سعيد الخولي
سعيد الخولي


كلمة والسلام

وداعا عم عوض

سعيد الخولي

الإثنين، 13 يناير 2020 - 08:31 م

الأستاذ محمد عوض أو عم عوض أو حاج عوض هكذا تعددت ألقابه  التى كنا نناديه بها باختلاف أجيالنا التى عاصرته ،وهو من  التحق بالعمل بتصحيح الأخبار عام1960وظل يعمل بالقسم إلى سنتين ماضيتين . ولم تنقطع صلته بتلامذته ورفقاء الدرب ممن لحقوا به منذ عشرات السنين وأنا واحد منهم، وهو شيخ المحررين المراجعين بتكريم نقابة الصحفيين له ولمهنة التصحيح  بجنودها المجهولين فى عالم الصحافة.وقد كانت سنة حسنة من نقابة الصحفيين بتكوين هذه الشعبة اعترافا بدور أصحابها فى الصحافة ،

وللأسف ضاع ذلك التكريم منذ سنوات مابعد ثورة 25 يناير ضمن لمسات أخرى جميلة «أخذها الوباء».


جمع بين خبرته بالعمل الصحفى والعمل بالتربية والتعليم  كتربوى خبير وبين العمل بالعديد من الإصدارات الأخرى وقت كانت الصحافة فى أوج انتشارها وتأثيرها، خاصة الصحافة الحزبية  ، فقد كان رحمه الله يمتلك العزيمة حتى وهو يقارب الستين موزعا يومه منذ السابعة صباحا بالمدرسة انتهاء بالعاشرة مساء بالأخبار بعزيمة لاتلين ونشاط يحسد عليه، وقد أكسبه عمله فى ادارة المدرسة خبرة عالية فى الأعمال الإدارية بتصحيح الأخبار ، كان مديرا  متميزا فى تنظيم جداول العمل وإعداد مايشبه أرشيف معلومات عن كل زميل بالقسم. وأجمل ماكان ينادينى به مداعبا إياى ومستغلا لقبى الأخير الخولى «ياخولى الجنينة سيطر على الأنفار اللى عندك».


كانت عقليته المترفعة عن الصغائر المهتمة بالمفيد من الأشياء مختلطة بأدب جم فى التعامل مع زملائه المناظرين وتلامذته اللاحقين به، فلم يضبط يوما خارجا عن النص مع أى من زملائه صغارا وكبارا. وانعكست شخصيته المنضبطة فى التعامل مع مرض السكر الذى أصيب به وعرفته مريضا به منذ أكثر من ثلاثين عاما، واستطاع ترويضه والتعايش معه واكتساب تعاطفه معه بالانضباط الغذائى التام وعدم الخروج عن النص ولو بحرف واحد.


رحمه الله فقد خسرنا بوفاته خبرة نادرة قلما تتوافر لشخص يعمل فى هذا المجال.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة