محمد السيد عيد
محمد السيد عيد


الوصل والفصل

الطوائف اللبنانية

محمد السيد

الأحد، 24 نوفمبر 2019 - 07:24 م

محمد السيد عيد

الكثيرون يتحدثون عن النظام الطائفى فى لبنان، وأنه سبب كل المشاكل، ويطالب المتظاهرون بنظام جديد غير طائفى، وحكومة غير طائفية، فما هى الطوائف الموجودة فى لبنان وما أصلها؟
الطائفة الأولى هى الطائفة المسيحية، ومسيحيو لبنان معظمهم موارنة، ويسمون موارنة نسبة لمار مارون، الراهب الذى عاش فى شمال سوريا خلال القرن الرابع الميلادى. كانت المارونية فى بدايتها حركة رهبانية، ثم تحولت إلى طائفة دينية، واستقرت بلبنان. والمارونية كاثوليكية، إلا أنها لم تقطع روابطها مع الكنيسة الأرثوذوكسية. والمعروف أن لها بطريرك خاصا بها.
وإلى جانب الموارنة توجد مجموعات مسيحية أخرى، لكنها قليلة العدد، مثل: الروم الأرثوذوكس، والأرمن الكاثوليك، والسريان الأرثوذوكس، والسريان الكاثوليك، وغيرهم. وتبلغ نسبة المسيحيين إلى سكان لبنان حوالى 31%، وبحكم الدستور الحالى لا يكون رئيس الجمهورية إلا من الطائفة المسيحية.
والمسلمون فى لبنان نسبتهم حوالى 70%، وينقسمون لطائفتين: الشيعة والسنة. والشيعة ينتمون لفرق عديدة، لكن أكبر هذه الفرق هى الجعفرية، نسبة لجعفر الصادق، سادس أئمة الشيعة. وهم من أتباع المذهب الإثنى عشرى السائد فى إيران، وهذا سر التقارب بينهما. ومن هؤلاء الشيعة خرج حزب الله، وهو تنظيم مسلح اكتسب شرعيته من مواجهته لإسرائيل، وهزيمته لها. ومنهم تشكلت حركة أمل الشيعية، وهى التنظيم الأقدم، وحزب الله هو تنظيم منشق عنه. وقد أسس حركة أمل الإمام موسى الصدر الذى اختطفه العقيد القذافى.
ومن الشيعة اللبنانيين أيضاً مجموعة من الإسماعيلية، نسبة لإسماعيل بن جعفر الصادق، والمعروف أن إسماعيل مات فى حياة أبيه، لكن أتباعه أصروا على أنه هو الإمام، ورفضوا أى إمام غيره. ومنهم علويون، ومنهم دروز. وتبلغ نسبة الدروز حوالى 5% من سكان لبنان. ولابد أن يتولى منصب رئيس البرلمان واحد من الشيعة طبقاً للدستور.
الطائفة الثانية من المسلمين هى الطائفة السنية، وهى طائفة غير منقسمة. المهم أنها بحكم ثقلها السكانى تشارك بأهم منصب تنفيذى فى النظام اللبنانى، وهو منصب رئيس الحكومة.
هذه هى الطوائف التى يتكون منها النظام الطائفى اللبنانى، لكن اللبنانيين ضاقوا بالطائفية، وكان أحد مطالبهم فى الحركة الأخيرة أن تكون الحكومة غير طائفية، وأن تتشكل من التكنوقراط. لكن السؤال: هل يمكن أن تأتى حكومة لبنانية غير طائفية؟ وهل يمكن أن يكون النظام فى لبنان غير طائفى؟

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة