مؤمن خليفة
مؤمن خليفة


بدون أقنعة

«امشى شمال» يحتار التموين فيك

مؤمن خليفة

السبت، 11 يناير 2020 - 07:59 م

يبدو أن وزير التموين لا يخشى دعوات الأرامل والمطلقات وأصحاب المعاشات وكل من يحذفهم من دعم التموين بدون وجه حق.. تمتلئ صفحات الصحف يوميا بعشرات الرسائل من القراء المساكين الذين يشكون من ظلم الوزير ووزارته التى شكلت لجنة اسمها « لجنة العدالة» بعد أن حذفتهم من التموين لأن بعضهم يمتلكون سيارات حديثة وهم يجدون طعامهم بصعوبة وبعضهم حذفوه لأنه يستهلك كهرباء فوق المعدل المسموح به بينما لم تدخل الكهرباء بيوتهم على طريقة عادل إمام فى مسرحية « شاهد ماشفش حاجة» وعلى فكرة هؤلاء الذين تصل شكواهم إلى الصحف وتنشرها من المحظوظين.. يعنى هناك الآف غيرهم يشكون ظلم وزارة التموين ولجنتها التى لا تطبق مسماها.. على سبيل المثال أسرة كانت تحصل على دعم التموين لأنها تستحق طبقا لشروط الوزارة وأنفصل ابن لها وأستقل بذاته وربنا كرمه واستطاع أن يشترى سيارة موديل 2015 فما ذنب أسرته التى حذفتها الوزارة من الدعم.. ومن الواضح أن المعايير التى تطبقها الوزارة هى معايير مزاجية لا تستند إلى قرارات ملزمة.. ناهيكم عن هؤلاء طويلى البال الذين ينقطع عنهم الدعم التموينى فيذهبون يشكون ويتبعون الخطوات ليعودوا إلى البطاقات من جديد ويأتون بأوراق من جهات حكومية وغيرها تؤكد أحقيتهم فى حصص التموين ورغم ذلك لا تقوم الوزارة بإعادتهم.. من الواضح أن الوزارة اعتمدت على أن الأسر القديمة التى كانت تحصل على دعم التموين هى التى تستحق وأن كل ماهو حديث على الدعم لصوص لابد من حذفهم.. وعلى سبيل المثال تتعامل التموين بمنطق غريب هو « امشى شمال يحتار التموين فيك» زى الأحياء وغيرها من المصالح التى تنهى فيها أعمالك بالرشوة.. من يخاف من المسئولية أو يخشى خالقه يبلغ عن حالات الوفاة أو السفر للخارج إلى مكاتب التموين فيفاجأ بأن الأسرة كلها حذفت من بطاقات التموين بينما هناك من لا يبلغ ويستمر فى صرف حصته من التموين.. آليس هذا ظلما للمواطن الملتزم وتشجيعا للمواطن « اللى مش دوغري».
منظومة التموين كانت فى حاجة إلى إعادة نظر منذ زمن بعيد حتى يصل الدعم لمستحقيه.. وقد آن الأوان بالفعل حتى يتساوى الجميع أمام الدولة.. وكان يجب أن يقوم الدكتور على المصيلحى وزير التموين بهذه الخطوة بعد توليه الوزارة لكنه أختار الطريق السهل وهو حذف المواطنين بدون وجه حق وبدون دراسة لحالاتهم وبدون مبرر أصلا.وعلى المتضرر اللجوء إلى مكاتب التموين للشكوى ويتوجب عليه أن يصحو من نومه فى السادسة والنصف صباحا حتى يجد مكانا فى أول الطابور ليقدم شكواه وهكذا يمكنه أن يستمر كثيرا الا إذا وجد « واسطة» تعفيه من الوقوف فى الطابور.
إن تصريحات الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء عن دراسة تجرى لتحويل الدعم الحكومى إلى نقدى مشروط هو الحل الوحيد بشرط أن توضع شروط واضحة لمن يستحق ومن لا يستحق وسوف تكون هذه الخطوة بداية مبشرة للمواطنين وخاصة مع تقسيم الدعم إلى فئات حسب درجة استحقاقها له حتى نواجه الفساد وغياب الضمير الذى يسمح لمن لا يستحق بالدعم بينما لا يحصل عليه من يستحقه فعلا.. ليتنا نطبق المثل الصحيح « امشى عدل يحتار عدوك فيك» حتى نساعد بلادنا ويتقدم الوطن بتكاتف أبنائه.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة