حمدى حامد
حمدى حامد


كلمات عابرة

قنابل.. على الرصيف!

حمدي حامد

الأحد، 01 ديسمبر 2019 - 07:10 م

لأننى أحد المصابين بـ"داء الكتب" لا أستطيع مقاومة رائحة الورق وأحبار الطباعة ولا يمكننى المرور أمامها إلا وتجذبنى "نداهتها" حتى لو كانت ملقاة على الرصيف.
 منذ أيام وفى طريقى إلى مبنى نقابة الصحفيين وقفت أتجول ببصرى بين عناوين الكتب المعروضة على رصيف دار القضاء العالى، ووسط العناوين الكثيرة فى كل المجالات استوقفنى أحد الكتب الذى يوجد منه عدد كبير من النسخ، وقبل أن تمتد يدى لالتقاطه دارت فى رأسى أسئلة حائرة تحاول إجابتها تكذيب ما أراه.. معقول!! فى مصر!! ربما العنوان خادع والمحتوى مختلف!! لا، العنوان واضح وصريح.
 التقطت الكتاب بتردد، ولكن مع أول صفحة منه تأكدت شكوكى.. فالكتاب مطبوع خارج مصر ويبدو من اسم مؤلفه أنه ينتمى للمذهب الشيعى.
فى البداية قلت: لعله من كتب الشيعة المعتدلين الذين يتفقون مع أهل السنة فى كثير من المسائل.. أخذت أقلب صفحات الكتاب فى غفلة من البائع الذى يتذمر من الزبائن الذين يقرأون ولا يشترون!! صفعتنى سطور الكتاب التى تطعن فى الصحابة الكرام - خاصة أبا بكر وعمر وعثمان - وتتهمهم فى أعراضهم وتسبهم وتصفهم بأقذع الألفاظ.. هالنى ما اختطفته عيناى من كلمات وعبارات لا تليق بأصحاب الرسول  ، وتردد فى نفسى سؤال مكبوت: كيف دخلت هذه الكتب إلى البلاد؟ وما الغرض من طرحها بهذه الطريقة الماكرة التى يعلم أصحابها أن أى دار نشر مصرية لن توافق على نشرها فتفتق ذهنهم عن هذه الحيلة الشيطانية للتبشير بمذهبهم فى بلد الأزهر الشريف الذى لم تعرف المذهبية ولا الطائفية طريقا إليه رغم المحاولات الفاشلة فى القديم والحديث؟!
بعد أن أفقت من الصدمة قررت أن أتجول ببصرى بين بقية العناوين فوجدت مفاجأة أخرى.. بعض الكتب والمجلات القديمة المعبرة عن فكر الجماعات المتشددة التى يبدو أن أصحابها تخلصوا منها بعد 30 يونيو تحتل جانبا كبيرا من الرصيف ليعاد تدويرها وبث أفكارها من جديد وربما بفعل فاعل أيضا.. والسؤال الآن: لماذا لا تكون هناك رقابة على الكتب المعروضة على الأرصفة وتمثل قنابل موقوتة تهدد الأمن القومى والمجتمعى؟!

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة