلال». يا الله..حتى كلمة الاحتلال الاسرائيلى الغيت من القاموس العربى، وقبلها الغى التعبير الادق وصفا لهذا النبت الشيطانى وهو الاستعمار الاستيطانى العنصرى الصهيونى. لقد تم تدجين المصطلحات العربية عن العدو الصهيونى وبدلا من ذكر الكيان المزعوم اصبحت الجارة التى يدعو البعض إلى الحاقها بالجامعة العربية وبدلا من لاءات القمة العربية الشهيرة فى الخرطوم بعد هزيمة 1967( لا تفاوض، لا صلح، لا اعتراف) تبدلت إلى (لا مقاطعة، لا خصومة، لا عداء). وليت تبديل اللاءات استرضاء لاسرائيل جعلها ترضى، فمع كل تقارب عربى منها، يكون الرد صلفا وغطرسة اسرائيلية فى غارات شرسة على غزة واقتحامات وقحة للمسجد الاقصى. الغريب ان الصهيونيين بجدارة نتناياهو وترامب يعانيان اشد المعاناة داخليا الاول مهدد بالسجن والثانى بالعزل.والتهم مشينة لكل منهما. فاذا كانا بكل هذه الغطرسة والعنجهية تجاه قضايانا وهما فى اضعف حالتيهما، فماذا كانا سيفعلان اذا اعيد انتخابهما مرة اخرى.

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة